أدي تلاحق الأحداث في المنطقة واستمرار الأزمة الليبية إلي تزايد احتمالات جنوح أسعار البترول الذي تراقص علي أنغام عنف النظام الليبي والكوارث الطبيعية التي ضربت بقاعا عدة في أنحاء العالم ويبدو المشهد علي مستوي الأسواق العالمية أنه يحمل مزيداً من الجنوح خلال الفترة المقبلة مصحوبا بارتفاع في أسعار الغذاء العالمي وأسعار الذهب الذي يزداد الطلب عليه من الحكومات في ضوء استمرار حالة اللايقين المسيطرة علي الأجواء حيث سجلت أسعار أوقية الذهب في البورصات العالمية حتي نهاية الأسبوع الماضي 1435 دولارا وترجع تقارير دولية بأن يواصل الذهب ارتفاعه حتي يسجل قرابة 1600 دولار قبل نهاية العام الجاري. التطورات العالمية انعكست علي الأسواق المحلية وكانت بمثابة من سكب الماء علي زيت الركود الذي يضرب السوق منذ نهاية عام 2008 مع استمرار الأزمة المالية العالمية. عزز من الركود السائد في الأسواق قرار حظر تصدير الذهب الذي فرض منذ ثورة يناير إلي الآن وكان من المفترض أن يستمر إلي شهر يناير حتي رفع الحظر الذي أقره وزير التجارة والصناعة لدعم القطاع فمحال الذهب رفعت شعار"ياذهب يامين يشتريك" مع تأزم الأوضاع وقلة الحيلة حيث تراجع المعروض من المشغولات حتي يتسني حملها بعد انتهاء العمل خوفا من السلب والنهب بحسب التجار في الأسواق وقالوا إن حركة البيع والشراء توقفت تماما واقتصرت علي ولوج بعض الزبائن إلي المحال لتقييم مشغولاتهم في ضوء تواتر الأنباء لديهم بارتفاعات قياسية لديهم. الصورة لم تقتصر علي ذلك فبعض المحال التجارية استبدلت نشاطها بإكسسورات رغم تخصصها التاريخي في الذهب وقالوا: غيرنا المهنة ووسعنا النشاط حتي يتسني لنا تعويض خسائرنا في الذهب إلا أن الركود طال جميع المنتجات بحسب محمود عطية تاجر ذهب والذي أكد أن تغيير مواعيد العمل والإغلاق المبكر وارتفاع الأسعار وعدم استقرار الأمن أدي إلي إصابة القطاع بشلل تام. قال عطية إن قرار رفع حظر التصدير يساعد في إلقاء حجر في مياه راكدة مما قد يسهم في تحريك السوق حيث جاء في الوقت المناسب خاصة خلال الفترة الحالية التي تسبب الركود في إغلاق بعض المحال، خاصة مع حالة عدم الأمان التي انتشرت خلال الفترة الماضية. وقال إن الذهب الصيني مازال يداعب بعض الشرائح ويحقق غايتها مع استمرار ارتفاع الأسعار وأن العزوف عن الشراء طال كل الطبقات المتوسطة والفقيرة علي حد سواء. تنشيط السوق وفي المقابل قلل رفعت فهمي تاجر ذهب من أهمية قرار رفع حظر التصدير قائلا إنه لم يكن الفيصل في تنشيط السوق الذي يعاني من ركود كبير غير مسبوق وتابع قائلا: إن موسم الصيف الذي كان يشهد دائما انتعاشا في أسواق، لن تكون له جدوي نظرا لأن الصيف أصبح مثل الشتاء فقد انتهي عصر المواسم في تجارة الذهب. وأشار إلي أن العيار الأكثر بيعا هو عيار 18 لأنه به أشكالا عديدة تنال إعجاب المستهلكين ويليه العيار 21 أما عيار 24 فلا يوجد بالسوق، نظرا لعدم تصنيعه لدينا وذلك علي حد قوله. وتوقع أن أسعار الذهب الأيام القادمة سوف تشهد ارتفاعا حادا، وأكد أن حركة البيع والشراء في ركود تام، ورغم ضعف عملية البيع والشراء إلا أن الأسعار تتجه نحو الارتفاع، وجميع التوقعات تشير إلي حدوث ارتفاع في الأسعار خلال الأيام القليلة الماضية. وأشار إلي أنه قبل الأزمة المالية العالمية كان سعر الذهب يرتفع، ولكن مع ذلك كانت توجد حركة في عملية البيع