اجمع عدد من الخبراء السعوديين علي ان اقرار الميزانية الجديدة للمملكة والتي بلغت 580 مليار ريال سعودي قد جاءت ملبية وداعمة لخطة التنمية في البلاد. وقال رئيس تحرير مجلة عالم الاقتصاد ورئيس دار الدراسات الاقتصادية وعضو مجلس الشوري السعودي سابقا الدكتور عبدالعزيز الداغستاني لوكالة الانباء الكويتية "كونا" ان ميزانية عام 2011 لم تكن بها مفاجآت ولم تبعد كثيرا عن توقعات الاقتصاديين وذلك لانها جاءت في نسقين الاول انها لم تخرج عن اطار خطة التنمية التاسعة ثم انها جاءت متسقة مع السعر السائد للبترول. وأوضح ان الموجهات العامة للميزانية جاءت ملبية لطموحات المواطن السعودي وذلك لأن ما يهم المواطن في المقام الاول هو الانفاق علي القطاعات الخدمية التي تمس احتياجاته مباشرة من تعليم وصحة وتدريب وضمان اجتماعي وما إلي ذلك من خدمات، حيث نلاحظ ان قطاع التعليم حظي بنسبة 24% من الميزانية. وأشار الداغستاني إلي ان التركيز علي هذه القطاعات من تعليم وصحة وخدمات اجتماعية هو تفسير لمبدأ التنمية المستدامة، حيث ان المملكة قد قطعت شوطا بعيدا في مجال البنية التحتية والآن الدولة تتوجه نحو التنمية المستدامة والتي تركز في الاساس علي العنصر البشري باعتباره الركيزة الاساسية للبناء وبالتالي استهدفت معظم موارد ميزانية عام 2011 تنمية العنصر البشري باعتباره عماد البنية. وأضاف ان المملكة في حاجة إلي التركيز علي التنمية النوعية والتي تركز علي الانسان باعتباره محور التنمية وذلك بتوزيع برامج علي جميع المواطنين بالسواء ووصولها إلي السواد الاعظم من المجتمع وذلك بتركيزها علي قطاعات عامة مثل التعليم والتدريب والصحة والجوانب الاجتماعية بعكس ما يحدث في السنوات السابقة، حيث كانت الميزانيات تركز في غالبها علي المدن الكبري الرياضوجدة والدمام فقط. وأكد الداغستاني علي ما قاله نائب خادم الحرمين الشريفين الامير سلطان بن عبدالعزيز إن المواطن السعودي في نهاية الامر لا تعنيه الارقام والتصريحات بقدر ما يعنيه التنفيذ لذا علي المسئولين التركيز علي تنفيذ بنود الميزانية قدر المستطاع. من جهته، قال عضو مجلس الشوري السعودي السابق الدكتور محمد آل زلفة في تصريح مماثل إنه لا يعتقد ان ميزانية عام 2011 حملت أي مفاجآت جديدة إذ ان الميزانية رصدت لها مبالغ بخاصة في مجالات التعليم والتدريب والصحة. وأبدي آل زلفة تفاؤله بالمستقبل مشيرا إلي ان الحل يكمن في برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث إلي الخارج والذي أوشك ان يؤتي ثماره بوصول أول الدفعات التي نالت قسطا من التعليم العالي في الخارج بأرقي جامعات العالم عن قريب إلي البلاد.