منذ ان اعتلي فلاديمير بوتين مقاليد السلطة في روسيا تعهد ببذل المزيد من الجهد لاصلاح القطاع المصرفي الروسي فعلي الرغم من المشكلات المزمنة التي تعانيها البنوك الروسية الا ان الفترة الماضية شهدت تدافعا بين البنوك الاجنبية للحصول علي موطئ قدم في السوق الروسية املا في تحسن الاوضاع وحسب رؤيتها لروسيا بانها سوق واعدة لعمل المصارف الاجنبية. وأخيرا كشف النقاب عن منافسة جادة بين بنوك عالمية عدة من بينها "دويتش بنك" الألماني "بي ان باريبا" الفرنسي بانكا افيزا الايطالي لشراء بنك "KMB" الروسي والذي يتركز نشاطه علي الانشطة المتوسطة ومنح القروض الصغيرة. وحسب مصادر مطلعة فان البنوك العالمية المتنافسة قدرت البنك الروسي ب120 مليون دولار او ما يعادل 93 مليون يورو والتي تبدو ضئيلة طبقا للمعايير الغربية. ويحتل بنك "KMB" المرتبة الخامسة والثمانين وسط البنوك الروسية من حيث الاصول وتقول وول ستريت جورنال ان "KMB" يعد من افضل البنوك في الساحة الروسية من حيث خلوه من المشكلات بالاضافة الي حسن ادارته الامر الذي ادي الي تملك بعض حملة الاسهم الاجانب حصصا فيه مثل البنك الاوروبي للانشاء والتعمير وصندوق سوروس للتنمية الاقتصادية. وتضيف "وول ستريت جورنال" علي الرغم من المخاوف المتنامية وسط القادة الغربيين حيال الرئيس الروسي وموقفه المتشدد تجاه رجال الاعمال والمؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون فان المستثمرين الاجانب يرغبون التوسع في السوق الروسي ولاسيما القطاع المصرفي حيث تعتبر روسيا خلاف الاسواق الناشئة مثل الصين والهند الي تتيح للاجانب تملك بنوك داخل السوق الروسي. ويري المراقبون انه علي الرغم من توسع انشطة البنوك الا ان الاقراض الاستهلاكي مازال ضئيلا مقارنة بالمعايير الدولية ويرجعون ذلك الي ان المواطنين الروس حصلوا علي منازلهم من الدولة اثناء عمليات الخصخصة في مطلع التسعينيات من القرن الماضي غير قروض الافراد بدأت تتضاعف خلال العامين الماضيين وبدأت البنوك تمنح الرهونات العقارية وفي فبراير الماضي التقي رئيس مجموعة سيتي جروب الامريكية الرئيس الروسي وناقش معه رغبة البنك الامريكي التوسع في السوق الروسي موضحا ان السوق الروسي يعد من اهم اولويات البنك الامريكي. وبلغت قروض سيتي جروب الاستهلاكية في السوق الروسي 5.2 مليار روبل او ما يعادل 70 مليون دولار خلال العام الماضي ويعتزم سيتي جروب مضاعفة قاعدة العملاء لتصل الي 000.300 بنهاية العام الجاري. ويقوم وكلاء سيتي جروب بالتواجد امام محال البيع المزدحمة في روسيا لجذب المزيد من العملاء ببطاقات الائتمان والحصول علي القروض الشخصية. مدير خدمة العملاء لدي سيتي بنك في روسيا "راجيف" يقول اننا نسعي لجعل السوق الروسي من أكبر الاسواق امام المجموعة الامريكية والبنوك الاستثمارية الغربية الكبري من جانبها تسعي للتواجد في السوق الروسي مثل جي بي مورجان تيش -ميريل لينش- جولدن مان ساكس. البنوك التجارية بدأت تولي اهتماما بالتواجد داخل السوق الروسي تملكتها حمي الشراء لاسيما في اعقاب شراء دلتا بنك ثالث اكبر البنوك الروسية من جانب جنرال اليكتريك مقابل 100 مليون دولار او ما يعادل 77.5 مليون يورو او ما يفوق القيمة الدفترية للبنك باربع مرات وبعض المستثمرين مازالوا يربطون بين القطاع المصرفي الروسي وبعض الاعمال الاجرامية مثل قضايا غسل الاموال اواخر عام 1990 وشهد قيام بنك "اوف نيويورك" نقل الملايين من الدولارات من روسيا عبر حسابات مراسلة في البنوك الروسية الي خارج البلاد في جرائم تنطوي علي الفساد - التهرب الضريبي- والجريمة المنظمة". البنك الهولندي "اي بي ان امرو" قام بقطع علاقاته مع عدد من المؤسسات المالية الروسية خشية الوقوع في اجراء عمليات مصرفية مشبوهه في الواقع يري محللون ومراقبون ان العقبة الكبري التي تعترض مجري المستثمرين الاجانب تتمثل في نقص جاذبية البنوك الروسية حيث ان العديد منها يعد مشبوها من جانب المستثمرين الغربيين والغالبية العظمي عبارة عن بنوك جيب في حين يري اخرون ان عمليات التطهير بدأ يتسع نطاقها حيث شن البنك المركزي الروسي مؤخرا عمليات تطهير داخل اروقة النبوك الروسية ضد مافيا غسل الاموال. من ناحية اخري تشير الدلائل الي امتناع بعض المصرفيين الروس عن عمليات البيع لصالح المستثمرين الاجانب فمنذ شهور عدةاوقف بنك "بي ان باريبا" الفرنسي شراء 50% من "Russian Standard" والذي يعد رائد التمويل الاستهلاكي وعزا ذلك الي طلب الشركاء الروس مزيدا من الاموال بخلاف المتفق عليها. وفيما حاول بنك "Vnesh Torgban" المملوك للدولة بيع حصة لصالح وويتش بنك الألماني الا ان المحاولة باءت بالفشل. وعوضا عن ذلك يسعي الي طرح بعض اسهمه في عرض اولي مبدئي علي الصعيد ذاته شهد العام الماضي وقف المحادثات من جانب يوني كريدتو ايطاليانو بنك لشراء حصة من اسهم "روز بنك" الروسي فيما تبدو الاجواء هكذا ويري المراقبون ان "KMB" بنك يختلف عن نظرائه حيث يتمتع بعدة مواصفات يندر وجودها في القطاع المصرفي الروسي حيث محفظته النظيفة المتعلقة بالقروض ويتمتع بحسن الادارة قدر عال من الشفافية. يري بعض المستثمرين الاجانب انه في حالة قيام الحكومة الروسية بجهود واضحة تجاه اصلاح القطاع المصرفي فان بروز بنوك مثل "KMB" سيكون امرا معتاد والبنك المركزي الروسي يسعي الي الارتقاء بمستوي اداء البنوك الروسية ومعايير المحاسبة الدولية والتمتع بالشفافية ومحاولة القضاء علي غسل الاموال. وهكذا تتأرجح الاوضاع بين رغبة المستثمرين الاجانب في التوسع في السوق الروسي وجهود الحكومة الروسية في اصلاح القطاع المصرفي ولعل الايام القادمة تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت لصالح المستثمرين الاجانب حيال التوسع في شراء البنوك الروسية.