في دراسة عن ثورة المصريين في اي وقت علي تخطي العقبات عادت الدراسة الي التاريخ القديم؛ حيث شهدت مصر ثورة شعبية عارمة في العام التاسع والعشرين من حكم الملك رمسيس الثالث.. وكان ابطال الثورة عمال دير المدينة.. وقد قامت ثورتهم بعد ان انخرط الملك رمسيس الثالث في اواخر ايامه في الملذات وكان من جراء ارتفاع الاسعار وتدهور الحالة الاقتصادية بالبلاد ان تأخر صرف اجور العمال في دير المدينة لمدة شهرين مما تسبب في أول إضراب في نهاية حكمه. فقد توقف العمال عن العمل وتوجهوا الي الوزير "تا" المقيم بالرامسيوم ورفعوا اليه شكواهم ولكن دون جدوي، وفي اليوم الثاني تجمع العمال وهاجموا مخازن الرامسيوم وهم يصيحون بأنهم جائعون وبعدها اضطر الوزير للتدخل لاعطائهم ما يستحقونه. وتروي بردية "هاريس" عن حالة مصر في نهاية الاسرة ال19 فتقول في "ص 59": لقد غُزيت مصر من الخارج وأقصي كل رجل حقه وظل الناس من دون رئيس سنين عديدة حتي اتي عليهم حين من الدهر كانت مصر في ايدي امراء وحكام المدن وذبح الرجل جاره عظيما كان او حقيرا".. هكذا كانت نهاية حكم الملك رمسيس الثالث وما اشبه الامس باليوم.