عام 2009.. الأسوأ في سجل أوراسكوم لهذه الأسباب: لماذا فشلت المجموعة في اختراق سوريا واليمن ونجاحها في عدد من الأسواق ملف جيزي الأخطر.. وسيناريوهات غامضة للحل د.سامي شريف: ننتظر آلية فصل بعض الأصول عن الكيان الجديد محسن عادل: موافقات الحكومات في تنفيذ الصفقات هي أم المشاكل لن يمحو عاما 2009 و 2010 من ذاكرة أمبراطورية "ساويرس".. وسيظلان الأسوأ في تاريخ الأمبراطورية.. مجموعة أوراسكوم تليكوم المملوكة للعائلة لم تمر منذ تأسيسها عام 1998 بمثل الظروف التي تشهدها حاليا ليكون العام الماضي والحالي بحق عام الرمادة علي المجموعة. استثمارات الشركة المتنوعة واجهت العديد من المشاكل في بعض واحداتها كادت تعصف بالمجموعة ولولا صفقة الإندماج مع شركة "فيمبلكوم" الروسية لكان الأمر قد تغير تماما، ورغم هذه الصفقة إلا أن مستقبل الإمبراطورية لا يزال غامضا بالرغم من الكيان الجديد الذي سيحمل نفس الاسم "أوراسكوم". الخبراء يقولون إن الشركة ستواجه العديد من المشاكل في الفترة القادمة وأن لجوء الشركة إلي الإندماج قد يكون سببه الرئيسي أن "كعكة" الاتصالات في العالم بدأت تتراجع وبالتالي لا مستقبل للكيانات الصغيرة في هذا المجال، وربما هو ما دفع ساويرس أن يقول إن الإندماج أنقذ مجموعة "أوراسكوم" من أزمة مالية طاحنة. المراقب لاستثمارات الشركة المتنوعة يتبين أن هذه الاستثمارات في أكثر من 20 دولة قد واجهت العديد من المشاكل والعراقيل التي كادت تعصف بها في الوقت الذي يبلغ عدد مستخدمي شبكات التليفون المحمول الخاصة بها نحو 450 مليون نسمة تقريبا ويبلغ متوسط استخدامه 14% وأهم الأسواق التي تعمل بها مصر والجزائر وباكستان وكوريا الجنوبية وتشاد وتونس وبنجلادش وزيمبابوي، وبلجيكا، ولبنان وناميبيا ومالطا وبوروندي. في ظل تغيير الشركة لاتجاهاتها الاستثمارية من العمل في الأسواق الناشئة إلي المتقدمة، فقد أصبحت للشركة استثمارات بفرنسا وإيطاليا وكندا وغيرها من الدول المتقدمة بصورة عامة لجان المجموعة واجهت مشاكل في بعض استثماراتها طوال الأعوام بالعديد من البلدان، واضطرت معها إلي بيع وحداتها التشغيلية وتصفية أعمالها في هذه البلدان. وتعرضت خلال العام الماضي والحالي لضربات متتالية، هددت إمبراطورية أوراسكوم الاستثمارية، ولعلنا نتذكر أن الشركة قد بدأت تواجه المشاكل وتقوم بتصفية بعض الاستثمارات في بعض الأسواق، ومنها السوق العراقية حينما قامت عام 2007 ببيع استثماراتها في شركة عراقنا لخدمات التليفون المحمول مقابل 1،2 مليار دولار بما يعادل 6،64 مليار جنيه مصري نتيجة الأوضاع السيئة في العراق، وتهديد ذلك لاستثمارات واضطرت للحصول علي باقي مستحقاتها من الشركات المشاركة في العراق والتي تبلغ 75 مليون دولار، برفع دعوي قضائية في 26 فبراير 2009 أمام المحكمة التجارية بلندن ضد شركتي أثير العراق واتصالات المحمول. وفي عام 2008 قامت الشركة بالدخول في اتفاقيتي تمويل لتقديم قرض قدره 2،341 مليار جنيه لشركة جلوبا لايف الكندية، بهدف تمويل سداد قيمة رخصة تشغيل الهاتف المحمول. مشاكل بالجملة وجاء عام 2009 لتواجه الشركة مشاكل بالجملة باتت تهدد استثماراتها في العديد من الأسواق، خاصة في سوق باكستان التي تعرضت فيه الشركة لهزة كبيرة أثرت بصورة ملموسة في أرباح الشركة ونموها بهذه الأسواق، بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية والاضطرابات السياسية التي أثرت علي استثماراتها في ظل تراجع العملة الباكستانية، أمام الدولار. ويعتبر عام 2009 هو الاسوأ، حيث تكاتفت كل العوامل في وجه استثمارات الشركة، وكان للأزمة المالية العالمية دور كبير في تراجع أرباح الشركة خلال نتائج أعمال الشركة الماضية وقبل أن تتنفس الشركة الصعداء جراء المشاكل المتتالية نتيجة الأزمة ظهرت علي السطح خلافات الشركة مع الشريك الفرنسي "فرانس تيليكوم" حول الحصة التي تستحوذ عليها أوراسكوم في "موبينيل" وتبلغ 36% بشكل مباشر وغير مباشر. واستمر هذا النزاع بين الشد والجذب قرابة العام إلي أن توصل الطرفان لحل يرضي الجميع بعد شوط طويل من الصراع في دهاليز المحاكم، استخدمت فيها جميع الأسلحة القانونية حتي تحافظ كل شركة علي حقوقها إلي أن نجحت مجموعة أوراسكوم في حسم الملف لصالحها قانونيا ثم اتخذ الملف بعد ذلك الاتجاه الودي، لينتهي النزاع بالتراضي وتبقي الشركتان في استمرار شراكتهما.