يوم تلو الآخر.. تتزايد التوترات في المنطقة. وتشابك خيوط اللعبة في منطقة اليورو مع الأزمات الأخيرة لتتجلي في نهاية الأمر في صورة أزمة عاتية ضربت سوق الذهب الذي يعاني من ركود منذ سنوات يزداد عمقا من تفشي الأزمات وتوابعها منذ الثورة المجيدة والسوق يعاني من تدهور في حالة البيع والشراء بسبب الأوضاع الاقتصادية وسيادة حالة اللايقين في الأجواء وتكالب المستثمرين في الأسواق الدولية علي المعدن النفيس خشية من تقلبات أسعار الصرف وبين هذه الأحداث يقف السوق المصري بين شقي رحا ينتظر المواسم التي تتعاقب أملا في انفراج أزمته إلا أن ذلك لا يحدث. ويري عدد من المتابعين لأسعار الذهب في السوق المحلي أن السوق دخل في مرحلة ركود تمتد إلي فترة طويلة نتيجة لهذه الأسباب التي ستترك تأثيرا واضحا علي عمليات البيع يضاف إلي ذلك السبب الرئيسي المتمثل في ارتفاع أسعار الذهب أن التوقعات تشير إلي استمرار ارتفاع أسعار الذهب إلي ما يقارب ضعف الأسعار الحالية في المستقبل المتوسط مضيفين أن تلك التوقعات قد لا تكون دقيقة في بعض الأحيان. وأوضحوا أن التراجع البسيط في أسعار الذهب خلال الفترة القصيرة الماضية لم يواكبها تحسن في عمليات البيع بسبب وصول أسعار الذهب إلي معدلات قياسية تجعل من عملية شرائه مكلفة جدا علي متوسطي الدخل مضيفين أن أسعار الذهب تضاعف نحو أربع مرات عن سعره قبل 10 سنوات. وقال إيهاب فهمي تاجر المجوهرات إن السوق يعاني من حالة ركود ليس بسبب ارتفاع أسعار الذهب وإنما دخول موسم السفر واقتراب شهر رمضان وسيعقبه موسم الدراسة وهذه جميعها تجعل الافراد والاسر توجه ميزانياتها نحو هذه الأولويات. وأوضح أن الأسواق في تراجع مستمر في ظل ارتفاع أسعار الذهب متوقعا أن تستمر حالة الركود في ظل هذا الارتفاع مضيفا أنه من الممكن أن تتراجع الأسعار في حال تحسنت قيمة الدولار وتحسن الاقتصاد في الولاياتالمتحدة بشكل عام وهدأت التوترات في المنطقة العربية. من جهته قال نادر تادرس تاجر ذهب إن معدل شراء الذهب حاليا مازال منخفضا لأن أسعار الذهب مرتفعة جدا علي الرغم من انخفاضها البسيط في الأسبوع قبل الماضي مضيفا أن انخفاض عمليات البيع ستستمر إلي فترات مقبلة خاصة مع دخول شهر رمضان وموسم المدارس. أشار إلي أن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب أوجد أسلوبا جديدا لعمليات الشراء من قبل الافراد بحيث يقوم الشاري بوضع مبلغ محدد مسبقا لشراء قطعة من الذهب بينما الوضع في السابق كان يتم اختيار القطعة المناسبة من قبل الزبون ويقوم بشرائها. وضع مريح وبطرافة يؤكد محمد رفعت تاجر الذهب أن الوضع مريح جدا في سوق الذهب، بسبب ارتفاع الأسعار وأغلب الناس "تدخل لتسأل وتزن لكن ما بيشتروش" وإذا اشتروا فغالبا بيكون ذهب عيار 21 لأن الناس تعتبره أقيم أما عن الشبكات فلم يعد هناك من يأخذ طقم أو غوايش وسلسلة، لكن يكتفوا بدبلة وخاتم فقط. ويتابع قائلا إن السوق المحلية شهدت هدوءا واضحا علي مستوي حركتي العرض والطلب علي الذهب بيعا وشراء وذلك لانشغال العملاء باستقبال شهر رمضان الكريم. وأضاف أنه من المتوقع أن تظل حالة الاستقرار والهدوء علي مستوي بيع وشراء الذهب خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم. ويؤكد هشام رحمي تاجر الذهب أن حالة الركود مازالت تسيطر علي حركة البيع والشراء في سوق الذهب نظرا لارتفاع الأسعار مع تراجع السيولة لدي أغلب الأسر المصرية بالإضافة إلي تدهور الأوضاع الأمنية الأمر الذي لا يشجع المستهلكين للأقبال علي الشراء خاصة أن المعدن الأصفر يعتبر ترمومتر السوق في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية مشيرا إلي أن ظاهرة بيع المشغولات الذهبية بدلا من شرائها لدي أغلب المواطنين في ظل سوء