من أبرز سلبيات الأعوام القليلة الماضية انتشار ظاهرة برامج "افتي شو" والشهيره ببرامج "التوك شو".. والحقيقه أن أول من ابتدع هذا النوع من البرامج هو الاعلامي الكبير عمرو أديب في برنامجه الشهير "القاهرة اليوم" ولكن يبدو أن برنامجه الناجح جدا قد اغري جميع القنوات الأخري بما فيها التليفزيون المصري علي استنساخ هذا البرنامج الناجح ولكن للأسف ما تم استنساخه هو الشكل فقط و ليس المضمون ..فلا تخلو أي قناة فضائية الآن من برنامج "افتي شو" علي أساس أنها موضة العصر.. وبعضها يشاهد فعليا والبعض الآخر لا يشاهده سوي أقارب الضيوف ومقدميه.. ويبقي برنامج "القاهرة اليوم" هو الأصل والأفضل علي الإطلاق مهما حاول الآخرون استنساخه ..وللأسف الشديد المراقب للاحداث الاخيرة التي تمر بها البلاد سيكتشف ان هذه البرامج اضحت تتحكم في سياسة الدوله بشكل واضح لدرجة وصلت الي قدرتهم علي تعيين وإقالة المسئولين بالحكومه علي اعتبار أنهم يمثلون الرأي العام!! .. و الحقيقه أن ما يعنينا في هذا الصدد أن بعض هذه البرامج قد بدأت تتطرق إلي البورصة المصرية واضحينا نراهم يقومون بإستضافة غير المختصين ليدلوا بدلوهم في البورصه المصرية وادائها سواء كانوا مسئولين سابقين أو حتي اشخاصا مجهولين لدرجة وصلت الي قيام احد هذه البرامج "للاسف لا أذكر اسمه" باستضافة احد الشباب عضو ائتلاف من الائتلافات العديدة التي انشئت عقب ثورة 25 يناير لا يتجاوز عمره ال 24 25 عاما علي أقصي تقدير.. ليبدأ في إبداء رأيه في البورصة المصرية ويفاجئنا بعبقريته الفذة ويصرح بأنه ضد فكرة البورصة أساسا في مصر علي اعتبار أنها قد أضرت بالنشاط الصناعي والزراعي ودفعت الغالبية إلي ترك المشاريع الحقيقية والتوجه للمقامرة في البورصة مطالبا بضرورة إلغائها ومستشهدا بما قاله احد رؤساء الحكومة السابقين إن البورصة المصرية "صالة قمار كبيره" .. وللاسف المشكلة هنا ليست في استضافة هذا الشخص المجهول فقط ولا حتي في اننا الشعب الوحيد علي مستوي العالم الذي لا يعرف كلمة "لا أعلم" عدا عن كوننا الشعب الوحيد أيضا الذي اخترع المثل الشهير "سبع صنايع والبخت ضايع"، و هو ما يعني اننا أي الثمانين مليون مصري خبراء في جميع المجالات سواء سياسية أو اقتصادية أو رياضية أو حتي فنية.. و لكن المشكله الحقيقية من وجهة نظري البسيطة هو المفهوم الخاطيء لدي العديد من أفراد الشعب المصري بما فيها الحكومة الحالية عن البورصة المصرية أو حتي عن مفهوم البورصات والغرض منها علي مستوي العالم وهو الأمر الذي أراه غاية في الخطورة لاسيما بعد أن اضحي الإعلام هو المتحكم الرئيسي في كل شيء خاصة تلك البرامج "افتي شو".. ولذا لم يعد بيدينا سوي أن نتوسل إلي هذه البرامج أن ترفع يدها عن البورصة المصرية وتكف عن مناقشة اوضاعها وحتي إذا اضطروا لمناقشة أدائها لأي سبب من الأسباب فنرجو منهم أن يستضيفوا أهل الخبره في هذا المجال و ليس كل من هب ودب يتحكم في مصائر الناس بهذا الشكل الغريب! .. فيا سادة هناك آلاف بل ملايين الأسر ترتبط مصائرها بالبورصة المصرية فإذا كنتم بالفعل تخافون علي هذا البلد وأبنائه.. فبرجاء الكف عن الحديث فيما لا تفقهون حتي لا تفاجأوا بثورة جديدة من أهل البورصة وإياكم من هؤلاء فإأنهم لا يرحمون!! [email protected]