أصبحت رئاسة الأندية الرياضية الشهيرة وغير الشهيرة هدفا وأمنية لأي رجل أعمال وانطلق سباق محموم بين رجال الأعمال لانفاق ملايين الجنيهات علي الأندية وشراء اللاعبين فما أسباب انتشار هذه الظاهرة ودوافع رجال الأعمال من وراء ذلك ومكاسبهم من رئاسة الأندية أم أنها رغبة في الشهرة؟ فهناك العديد من رجال الأعمال يرأسون أندية مصرية شهيرة في مقدمتهم ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك السابق ومحمد فرج عامر رئيس نادي سموحة وكامل أبو علي رئيس نادي المصري ونصر أبو الحسن رئيس نادي الاسماعيلي ومحمد مصيلحي رئيس نادي الاتحاد السكندري وماجد سامي رئيس نادي وادي دجلة وغيرهم. ويقول المندوه الحسيني رجل الأعمال وعضو مجلس ادارة نادي الزمالك وأمين الصندوق السابق ان اقبال رجال الأعمال علي رئاسة الأندية يعود لمحبة وتشجيع رجال الأعمال لهذه الأندية والانفاق علي هذه الأندية يمثل متعة لرجال الأعمال وأي متعة لها مقابل سواء قلت أو ارتفعت ومادام رجل الأعمال قادرا علي الانفاق فليس هناك مشكلة في ذلك، وأكد علي أن رجال الأعمال مهمون للغاية بالنسبة للأندية الرياضية وليس هناك ناد يحقق اكتفاء ذاتيا من خلال موارده الخاصة به ويحتاج لممولين وداعمين دائما وأي ناد في مصر يحتاج لأموال رجال الأعمال وذلك بالرغم من بعض السلبيات التي تؤدي إليها رئاسة رجال الأعمال للأندية. وأشار المندوه إلي أن الاستثمار الرياضي في مصر غائب نتيجة القصور في القوانين الحالية والتي لا تتماشي مع التطورات الحادثة في العالم وشدد علي أهمية سن التشريعات والقوانين التي تسمح لرجال الأعمال شراء الأندية الرياضية وتحويلها لشركات مساهمة والأخذ بمبادئ الاقتصاد الحر. ومن جهته يشير د.علاء صادق الناقد الرياضي إلي أن رئاسة رجال الأعمال والأثرياء للأندية الرياضية ظاهرة عالمية ولا تقتصر علي المحلية فقط ضاربا المثل برجال الأعمال الخليجيين الذين يتسابقوا علي شراء الأندية الانجليزية والخليجية ومنهم الشيخ منصور بن زايد ال نهيان مالك نادي مانشيستر سيتي الانجليزي والمصري محمد الفايد رئيس نادي فولهام الانجليزي، علاوة علي أن هناك عروضا لا حصر لها سواء من رجال أعمال من الخليج أو سوريا أو الصين لشراء نادي ليفربول وحتي الأندية السودانية مملوكة لرجال أعمال حيث يمتلك نادي الهلال السوداني رجل الأعمال السوداني صلاح إدريس. وأضاف صادق أن دوافع رئاسة رجال الأعمال للأندية تنقسم لحالتين الأولي البحث عن المكسب وتحقيق الأرباح من خلال الاستثمار في النادي في صور مختلفة وهذه الحالة تمثل نسبة ضئيلة للغاية والحالة الثانية هي رغبة ومساعي رجل الأعمال في تحقيق الشهرة الواسعة التي تمنحها له رئاسة النادي وبذلك يكون قريبا من أصحاب القرار والمسئولين بالمحافظة أو الحكومة ورئاسة النادي تجعله له من السهل لقاء الوزراء والمسئولين ويستغل ذلك في تنفيذ مصالحه ومشروعاته الخاصة علاوة علي تحقيق الشهرة بغرض الدخول للبرلمان سواء مجلسي الشعب أو الشوري ومن أوسع الأبواب. ويؤكد صادق أن رئاسة رجال الأعمال للأندية ليست جديدة في مصر حيث تولي رجل الأعمال أحمد عبود في الأربعينيات من القرن الماضي رئاسة النادي الأهلي واستمر قرابة 20 عاما في منصب رئيس النادي وعن الاستثمار الرياضي يشير إلي أن الرياضة المصرية قائمة علي الفوضي والعشوائية ومن الصعب تنفيذ هذه الأمور في الوقت الحالي. ظاهرة عالمية ويقول طه اسماعيل الخبير الكروي وشيخ مدربي مصر أن سباق رجال الأعمال لرئاسة الأندية الرياضية الشهيرة ليس بظاهرة مصرية فقط ولكنها ظاهرة عالمية منتشرة في شتي الدول، مشيرا إلي أن رئاسة رجال الأعمال للأندية تأتي في مصلحة الطرفين سواء تلبية احتياجات الأندية من الأموال والتمويل اللازم لمزاولة نشاطها وخاصة الكروي في ظل عصر الاحتراف ووصول ثمن اللاعبين لأرقام فلكية لا قبل للأندية بتحملها وهو الدور الذي يقوم به رجال الأعمال القادرون وذلك في ظل سعيهم للشهرة والصيت والذي تمنحه لهم رئاسة الأندية الشهيرة. ويضيف اسماعيل ان الأندية الشعبية في مصر فقيرة وتحتاج لمساندة ودعم رجال الأعمال وصار رئيس النادي له