وحول الصعوبات التي تعوق زيادة الصادرات المصرية إلي الصين كشف عدد كبير من المصدرين أن أهم هذه الصعوبات هي المنافسة، مؤكدين أن زيادة الدعم والتسويق الجيد هما السبيل الوحيد لتدفق السلع المصرية إلي الصين. بداية يقول علي عيسي رئيس شعبة المصدرين بالغرفة التجارية إن مصر لم تصل صادراتها إلي الحجم الذي وصلت إليه واردات الصين مشيرا إلي وجود فارق كبير بين البلدين في حجم وعدد السلع المصدرة مؤكدا أن مصر تصدر عددا محدودا جدا من السلع إلي الصين يتمثل في "القطن الرخام الخام كمية قليلة من البرتقال بالاضافة إلي البترول". ولفت عيسي إلي اننا لم نصل حتي الآن إلي مستوي الصين في تسويق منتجاتنا قائلا "أن الصينيين ملوك الصناعة" وأننا لابد وأن نستفيد من تجربتها في الصناعة والتسويق فالصين استغلت مناطق معينة تمت هيكلتها لتصبح مناطق استثمارية خاصة. وأضاف عيسي أن دولة الصين وقفت إلي جانب الصناع حيث أزالت أمامهم جميع العقبات التي يمكن أن تواجههم وتعطل المسيرة الصناعية للصين وذلك من خلال رفع القيود أمام الاستثمار الأجنبي بالاضافة إلي تقديم بعض التسهيلات الأخري كتخفيض أسعار الأراضي المخصصة للصناعة. وأشار عيسي إلي أن الدولة بذلك فتحت الأسواق الصينية بشكل غير مسبوق واستطاعت أن تصبح دولة رأسمالية لدرجة أنها جعلت جميع المصانع خاصة الأوروبية والأمريكية تتسابق لفتح أسواق لها بالصين "وهذا كان التطور الأكبر للصين" علي حد قوله. وأكد عيسي أننا لا نستطيع الوصول إلي مستوي الصين في الصناعة والتصدير إلا إذا اتبعنا تجربتهم وساندت الحكومة المصدرين ودعمتهم كما دعمت الحكومة الصينية أبناءها. وأشار عيسي إلي أن هناك سببا آخر أدي إلي تطور صادرات الصين وهو الالتزام الشديد للفرد وللمسئولين بالقواعد والأسس واللوائح والقوانين مشيرا إلي أنها تعتبر سهلة جدا بالمقارنة بالقوانين المصرية ولكنهم يمتازون بالحزم في تنفيذ القرارات. ولفت عيسي إلي نقطة غاية في الأهمية أدت بالصين إلي التقدم بخطي واسعة وثابتة وهي وضع القيود الشديدة علي تنظيم النسل لاحداث نهضة حقيقية موضحا أن الحكومة الصينية حددت النسل بطفل واحد لكل أسرة حتي تمنحه الحكومة رعايتها وتعطيه مزايا عديدة مستثنية الطفل الثاني من أي ميزة حكومية أو أي حق حكومي له نظرا لأنها دولة تعتمد علي دعم الأفراد. وأوضح عيسي أن انخفاض عدد السكان أثر بلا شك علي الاقتصاد القومي للصين مشيرا إلي أن الزيادة السكانية في مصر تعد عبئا علي الاقتصاد القومي والتنمية الوطنية. وذكر عيسي أن عدد سكان الصين وصل إلي مليار و300 مليون نسمة بينما وصلت مصر إلي 80 مليونا فقط ولكن لا يوجد وجه مقارنة بين الدولتين مؤكدا أنهم التزموا بقرار تحديد النسل علي عكس الزيادة المفجعة في عدد سكان مصر التي تتفاقم يوما بعد يوم، وأكد عيسي أننا لن نستطيع سد العجز الموجود في الميزان التجاري بين البلدين إلا إذا اتبعنا ما اتبعته الصين من خلال البحث عن التقنية في الصناعة ودعم الدولة للصناع موضحا أن سلعا كثيرة جيدة لدينا نستطيع تصديرها للصين إذا تم دعمها حكوميا.