اجتازت البورصة المصرية أصعب وأخطر مراحلها التي تمثلت في جلستي "الأربعاء" و"الخميس" الماضيين، اللتين كانتا تعتبران بمثابة عنق الزجاجة للبورصة للخروج من أزمتها الراهنة ومن ثم الخروج إلي الأمور الطبيعية واستعادة توازنها مرة أخري. وأبدي خبراء التحليل الفني تفاؤا كبيرا حيال سير التداولات خلال الأسبوع الجاري، مؤكدين أن البورصة تجاوزت أصعب جلستين وأظهرت تماسكا أكثر من المتوقع، إذ جاءت الانخفاضات أقل بكثير من المتوقع، وهو ما سيؤهل البورصة لاستعادة توازنها سريعا ومن ثم البدء في استكمال مشوار الصعود مستقبلا. وتوقع خبراء التحليل الفني أن يشهد المؤشر الرئيسي للبورصة "آي جي إكس 30" مستويات 5000 نقطة و5500 نقطة مع نهاية الأسبوع، لاسيما في ظل الأسعار الحالية للأسهم والتي تعتبر جاذبة ومغرية للشراء من قبل الكثيرين. يقول رئيس قسم البحوث الفنية بشركة "أصول" للوساطة في الأوراق المالية إيهاب سعيد: إن سوق الأوراق المالية استطاع إلي حد كبير أن يستوعب الأحداث الماضية وما بعد ثورة "25 يناير"، وهو ما ساعد في تماسك السوق خلال الجلستين الماضيتين وجاءت الانخفاضات أقل بكثير مما كان متوقعا. وأضاف سعيد أن السوق كان قد سجل تراجعات كبيرة وحادة حتي قبل اندلاع ثورة "25 يناير" إذ واصل هبوطه علي نحو 9 جلسات متتالية وتحديدا منذ بدء تصاعد الاحتجاجات في "تونس"، مما ألقي بظلاله السلبية علي أداء البورصة المصرية ودفعها نحو الهبوط. وقال إيهاب سعيد إن مؤشر السوق الرئيسي كان قد سجل هبوطا بنحو 22% منذ بدء احتاجاجات تونس أي قبل اندلاع ثورة "25 يناير" بنحو 9 أيام، وهو ما يوضح الحالة السلبية التي كانت عليها السوق قبل الثورة، وكذلك سجل مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "آي جي إكس 70" هبوطا كبيرا في ذلك الوقت بلغت نسبته نحو 23%. وبالتالي ومع كل هذه الأحداث المتواترة وبالنظر إلي الجلستين الماضيتين واللتين كانتا بمثابة عنق الزجاجة بالنسبة للبورصة والخروج من وضعها المتردي، فقد نجحت البورصة في تجاوز هذه الأزمة بفضل قوة السوق بالإضافة إلي الأسعار الحالية للأسهم والتي شجعت الكثيرين علي الدخول فيها، وهو ما يؤكد نجاح البورصة في استيعابها لجملة الأحداث الماضية بشكل كبير. واستبعد إيهاب أن تسجل السوق انخفاضات جديدة، مشيرا إلي أنه لا يتفق مع الرأي الذي يري أن السوق قد يسجل ما يقرب من 30% أو 40% هبوطا جديدا، مشيرا إلي أن هبوط السوق لن يتجاوز في كثير من الأحيان النسب التي وصل إليها عند 30% بمعني أن السوق لن يحقق مزيدا من التراجعات. وتوقع أن تشهد التعاملات نشاطا مكثفا خلال الأسبوع الجاري وارتفاعات كبيرة في كثير من الأسهم، لافتا في الوقت نفسه إلي أن المؤشر الرئيسي سيواصل زحفه صوب مستويات 5400 نقطة و5500 نقطة خلال الأسبوع الجاري علي الأكثر، معتبره أمرا عاديا وطبيعيا للغاية وتأتي كارتدادة تصحيحية ومن ثم الوصول إلي المستويات التي كانت عليها قبل اغلاق الخميس. أما بالنسبة لمؤشر "آي جي إكس 70" قال سعيد: إنه سيشهد بدوره صعودا ملحوظا خلال تداولات الأسبوع الجاري ليستهدف مجددا مستويات 540 نقطة خاصة مع الارتدادة التي شهدها في نهاية جلسة الخميس الماضي. وأضاف سعيد أن الأسهم القيادية ستلعب دورا كبيرا في المرحلة المقبلة لاسيما فيما يتعلق بسهم "أوراسكوم تليكوم" و"التجاري الدولي" و"أوراسكوم للإنشاء"، مشيرا إلي أنها أسهم سيكون لها دور كبير في مساعدة المؤشر علي الوصول إلي مستهدفاته في المستقبل، خاصة في ظل مساندة ومساعدة كبيرة من الحالة النفسية لدي المستثمرين والتي بدي عليها التحسن بنحو كبير في الجلستين الماضيتين. من جانبه أكد عبدالرحمن لبيب رئيس قسم البحوث الفنية بشركة "الأهرام" للوساطة في الأوراق المالية، أن المؤشر الرئيسي كسر مستوي الدعم عند 5200 نقطة وكان متوقعا هبوطا حادا حينئذ خاصة بعد تعليق التداولات واستمرارها إلي هذا الوقت الطويل والذي وصل إلي 55 يوما متواصلة، مشيرا إلي أن الهبوط كان من المتوقع أن يكون أقل بكثير من المستويات الأخيرة إذا لم تطل مدة تعليق التداولات. وأشار إلي أن العامل والمحرك الرئيسي في نجاح البورصة مستقبلا يتمثل في قدرة الأسهم القيادية علي التماسك ومواصلة الصعود وهو ما سيكون له دور مؤثر ومباشر في مساندة المؤشر الرئيسي ومساعدته علي التماسك بل