بيزنس ثلاثي كبير واجه اتهامات كثيرة بتأجيج الفتن العرقية والطائفية في الوطن العربي علي مدار السنوات الماضية بداية من المراكز البحثية المنتشرة في الشرق الأوسط والجمعيات الأهلية وأخيراً الفضائيات وقد مثل النصف الثاني من عقد التسعينيات بداية هذه التحركات حتي بلغت ذروتها خلال العقد الماضي مع اكتمال نمو هذه المصادر وقد صاحب ذلك زيادة في اللغط المثار حوها. كانت بداية التحول في عام 1994 عندما دعا مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية لعقد مؤتمر في القاهرة باسم "مؤتمر الإعلان العالمي لحقوق الملل والنحل والأعراق في الوطن العربي والشرق الأوسط" ووضع الأقباط مع كل من الأكراد في العراق والأرمن في لبنان والبربر في المغرب العربي والدروز في إسرائيل وقوبل الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير المركز بهجوم شعبي كبير من الحكومة المصرية ومن الكنيسة التي رفضت التدخل في شئونها وصولاً إلي محاكمته ثم براءته ورغم ذلك استمر دوره وتعد نقطة الانطلاق في بيزنس تمويل المنظمات والمراكز البحثية والتي انتشرت وخصصت أموالاً طائلة لأبحاث الديمقراطية في الشرق الأوسط والتركيز علي مداعبة مشاعر الأقليات وتعرضت لانتقادات وتهم كبيرة حول تمويلها بأموال مشبوهة أغلبها من الخارج، لتكون أداة لتنفيذ أهداف الجهات الممولة والتي تسعي إلي زعزعة أمن واستقرار مصر وضرب الاقتصاد. وتنتشر المراكز البحثية والفكرية في ربوع العالم العربي ومنذ نشأتها وهناك متلازمة أصلية تصاحبها وتسبب لها الكثير من المشكلات وأزمات الثقة سواء علي مستوي الحكومات أو علي مستوي الشعوب، متمثلة في التمويل الغربي الذي تتلقاه بعض هذه المراكز نظير تبني أجندة معينة أو القيام بدراسات بحثية ومقالات فكرية تخدم الهدف العام للممول وتحدث نوعا من التوجيه الفكري لأطياف المجتمع بما يخدم الأفكار الخارجية. ويوضح الخبير الاستراتيجي دكتور علي حسن الباحث بجامعة القاهرة أن نمو المراكز البحثية في المنطقة يدل علي الأثر الكبير للتمويل الغربي في تحقيق الأهداف الاستخباراتية والمعلوماتية للدول الغربية، من خلال صناعة ثغرات تمكنها من التواجد داخل المجتمعات الشرق أوسطية، وإجراء دراسات تعينها علي جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول تلك المجتمعات إضافة إلي الاستعانة بالباحثين المحليين من خلال التمويل الغربي لقراءة وتحليل المعلومات المجمعة أو الظاهرة محل النظر، ومن ثم تتكون لدي الكيان الغربي معلومات ميدانية موثقة جمعها أهل البلاد العربية والنامية بأيديهم، ومصحوبة بقراءة تحليلية ثاقبة من أبناء تلك البلدان أيضا، والذين يدركون جيداً كيف يفكر المواطن العربي، وكل هذا يخدم في النهاية المراكز الفكرية الغربية ووكالات الاستخبارات الغربية في فهم الواقع العربي والإسلامي عن قلب، ومن ثم رفع التوصيات الدقيقة والتي في ضوئها يتخذ صانع القرار الغربي قراراته السيادية، والتي تأتي في النهاية في غير صالح العالم العربي، وما احتلال العراق عنا ببعيد وما حدث في مصر خير دليل علي لعب هذه المراكز علي مواطن القصور التي يعانيها الأقباط. الجمعيات الأهلية ومازالت قضية تمويل الجمعيات الأهلية التي تتلقي تمويلات خارجية وداخلية وخلافه تشهد جدلا واسعاً حول أهدافها وإن كان هناك من يثير الشكوك تبقي مطالب ضرورة تنقيح قانون هذه الجمعيات ووضع ضوابط علي التمويل بدون إفراط أو تفريط بعد أن بلغ عددها نحو 17 ألف جمعية تحصل القاهرة منها علي 2600 جمعية بحسب مصادر رسمية نمت بعد تقليص الدول الغربية لمساعدتها للحكومات وشحذت هذه المعونات ووجهتها للجمعيات الأهلية ورغم أن كثيرا منها أسهم في تمويل عمليات تنموية تعاني من الفقر والعوز واستطاعت تقديم دور اجتماعي جيد فإن بعضها ولاسيما الذي يعمل في إطار سياسي وحقوقي مازال توجد شكوك في أهدافه. وكانت دراسة استطلاعية أعدها مركز العقد الاجتماعي قد كشفا عن أن قيمة تمويل الجمعيات الأهلية تتوقف علي عدد من الاعتبارات منها مدي قدرة الجمعيات علي تعبئة الموارد المحلية سواء الدعم الحكومي أو تبرعات المواطنين، كما تتوقف قيمة التمويل علي طبيعة وسمة عمل الجمعية حيث تتوافر لدي الجمعيات ذات السمة الدينية