يستعد الأوروبيون للاحتفال بعيد ميلاد متواضع بينما يشد المستهلكون الأحزمة إذ أن بعضهم تضرروا بأزمة الدين بينما يتوقع آخرون أن يصلهم الضرر خلال العام المقبل. نظرياً كان يفترض أن يستفيد التجار من يومي سبت إضافيين هذه السنة في 24 و31 ديسمبر وغياب الثلوج التي أعاقت وصول المتسوقين إلي المتاجر نهاية العام الماضي. إلا أن التقشف في اليونان وبريطانيا وإيطاليا والخشية من البطالة يلقيان بثقلهما علي الإنفاق ومعنويات المستهلكين رغم العروض التي تتكاثر لحثهم علي مد اليد إلي محافظهم. والدليل علي ذلك التراجع في الطلبات المسجلة لدي الكثير من الشركات الصينية التي تتكدس عندها البضائع غير المباعة من زينة وألعاب وسلع إلكترونية. وتظهر دراسة لشركة ديلويت اجريت خلال سبتمبر أن عيد الميلاد لهذا العام سيشكل للأوروبيين الفرصة الأخيرة لتدليل انفسهم لكن من دون الإفراط قبل حلول العام المقبل الذي يرتقب بقلق. وكانت الشركة تتوقع تراجع الإنفاق بمعدل 0.8% وصولاً إلي 587 يورو علي الهدايا وموائد العيد والسهرات في صفوف الأوروبيين مع تفاوت من دولة إلي أخري. إلا أن الأزمة تفاقمت منذ ذلك الحين. فاليونانيون خصوصاً يستعدون لتمضية رابع عيد ميلاد وهم يعانون من الانكماش في ظروف تقشف قصوي هذه المرة. ديميترا الموظفة المتقاعدة تقول إنه بسبب تخفيضات الأجور ودفع ضرائب جديدة ابحث عن الهدايا الأقل ثمناً. وفي إسبانيا ستخفض الأسر إنفاقهما بنسبة 17% علي الهدايا بمناسبة العيد ليصل إلي 560 يورو علي ما أظهرت دراسة أجراها اتحاد المستخدمين والمستهلكين المستقلين. وسيشكل ذلك العام الرابع علي التوالي من الانخفاض لآلاف العائلات. وفي البرتغال يتوقع أن يتراجع الاستهلاك 500 إلي 600 مليون يورو بحسب نونو كاميلو رئيس جمعية تجار بورتو متوقعاً عيد ميلاد من دون هدايا بسبب الاقتطاع الكبير في مخصصات الميلاد وهو أشبه بمعاش الشهر الرابع عشر. أما في إيطاليا فثلثا المستهلكين يشدون الأحزمة خشية من المستقبل وتداعيات الأزمة علي ما تفيد دراسة لمنظمة أصحاب العمل. أما مخصصات الشهر الثالث عشر التي يشكل مجموعها 41 مليار يورو فسينفق نصفها علي المشتريات قيمة 19.805 مليار أي اقل ب1.234 مليار مقارنة بعام2010 ويعتبر ثمانية إيطاليين من كل عشرة أن الميلاد يكون متواضعاً هذه السنة. وفي بريطانيا تراجعت مبيعات المفرق أكثر مما كان متوقعاً خلال نوفمبر -0.4% مع انخفاض في مبيعات الكمبيوتر والساعات والمجوهرات مما لا يبشر بالخير بالنسبة لمشتريات عيد الميلاد. واسف اتحاد تجار المفرق في بريطانيا لكون المستهلكين يتوخون الحذر في مشترياتهم. وتوقعت عدة شركات بريطانية أن تكون نتائجها أقل من التوقعات. وفي فرنسا توقعت شركة ديلويت ارتفاعاً بنسبة 1,9% في النفقات بمناسبة العيد لتصل إلي 606 يورو لكل أسرة. لكن مع الأزمة توقعت باسكال ايبيل مديرة دائرة الاستهلاك في مركز الأبحاث لدراسة ظروف العيش كريدوك ألا يتحسن الإنفاق موضحة أن هدايا العائلات والأصدقاء وغيرها تتراجع إلا أن الإنفاق علي الطعام سيسلم من التراجع. في ألمانيا يتوقع أن تشهد مشتريات العيد تراجعاً طفيفاً لكنها ستبقي عند مستوي مرتفع علي خلفية قلق من الأزمة بحسب دراسة لمعهد جي اف كاي. مصطفي عبد العزيز