لثورات الشعب المصري طابع يلازم كافة الهبات الثورية في تاريخه الحديث وهو التحام الجيش والشعب ففي الثورة ضد المماليك وتولي محمد علي السلطة قامت المظاهرات المعادية لمماليك بعد خروج الفرنسيين ولعل هتافاتهم "إش تاخد من تفليسي يابرديسي" خير تعبير عن رفضهم استغلال المماليك ونهبهم بعد خروج الفرنسيين. ثم توجه عمر مكرم إلي محمد علي وهو قائد فرقة في الجيش لتولي السلطة الذي كان أول ما عمله التخلص من المماليك في مذبحة القلعة وفي ثورة عرابي التي هزمتها الخيانة خاصة من جانب الخديو توفيق ومن تشيع له أيضا التحام الجيش والشعب بقيادة عرابي وهو لم يكن قائداً عسكرياً فحسب بل كان زعيما شعبياً أيضاً. ثورة 1919 كان ينقصها التحام الجيش مع حركة الجماهير وانتهت بتقاسم السلطة بين الوفد والسراي والإنجليز ورغم أن الوفد كان يمثل القوي الوطنية وقام بكثير من الإصلاحات كمجانية التعليم فإن مصر ظلت محتلة حتي خروج الإنجليز بعد ثورة يوليو. ثورة يوليو جرت علي نفس نمط الثورات المصرية فحريق القاهرة في يناير 1952 كان لاجهاض المظاهرات التي تمت بالقاهرة منذ الأربعينيات ولكن حريق القاهرة في نفس الوقت كان إعلانا بإفلاس للنظام الملكي. وثورة يوليو كانت لها نفس الطبيعة المزدوجة فهي من ناحية ثورة وطنية دخلت في معارك يوم الاستعمار البريطاني حتي تم الجلاء في 1956 ومن ناحية أخري أجرت قدرا كبيرا من التحولات الاجتماعية بداية من الإصلاح الزراعي الذي أنهي سيطرة كبار ملاك الأراضي عبر الريف المصري وصولا إلي التأميم الذي صفي ملكية رأس المال الأجنبي والاحتكاري علي الصناعة وتم في نفس الوقت بناء هيكل صناعي قوي. ولكن ثورة يوليو مثل كان الثورات ذات المضمون الاجتماعي لم تتمكن من حل قضية السلطة فهي من ناحية تسببت في توسيع دائرة المعادين للثورة والثورة التي كانت تعمل من أجل العمال والفلاحين ولكن هل كانت هذه بالطبقات في جهاز السلطة هل كانت هذه الطبقات في السلطة أم أن المسيطرين علي جهاز السلطة كانوا من يطلق عليهم أهل الثقة أي المقبين من زعيم الثروة وفادة أجهزة السلطة وممن سارعوا إلي الانضمام إلي الأجهزة الحزبية التي أقامتها كالاتحاد القومي للاتحاد الاشتراكي وهؤلاء عامة كان ينقصهم العمل الجماهيري وسط العمال الفلاحين. بعد ما يسمي الانفتاح دخلت مصر مرحلة جديدة فالثورات في مصر لها طابع مشترك فهي من ناحية ذات أهداف وطنية واضحة ومن ناحية أخري ذات هدف اجتماعي يتمثل في تحقيق العدل الاجتماعي وهذان الهدفان بينهما علاقة جدلية فإذا افتكست التحولات الاجتماعية فإن الأهداف الوطنية تنتكس ومنذ بدأت سياسة الانفتاح لسداح مداح مقولة أحمد بهاء الدين حدث تخريب في الاقتصاد الوطني وتبعية للنفوذ الأجنبي وعملية نهب وافقار للشعب وما صاحب ذلك من كبت للحريات. وبدأت ارهاصات ثورة 25 يناير في السنين السابقة للثورة علي شكل اضرابات واعتصامات تبلورت علي يد شبان الثورة في 25 يناير وما تلاها لكل ثورة مصرية أعداء في الداخل والخارج ثورة عرابي أعداءها الاستعمار البريطاني والخديو توفيق ورجاله وثورة يوليو استعمار البريطاني ثم الأمريكي وتابعه إسرائيل وملوك البترول العرب وداخليا الطبقات المستغلة. فمن أعداء ثورة 25 يناير خارجيا أمريكا قائدة الاستعمار العالمي وتابعتها إسرائيل وملوك البترول وداخليا الفئات المستغلة خاصة اتباع الحزب الوطني والمتربحين من ورائه وفئات المتاجرين بالإسلام الذين يحاولون أن ينتموا للثورة ويركبوها باسم الدين وهؤلاء لهم تاريخ طويل في العداء للشعب من أول بروزهم في ثلاثينيات القرن الماضي ثم وقوفهم مع الملك فاروق الذي قالوا عنه من نسل النبي وصدقي باشا الذي قالوا عنه "إنه كان صديقا نبيا وتصريحات لبعض قادتهم لا مانع أن يحكم مصر ماليزي مادام مسلما ثم قادتهم كأن الإسلام لا يشمله إلا مسائل الجنس وملابس النساء والفكر الوهابي المتخلف وتمويل مخابرات البلاد البترولية لجماعات السلفيين مدعي الإسلام وتصريحات بعض قادتهم بأنه لا مانع لديهم من أن يحكم ماليزي مصر مادام مسلماً!! لقد حاول التيار الإسلامي ركوبا موجه ثورة 25 يناير ولكنه فشل في ميدان التحرير لكن ثورة 25 يناير يحب أن تكشف المتربصين بها وتحافظ علي التحام الجيش والشعب وأن تحقق أهدافها في بناء مصر حرة.