أثار قيام رجال الأعمال بشراء لاعبين ومدربين بملايين الجنيهات من مالهم الخاص ردود فعل متباينة حول ترتيب الأولويات في حياتنا.. وهل الأفضل لرجل الأعمال أن ينفق ملايينه في فعل الخيرات ومساعدات المحتاجين ودفع مسيرة التنمية ببناء المصانع وتشغيل العمالة واستصلاح الأراضي حتي تستفيد منها كل طوائف الشعب المصري وليس لاعب كرة أو أكثر يحصد كل منهم الملايين. البداية كانت مع الجماهير التي اختلفت آراؤها في القضية فماذا قالوا؟! * كرم شكري موظف: بالطبع أؤيد فكرة انتقال اللاعبين من ناد إلي آخر حسب احتياج كل ناد وظروف كل لاعب لكن أن يتحول الأمر هكذا إلي مضاربة وتنافس وسباق بين الأندية في دفع مليارات الجنيهات لاحتكار لاعب معين أرفضه شكلاً وموضوعاً. عودة النخاسة * طاهر مصطفي: أري أن بيع وشراء اللاعبين بهذا الشكل الذي نحن بصدده ما هو إلا صورة مكررة من صور النخاسة التي كنا عليها في الجاهلية حيث تكالب الأمراء والمماليك علي شراء العبيد والجواري وكان السائد أن العبد الماهر المحترف القوي يُباع بثمن غال أما العبد الضعيف فثمنه بخس وهذا شيء لا يليق بالإنسان ويسيء إلي كرامته وكبريائه.. لذا يجب أن يرفض اللاعبون هذا الموضوع تماماً. * أحمد محمد موظف: لا أري وجود أي مانع لبيع وشراء اللاعبين المحترفين بملايين الجنيهات لأن اللاعب المحترف سيعوض هذه الملايين لناديه وسيحصد الجوائز والمباريات التي تعوض النادي ما دفعه فيه.. لذا أري أن النادي دائماً هو الكسبان. إسراف وتبذير * عامر عويس ميكانيكي: بالطبع هذا إسراف وتبذير لا حد له ولا مبرر له وهذا ما ترفضه الشريعة الإسلامية والأفضل توجيه هذه الأموال إلي ما فيه صالح الفرد والمجتمع كإعداد المستشفيات وتزويدها بما تحتاج من أجهزة وأسرة وأدوية ومعدات لخدمة المرضي الذين يموتون يومياً بسبب سوء حال المستشفيات. * سيد محمد ربيع صاحب ورشة: للأسف الشديد الناس نفسها هي التي ساعدت وبصورة كبيرة علي المغالاة والمبالغة في أسعار بيع اللاعبين وذلك بسبب تعصبها الأعمي للأندية التي تشجعها رغم المشكلات التي يعانونها فهم يرون أن الكرة هي المتنفس الوحيد لهم ولهمومهم وأوجاعهم لذا يتعصبون لها يدافعون عنها بشكل مبالغ ومغالي فيه. * سامي محمد أعمال حرة: رغم المشكلات الضخمة التي يعانيها المجتمع من فقر وأمية وجهل ومرض طال الصغير قبل الكبير إلا أننا نجد كبار رجال الأعمال ينفقون ببذخ علي الأندية وعلي شراء اللاعبين من أجل الشهرة ولا يعيرون مشاكل المجتمع الحقيقية أدني اهتمام. لعبة سخيفة أشارت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر إلي أن التعامل مع المال في الآونة الأخيرة صار به كثير من الاستفزاز والاستنكار لكثير منا سواء في جمعه أو في أوجه إنفاقه سواء كانت حلالاً أم غير ذلك فقد أصبح إنفاق المال وجمعه من قبل البعض منا به شيء من التعدي علي حقوق الدولة والمواطن البسيط الأمر الذي جعله ظاهرة مرضية يعاني منها المجتمع بأسره وهذا ما ينطبق علي الموضوع الذي نحن بصدده حيث نجد الكثير من رجال الأعمال ينفقون ببذخ شديد علي الأندية وشراء اللاعبين ويتجاهلون تماماً حاجات المجتمع الأساسية ومشكلاته الفجة التي يعانيها سواء في انعدام الرعاية الطبية أو الجهل الذي يخيم علي عقول الناس أو الفقر الذي يصيب الناس بالإحباط واليأس ويدفعهم إلي الانتحار في بعض الأحيان.. فهذه المشكلات لا تجد من يتصدي لها وهؤلاء المساكين لا يجدون من يمد لهم يد العون ويرفع عن كاهلهم أعباءهم ويحل مشكلاتهم. فحل مشكلات المجتمع وسد أفواه الجوعي وعلاج المرضي وتطبيبهم وبناء المدارس وتزويد المستشفيات بما تحتاج إليه أولي وأهم ألف مرة من هذا الهراء. وأضافت د.آمنة: ان لاعبي الكرة اليوم يتكسبون ملايين الجنيهات بما يجعلهم ويعدهم من أغني أغنياء العالم لكنهم مع كل أسف لا يقومون بدورهم تجاه مجتمعهم الذي يعيشون فيه.. لذا أوجه دعوة لعلها توقظ الضمائر النائمة والقلوب الغافلة وتنهض بهذا البلد المسكين. وتساءلت الدكتورة آمنة قائلة: ماذا قدمت كرة القدم لنهضة الشعوب؟ لا أراها إلا وسيلة للتسلية صارت فجة وسخيفة وخرجت من نطاق الرياضة بمعناها السامي والراقي إلي نطاق التسلية والتعصب والأنانية وأحياناً إلي التخريب والتدمير. النبي والرياضة أوضحت الدكتورة ليلي زكي قطب أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة سابقاً بجامعة الأزهر: انه لا يوجد إنسان عاقل ينكر الرياضة وأهميتها للجميع خاصة الشباب كما أن النبي صلي الله عليه وسلم حث عليها عندما قال: "علِّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل".. وقال أيضاً صلي الله عليه وسلم : ممتدحاً الرياضة: "العقل السليم في الجسم السليم". فالرياضة بها من الفوائد العديد والعديد كما أنها تملأ أوقات فراغ الشباب وتشغل تفكيرهم لكن لا يصح علي الإطلاق إنفاق ملايين الجنيهات علي النوادي وشراء اللاعبين في حين يئن المجتمع من مشكلات عدة فإذا كان لدي رجال الأعمال فائض من الأموال تجعلهم ينفقون ملايين الجنيهات علي شراء اللاعبين فهؤلاء تنطبق عليهم مقولة "إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق" فالمال مال الله استخلفهم عليه وعليهم أن ينفقوا هذا المال فيما فيه صلاح الناس وقضاء حوائجهم". أبواب الصدقات أضافت د.ليلي: لا يمكن احتساب شراء اللاعبين من أموال رجال الأعمال علي أنه من الصدقات التي لا تجوز سوي علي الفقراء والمساكين وهناك أوجه لانفاق ووضع زكاة المال فيها وهي كما قال الله عز وجل : "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله".. أما الصدقات التطوعية فتكون للأسر الفقيرة وطلاب العلم لقول النبي صلي الله عليه وسلم : "من خرج في سبيل طلب العلم فهو في سبيل الله حتي يرجع". وقال كذلك: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يصنع". وقال عز وجل : "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" فهؤلاء أولي بالصدقات وبأموال الأغنياء أكثر من لاعبي الكرة. واستطردت: هناك ضرورات خمس لابد من تحقيقها في المجتمع كي ينعم أفراده بالطمأنينة والسكينة وهي: حفظ المال وحفظ النفس والدين والعقل والعرض" فالأولي والأفضل للأفراد والمجتمع بأسره أن ينظر رجال الأعمال حولهم ويسدوا جوع الفقراء ويكسوا العراة ويزوجوا الشباب حفاظاً عليهم من الانحراف والوقوع في المحرمات فهذا أولي وأفضل عند الله عز وجل من أن تضيع ملايين الجنيهات وذهابها لمن لا يستحقها فعلي الإنسان أن ينفق ماله في الأبواب الصحيحة لأن من يبذل وينفق ماله في غير موضعه فسوف يسلبه منه الله عز وجل لقول الله عز وجل : "ولا تبذر تبذيراً إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً".