تراجع مؤشر داوجونز لأسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمعدل 9% خلال الفترة الماضية، والتي شهدت غضبا سياسيا من قبل الشعوب العربية، حيث لم يشهد مؤشر داوجونز لتلك الأسواق هذا الهبوط منذ سبتمبر الماضي، وكانت تلك المدة تسودها حالة من التفاؤل بعد أن أظهر الاقتصاد العالمي مؤشرات إيجابية دلت علي قرب الانتعاش الاقتصادي العالمي في أعقاب الأزمة العالمية الأخيرة، وفقا لما تم نشره بصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية. وبدأ الهبوط يصيب ذلك المؤشر بعد الأحداث التي شهدتها تونس عقب هروب رئيسها السابق زين العابدين بن علي من البلاد، ثم الأحداث المماثلة التي شهدتها مصر بداية من 25 يناير الماضي، ثم احتجاجات جرت في كل من الجزائر واليمن والبحرين وبلدان عربية أخري. وارتفعت أسعار النفط خلال تلك الفترة التي شهدت غضبا سياسيا ملحوظا حيث سجلت نحو 120 دولاراً بنهاية الأسبوع المنقضي، وهو أمر يؤدي وفقا لما هو مألوف عن المنطقة العربية إلي تحسن أداء الأسهم، إلا أن أداء أسواق الأسهم في المنطقة شهدت هبوطا ملحوظا عن نظيراتها في الأسواق الناشئة، وهو ما جعل الذعر والخوف يسيطران علي المستثمرين بسبب تلك الظروف الغامضة التي تنتظر منطقة الشرق الأوسط. وقال بنك اكزوتيكس المتخصص في إعداد الأبحاث عن الأسواق المهيأة لأن تكون ناشئة خلال الفترة المقبلة أنه دفعت الاحباطات الاقتصادية وكذا الفقر والفساد إلي اندلاع الثورات والاعتصمامات، وتوقع بنك اكزوتيكس أن تشهد دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط إصلاحات بضغط من الاعتصامات التي تشهدها تلك الدول. ويذكر أن مؤسسة داوجونز قد أعلنت في شهر أكتوبر الماضي عن تدشين مؤشرين جديدين بمنطقة الشرق الأوسط لقياس أداء الأسهم، كما أشارت إلي أن المؤشر الأكبر والذي يقيس أداء الأسهم الكبري والمتوسطة في المنطقة العربية والشرق الأوسط سيشمل أسواق مصر والبحرين والأردن والكويت ولبنان والمغرب وعمان وقطر والسعودية وتونس والإمارات، كما أطلقت مؤشرا منفردا لقياس أداء أكبر 30 سهما في سوق الأوراق المالية السعودي، ومن المتوقع أن تكون الفترة المقبلة بمثابة عنق الزجاجة في تحديد مصير أسواق المال، وكذا أداء الاقتصادات العربية والتي ستستغرق بعضا من الوقت لتكون أكثر صلابة وحتي توجد فرص جذب جديدة للمستثمرين الأجانب.