شهد القطاع المصرفي الصيني مؤخرا سابقة هي الأولي من نوعها حيث قرر بنك "الاتصالات الصيني" والذي يحتل المرتبة الخامسة بين البنوك الحكومية الصينية طرح حصة من رأسماله خلال العام الجاري خارج الحدود الصينية بمقدار 2 مليار دولار. ويسعي بنك الاتصالات الي طرح هذه النسبة بواقع 8% لمستثمرين محليين، وباقي الحصة لصالح مستثمرين من الخارج. تجدر الاشارة الي ان HSBC البريطاني كان قد تمكن مؤخرا من شراء 20% من حصة بنك الاتصالات مقابل 75.1 مليار دولار. تأتي هذه الخطوات من جانب البنوك الصينية لبيع بعض حصتها استجابة للدعوات الحكومية المتكررة باستخدام الخبرات المصرفية الاجنبية للعمل علي الاستفادة منها في رفع اداء البنوك المحلية وتحسين كفاءتها، والسعي الجاد علي التخلص من أزمة الديون المعدومة والتي تمثل عبئا ثقيلا علي كاهل البنوك الصينية. وتتزايد رغبة استخدام الخبرات الاجنبية من جانب البنوك في الصين، مع الانفتاح المرتقب امام البنوك الاجنبية الوافدة بحلول عام ،2006 وذلك في اعقاب موافقة الصين علي الانضمام لمنظمة التجارة العالمية. واستمرارا للجهود الحكومية في رفع اداء القطاع المصرفي، قامت الحكومة في بكين بضخ "45" مليار دولار لصالح الصناعة المصرفية في ديسمبر الماضي، وذلك لتقوية ورفع رأسمال المؤسسات المالية التي تقع تحت عبء الديون المعدومة والتي بلغت "650" مليار دولار، وهو ما يعادل 40% من اجمالي الناتج المحلي وفق مصادر حكومية مطلعة. ويري المراقبون ان طرح اسهم بنك الاتصالات سيعد اختبارا لمدي اهتمام المستثمرين بالصناعة المصرفية، في ظل ارتفاع معدل الاقراض خلال الربع الثاني من العام الجاري الي "14%". علي الرغم من الجهود الحكومية الحثيثة للحد من منح القروض في محاولة جادة لوقف نمو الاقتصاد المتزايد. من جانبه يقول "أندرو سلطون" المحلل المالي في هون كونج، انه سابق لأوانه قيام البنوك الحكومية في الصين بطرح اسهمها للتداول في سوق المال ، لانها ستعد الجولة الأولي في إعادة الرسملة من جديد. ويضيف ان المسألة ذات الأهمية البالغة، هي نوعية القروض، ويدعو المستثمرين الأجانب الي توخي الحذر في التغلغل داخل السوق الصيني. في الوقت ذاته يقول المسئولون في بنك الاتصالات ان القروض صاحبة المشاكل قد انخفضت لدي البنك الي 4.3% في أواخر يونيو، نزولا من 13% في نهاية العام الماضي، وتشير الاحصاءات الي نسبة القروض الردئية نحو "215" مؤسسة مالية من هون كونج تبلغ 49.2%. تجدر الاشارة الي ان بنك الاتصالات يبلغ عدد موظفيه 000.45 وعدد فروعه 800.2 في أكثر من 80 مدينة، وقد بلغت أصوله 115 مليار دولار في نهاية عام 2003. ويقول المراقبون الماليون في بكين، في معرض تعليقهم علي اقدام الحكومة الصينية علي بيع بعض اسهم البنوك في سوق المال، ان هذه الخطوات تهدف في المقام الأول الي تخفيض القروض المعدومة، ورفع اداء مديري البنوك وخاصة الذين تم تعيينهم داخل البنوك بمساعدة الحكومة، وضبط ايقاع عمليات الاقراض، ومراقبة المخاطر بما يتفق مع المعايير الدولية. ويقول مسئولون ماليون في بكين ان الحكومة تدرس تخفيف القيود امام المستثمرين الاجانب في شراء الاسهم بالعملة المحلية "اليوان". وتسعي الادارة الحكومية للنقد الاجنبي تسهيل التعامل باليوان وذلك في بسعي لتسهيل عمليات التحويلات النقدية من وإلي الصين، وزيادة عدد المستثمرين الذين يتعاملون بالعملة المحلية "اليوان". ويجمع المراقبون علي أن الصين بصدد اجراء تعديلات نقدية ومصرفية لم تكن معهودة من ذي قبل وذلك لتستطيع الدخول في حلبة المنافسة مع البنوك الأجنبية الوافدة بحلول عام 2006.