أخيرا تنبهت وزارة السياحة والعاملون في القطاع السياحي الي قضية في غاية الخطورة كانت ستتسبب في كارثة للسياحة المصرية لو استمرت علي النظام القديم الذي كانت تتبعه المطاعم السياحية ومحال "التيك أواي".. ففي الوقت الذي اكد فيه عدد كبير من خبراء السياحة ان المطاعم والمحال السياحية عادة ما تكون هي اول الاماكن التي يرتادها السائحون القادمون لاي دولة بعد خروجهم من المطار وبالتالي فإن هذه المطاعم تعد عنوانا لهذا البلد.. وصل الامر إلي أن بعض الدول الكبري المتقدمة والمصدرة للسائحين قامت بطبع كتيبات لسائحيها تتضمن قائمة بالمطاعم في الدولة التي يجب ان يتناولوا طعامهم فيها.. والاغرب من ذلك انها تقول: اذا تعذر عليك تناول الطعام في الفنادق او اذا رغبت في تناوله خارج الفندق فنرشح لك هذه المطاعم.. وفي الحقيقة، هذه التعليمات لم تأتِ من فراغ ولكن هذا يؤكد ان هناك بعض الدول تقوم بصفة مستمرة برصد احوال البنية الاساسية للسياحة في الخارج. لم يكن غريبا ان تقوم وزارة السياحة المصرية لاول مرة بفرض ضرورة تبعية هذه المطاعم السياحية والمطاعم الفاخرة.. ومطاعم "التيك اواي" لولايتها، واعطاء التراخيص لها بمزاولة النشاط بل وتصنيفها ويأتي ذلك في اطار تقنين اوضاع البنية الاساسية التي تستقبل السائحين في مصر.. بعد ان عانت المحال والمطاعم السياحية كثيرا الاهمال لعدم اهتمام المسئولين عنها بما تسببه من اضرار جسيمة وبعدما كادت تدخل في طي النسيان، وبدأ قطاع الشركات والمحلات السياحية برئاسة أسامة العشري وكيل أول وزارة السياحة بحركة إصلاح شاملة لقطاع المنشآت السياحية بجميع انواعها خاصة المطاعم والمحال. وقد شهدت الفترة الاخيرة حملات مكثفة من وزارة السياحة للتفتيش علي اوضاع هذه المطاعم والمحال السياحية وقامت بغلق بعضها لعدم توافر شروط سلامة الغذاء بها، كما وضعت اشتراطات ومواصفات جديدة لكل المنشآت الخاضعة لها تشمل الدفاع والحريق والأمن والسلامة. ويثير كل ذلك السؤال المزمن: متي ستتوقف الصراعات بين الاجهزة المحلية ووزارة السياحة لتكون اكبر عدد من هذه المطاعم تحت ولاية احدهما دون الاخر.. الا ان كل الشواهد تؤكد ضرورة تبعية هذه المنشآت لولاية السياحة؛ حتي لا تؤثر، بطبيعتها الحالية، سلبا علي تكرار زيارة السائح لمصر. وزير السياحة زهير جرانة لم يكتفِ بهذه المواصفات، بل قرر إيفاد أول بعثة من الاطباء الوقائيين والبيطريين التابعين لوحدة الجودة بقطاع الفنادق بوزارة السياحة الي لندن في مهمة تدريبية لمدة اسبوعين بالفنادق الكبري هناك؛ للاطلاع علي أحدث تقنيات سلامة الاغذية والمشروبات التي يتم تنفيذها بمختلف الفنادق في بريطانيا خاصة بعد ان اصبح السوق الانجليزي من اهم اسواق تصدير السائحين لمصر، واحتل المرتبة الثانية بعد السوق الروسي لمدة عامين متتالين. وكما يؤكد اسامة العشري وكيل وزارة السياحة ورئيس قطاع الرقابة علي الشركات والمحلات السياحية أن الفترة الاخيرة شهدت وضع المواصفات والمعايير التي تتوافق مع المعايير والنظم الدولية للارتقاء باداء المنشآت "مطاعم ومحال" وذلك بالتعاون مع غرفة المنشآت السياحية برئاسة وجدي الكرداني، مشيرا الي اننا بدأنا اصلاح البيت من الداخل من خلال الاستعانة بافضل المفتشين والاطباء المعنيين بالرقابة والتفتيش علي هذه المنشآت. حركة إصلاح شاملة ويؤكد العشري ان هناك حركة اصلاح شاملة في المنشآت ليس فقط في المحال والمطاعم بل تمتد إلي قطاع الرقابة علي المنشآت داخل وزارة السياحة، مشيرا الي ان وزير السياحة زهير جرانة وافق علي مد القطاع بعدد من المفتشين المؤهلين سواء من خريجي كلية الحقوق أو من الاطباء البيطريين والبشريين؛ لإحكام الرقابة القانونية وضمان أمن وسلامة الاغذية والمشروبات داخل المحال واستبعاد المفتشين غير الاكفاء من القطاع وتعيين خبير بغرفة المنشآت كمستشار صحة وسلامة الغذاء ولمتابعة عمليات التطوير والتحديث داخل هذا القطاع السياحي المهم، بجانب الاتفاق مع 3 شركات عالمية للتفتيش علي المطاعم والمحال السياحية للتأكد من الارتقاء بمستوي الخدمات بها. ويشيد العشري بالتعاون الوثيق بين وزارة السياحة وغرفة المنشآت السياحية لوضع المواصفات والاشتراطات الملائمة لعمل هذه المنشآت بهدف الارتقاء بسمعة السياحة المصرية وعدم التهاون مع المخالفين.