بعد عام من القفزات الكبيرة التي شهد أسعار الذهب علي مدار العام وجنوحها إلي معدلات غير مسبوقة خلال ربع قرن من الزمان حيث أنهي عام 2010 بمكاسب تعتبر الأكبر خلال ثلاث سنوات ورغم ذلك فإن قراءة السوق تتجه نحو مزيد من الارتفاع خلال العام الجاري في ظل تزايد الطلب علي المعدن النفيس واكد بعض خبراء الاقتصاد ان الذهب سيواصل الصعود في 2011 مدعوما بطلب قوي من مستثمرين يرون في المعدن النفيس أداة استثمارية أكثر أمانا وسط تقلبات أسواق العملات وانخفاض أسعار الفائدة المصرفية. كان ميريل لينش قد تنبأ في تقريره ان الارتفاع سيحدث علي مراحل يصل إلي ذروة ارتفاعه، المرحلة الأولي عام 2009 و2010 سيكون متوسط الأسعار ما بين ألف دولار وألف دولار للأوقية في حين ان الأزمة المالية مازالت علي أشدها مما يؤدي إلي استمرار زيادة أسعار الذهب، والمرحلة التي تليها فسيحدث انخفاض وضعف الدولار الأمريكي وذلك بعد منتصف عام 2010 اما المرحلة الثالثة والتي ستشهد استقرارا لأسعار العملات. قالت الدكتورة مني المصري "خبير اقتصاد" ان السوق يشهد حالة من الركود في المبيعات بسب ارتفاع أسعار الذهب وأسعار السلع الأخري مؤكدة أن هذه الارتفاعات سحبت السيولة لدي المواطنين بما أدي إلي عدم الاقبال علي شراء الذهب مع أعياد رأس السنة علي عكس ما كان متوقعا مشيرة إلي أن انفجار فقاعة الذهب يحدث عندما تنعكس العوامل المسئولة عن تكون الفقاعة حاليا وبصفة خاصة استعادة مستويات النشاط الاقتصادي في الدول الصناعية، ومن ثم انخفاض مستويات النشاط الاقتصادي في الدول الصناعية، ومن ثم انخفاض مستويات المخاطر التي تحيط بالاقتصاد العالمي وعودة معدلات الفائدة إلي مستوياتها قبل الأزمة مرة أخري، اذ تبلغ هذه المعدلات حاليا "صفر" تقريبا مما يجعل الاحتفاظ بالمدخرات في الأصول المدرة لايرادات في شكل فائدة أمرا غير مجد من الناحية الاقتصادية، وعندما تتلاشي التوقعات التضخمية المنتشرة الآن بين الكثير من المستثمرين وبصفة خاصة تلك المرتبطة بالدولار الأمريكي. مشيرة إلي أن الذي سيتأثر بصفة اساسية من انهيار أسعار الذهب حين حدوثه هم المستثمرون الأفراد والمؤسسات المالية التي تستثمر في الذهب جريا وراء سراب الارتفاع الأبدي لسعر الذهب وليس الحكومات لأنها لا تستثمر في الذهب، ومن المعلوم انه لا يوجد أصل في الدنيا تستمر أسعاره في الارتفاع إلي ما لا نهاية، بما في ذلك الذهب لكن حتي الآن لا نستطيع أن نتوقع بداية الانهيار والتصحيح لأن الصعود احتمالاته أقوي. يقول الدكتور عبد الرحمن جاب الله استاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر اننا نعيش حاليا الظروف نفسها التي كان العالم يعيشها في أوائل الثمانينيات، عندما انتشرت حمي الذهب في العالم حتي انهار سعر الذهب بصورة مروعة متسببا في خسائر هائلة للمستثمرين فيه ممن وثقوا بأن الذهب هو الأصل، الذي لا يمكن ان تتراجع أسعاره عبر التاريخ، وهم واهمون، فالأحداث التاريخية تثبت عدم صحة مثل هذا الاعتقاد الذي يروج له حاليا. أضاف: الذي سيدفع ثمن انفجار فقاعة أسعار الذهب هم المستثمرون الأفراد للأسف، لأن المستثمرين المؤسسين لديهم استراتيجيات فعالة للدخول والخروج في التوقيت المناسب، بينما لا تتوافر مثل هذه الاستراتيجيات للمستثمرين الأفراد، فهم للأسف من سيتحمل ثمن الفقاعة الحالية أو من سيدفع الثمن في المستقبل. ويقول جاب الله إن استمرار تراجع أسعار الفائدة وتقلبات العملات يغذي احتمالات استمرار الارتفاع خلال الفترة المقبلة. أحمد الباز