بينما تشهد الصين نموا اقتصاديا محموما وتستعد لفتح الأبواب علي مصراعيها أمام تدفق الاستثمارات الاجنبية بعد التوقيع علي الانضمام بمنظمة التجارة العالمية اعلن بنك HSBC ثاني اكبر البنوك العالمية بعد مجموعة سيتي جروب عند التوصل لاتفاق لشراء 20% من حصة بنك الاتصالات الصيني أو بنك "أوف كومنيكياشين" والذي يعد خامس اكبر البنوك الصينية اذا تبلغ اصوله 67 مليار استرليني وعقب اعلان HSBC عن التوصل للاتفاق شهدت اسهمه ارتفاعا بمقدار 1% وتبلغ قيمة الصفقة 550 مليون جنيه استرليني وبعد الحصول علي 20% من حصة بنك الاتصالات يعد بنك HSBC اكبر مستثمر اجنبي لدي البنوك الصينية حيث يمتلك البنك البريطاني 8%من حصة بنك شنغهاي بالاضافة الي نسبة 10% من حصة ثاني اكبر شركات التأمين الصينية "ينج ان" للتأمين من جانبها تقوم السلطات في بكين بحث البنوك العاملة في القطاع المصرفي الصيني علي جذب الاستثمارات الاجنبية للاستفادة من خبراتها الواسعة، وكذلك استخدامها في رفع رأس المال وتحسين اوضاعها المالية حيث ان البنوك الصينية مازالت تقع تحت ضغط الديون المعدومة والتي تمثل شيئا "مخيفا" لدي البنوك الصينية جميعها. وفي استجابة من جانب البنوك الصينية علي دعوة الحكومة باع بنك "شيفزن للتنمية" 18% من حصته لصالح مجموعة "نيوبردج" الامريكية وقام "سيتي جروب بشراء 4.6% من حصة "بودنج شنغهاي" للتنمية بينما تستعد مجموعة DBS من سنغافورة لاجراء مباحثات مكثفة لشراء حصص كبيرة في العديد من البنوك الصينية الاخري. من ناحية اخري يمتلك بنك الاتصالات شبكة واسعة من الفروع في انحاء البلاد مما يسهل من عمله بعد دخول HSBC في مجال التجزئة المصرفية والتي تشهد رواجا واسع المدي في انحاء الصين حيث يتزايد اقبال مواطني الطبقة المتوسطة علي التفاخر بشراء السيارات والمنازل ويقوم بنك الاتصالات بالتعاون مع HSBC بتقديم خدمات مصرفية عديدة تتضمن بطاقات الائتمان وقروض الرهونات العقارية وخدمات الودائع والبوليصات التأمينية، وهذا بالطبع سيعطي ل HSBC ميزة تنافسية وسط البنوك الاجنبية في ظل فتح الصين أبوابها أمام الاستثمارات الاجنبية بحلول عام 2007. وفي ظل الانفتاح المرتقب فان السلطات في بكين لا تسمح للبنوك الاجنبية بافتتاح اكثر من فرع خلال العام الواحد. ولا يقتصر بيع الاسهم علي البنوك الصغيرة في الصين بل تعدي الأمر الي البنوك الاربعة الكبري حيث تسعي للحصول علي التمويل الاجنبي. وينص القانون الصيني علي الا تزيد حصة البنك الاجنبي علي اكثر من 25% من اسهم البنك المحلي. يقول "ستيفين هارنر" المستشار المصرفي في شنغهاي معلقا علي ابرام الصفقة بين بنك الاتصالات وHSBC بقوله ان الحالة التي يمر بها بنك الاتصالات بحاجة ماسة الي شريك اجنبي ولا أري أفضل من HSBC كمستثمر اجنبي كشريك للأول وتشهد البنوك الصينية حملة تطهير واسعة النطاق للتخلص من الاثار المتراكمة من جراء الديون المعدومة والتخلي عن الاساليب القديمة في منح القروض للشركات الحكومية ذات الادارة السيئة بغض النظر عن المخاطر المترتبة علي ذلك، والعمل علي استقدام الخبراء الاجانب في مجالس ادارات البنوك الصينية ويقول هارنر المستشار المالي في هونج كونج ان شراء HSBC 20% من حصة بنك الاتصالات تعمل علي زيادة رأسماله الي 3 مليار يورو او 30 مليار يوان مما يتطابق مع المعايير الدولية وتعتبر وزارة المالية اكبر مالك لبنك الاتصالات. ويعتبر بنكا سيتي جروب وHSBC رائدي السوق المصرفي الاجنبي في الصين لان الصفقة التي حصل عليها الاخير تعطيه حيزا اكبرا فبالاضافة الي الحصص التي يمتلكها في بنك الاتصالات وشركات التأمين فان لديه حصة اخري في البنك الصناعي في مقاطعة "فوجان" الجنوبية ولكن هل سيقتصر تملك HSBC علي هذه فحسب ام انه يحمل في طياته الكثير، هذا ما ستكشف عنه الايام القادمة في ظل الانفتاح الواسع المرتقب.