بوسع مصممي الازياء الاوروبيين والامريكيين ممن يعانون الامرين من أزمة القروض ان يضعوا نصب اعينهم الان الطبقات المتزايدة من الاغنياء الجدد في الصين من اجل زيادة حجم مبيعاتهم. وتتسع بسرعة عضوية نادي مليونيرات الصين ومن بين هؤلاء الاعضاء الجدد الكثير من النساء اللائي لا يترددن البتة عندما يطلب منهن ان يدفعن مبلغ 10 الاف دولار مقابل شراء رداء سهرة من احد بيوت الازياء العالمية الشهيرة. ويعتبر سيباستيان سول وهو المدير التنفيذي لبيت ازياء برادا الايطالي في منطقة اسيا- المحيط الهادي الصينيون هم الوافدون الجدد الي السوق العالمية للازياء. واضاف انهم يتوقون شوقا لمعرفة عالم الموضة، كما ان الازياء تبرز الوضع الاجتماعي بصورة جلية الا ان الفخامة هي ايضا نوع من الجسور التي تربطهم بالعالم الحديث. وفيما نما الاقتصاد الصيني بنسبة زادت علي 10 % سنويا خلال الاعوام ال5 الماضية تفخر البلاد في عام 2006 بوجود نحو 345 الف مليونير اذا قيس حجم ثرواتهم بالدولار الامريكي، ثلثهم من النساء وفقا لتقرير لمصرف ميريل لينش والمؤسسة الاستشارية كابجميني. ولدى نحو 5الاف شخص في الصين ثروات تتجاوز 30 مليون دولار امريكي وهم يمثلون نحو ثلث عدد اصحاب الملايين في منطقة اسيا والهادي. وحتي الصينيات اللائي يعشن في رغد من العيش دون ان يحتفظن بالملايين في البنوك علي استعداد لانفاق مدخراتهن علي مصممي بيوت الازياء اذ ينظر الي وجهة الانفاق تلك علي انها مؤشر علي الوجاهة الاجتماعية في بلد شيوعي اصبح مشغولا بصورة متزايدة بالازياء الفخمة التي تظهر مدى الثراء. وهناك المديرة الصينية الانيقة الملبس تشانج نينج البالغة من العمر 30 عاما والتي لم تزر فرنسا قط الا انها تعشق تقليعات ازياء بيت الازياء هيرمس وتصفه بانه من ارقي بيوت الموضة. وتستثمر مؤسسات غربية للازياء الفاخرة مثل هيرمس ولوي فويتون واوسكار دي لا رينتا تعاظم الطلب من جانب الصينيين الاثرياء ممن يحرصون علي المباهاة بثرواتهم الجديدة وارتداء الملابس والاكسسوارات ذات الماركات العالمية. وافتتحت سلاسل متاجر لين كروفورد الرائدة في سوق الازياء اول فرع في بكين في اكتوبر/ تشرين الاول 2007 وحذت شركات عالمية كبرى حذوها. وأفرز انتقال الصين المستمر الي اقتصاد السوق بعد عقود من الزمن من الحكم الشيوعي الصارم سيلا لا ينقطع من الاثرياء الجدد. وتقول انجيليكا تشيونج رئيسة تحرير مجلة فوج تشاينا التي انطلقت عام 2005 ولديها 320 الف قارئ ان القوة الشرائية والرغبة العارمة في الشراء لدى طبقة الاثرياء الجدد اوجدتا سوقا رائجة في مجال الموضة. وأضافت تشيونج ان الامر في بلادها مختلف للغاية عن الغرب فهناك الكثير من الفرص الاستثمارية مما يفرز اثرياء جدد بإستمرار. وقالت الشابة التي تتقاضي راتبا شهريا قدره 5 الاف يوان (716 دولارا امريكيا) قد تدير في 2009 منشأة خاصة بها وسط هذه السوق الطموحة. وقال تقرير لمؤسسة ماستركارد ان بيت تشانيل للازياء يجيء في المقدمة بالنسبة لاقبال الصينيين الاثرياء يليه بيت جورجيو ارماني. وتجتاح الصين موجة من تقليد الاكسسوارات للماركات العالمية وهي تمثل مشكلة لشركات السلع الاجنبية الفاخرة في الصين. ويقول محللون ان سوق السلع الفاخرة لاتزال في مهدها بالصين فيما لايزال تجار التجزئة يبحثون عن افضل الماركات والاستراتيجيات السليمة للمبيعات، وتتمثل الخطوة القادمة في التوسع خارج نطاق بكين وشنغهاي. (الدولار الامريكي يساوي 6.9456 يوان) (رويترز)