شهدت بدايات العام الجاري 2011 توقعات بنمو أسهم الأسواق الناشئة بنسبة تصل إلي 30% بعد أن تكهن العديد من الخبراء بسرعة خروج تلك البلدان الناشئة من الأزمة المالية العالمية الأخيرة في وقت أقل من الدول المتقدمة، وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن أسهم الأسواق الناشئة شهدت تراجعا بمعدل نسبته 25% حتي الوقت الحالي من السنة الجارية وهو ما أكده هبوط مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة، مقارنة مع انخفاض بنسبة 9% لمؤشر ستاندرد آند بورز الأوسع نطاقا بالولايات المتحدةالأمريكية وكذا تراجع مؤشر يوروفرست 300 لكبري الشركات الأوروبية بنسبة 17% . وقالت الصحيفة وفقا لصندوق النقد الدولي إن الأسواق الناشئة لاتزال عرضة للصدمات الخارجية حيث ارتفعت المخاطر بتلك الأسواق نتيجة للأزمة التي تشهدها منطقة اليورو، لأنها قد تدفع المستثمرين بالدول الناشئة إلي بيع الأسهم، فما يحدث بمنطقة اليورو يجسد أزمة مالية عالمية بها، وبالتالي ينتقل التأثير علي الأسهم الناشئة علي مستوي العالم . وأصبحت الأسواق الناشئة هي الملاذ الآمن للمستثمرين خلال الفترة الماضية وبعد الأزمة المالية العالمية، فضلا عن اعتبارها الخيار الأمثل للشركات الغربية الباحثة عن النمو وشراء النشاطات التجارية، وهي واحدة من أسرع الطرق لهذه الشركات للاستفادة من حالة النمو السريع الذي تشهده الدول الناشئة . ويقول محسن عادل خبير أسواق المال نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار انه بعد الأزمة المالية العالمية الأخيرة بات نحو 85% من اصدارات السندات الدولية في بلدان الأسواق الناشئة مقوما بالعملات المحلية، أما الأصول الخارجية تتركز بصورة كبيرة في احتياطيات بالعملاء الأجنبية تصل إلي نحو 4 .6 تريليون دولار حيث تمتلك الصين نصفها . أضاف أنه كانت هناك توقعات بأن تمثل بلدان الأسواق الناشئة 38% من اجمالي الناتج العالمي بقدوم عام ،2016 مقارنة بنحو 25% في عام 2007 كما يتوقع أن يتفوق النمو في انتاجية البلدان النامية علي النمو في الأسواق المتقدمة بعد عام ،2016 وهو نفس الوقت الذي يسعي فيه القطاع العام المثقل بالديون في الدول إلي تقليل الاستثمارات في القطاع الخاص . ويضيف أن نمو الأسواق الناشئة يعتمد إلي حد كبير علي الاقتصادات المحلية، حيث توقع صندوق النقد الدولي نمو الناتج المحلي الاجمالي للدول المتقدمة بنحو 5 .2% سنويا خلال السنوات الثلاث المقبلة، بينما من المنتظر أن تحقق الأسواق الناشئة نموا يفوق ضعف هذه النسبة عند 5 .6% وفي الوقت الذي يتخوف فيه صانعو القرار في الدول المتقدمة من الركود يتخوف أقرانهم في الدول الناشئة من التضخم . أضاف أنه من المؤكد تحول الأنظار عاجلا أم آجلا نحو النمو في الخارج، وترتبط استراتيجيات شركات الأسواق الناشئة علي المدي الطويل بالاستحواذات حيث تمثل الشركات أهمية خاصة في العالم الصناعي وتم تسجيل عدد من الشركات بين شركات العالمين الناشئ والمتقدم مثل الشراكة بين ميرك الأمريكية لصناعة الأدوية وسن فارمسوتيكال الهندية لتقوم معا بتطوير وصناعة عقاقير طبية جديدة .