بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي الامريكي مؤخرا تجديد نيته بشراء سندات خزانة، توقع خبراء أسواق المال ان يؤدي ذلك إلي استمرار تدني عوائد أسواق السندات، ومن ثم يساعد هذا علي بقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها المتراجعة، الامر الذي يزيد من الاقبال علي أسواق الاسهم، وفقا لما جاء بصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، والتي أوضحت انه من الصعب علي أي مسئول في البنوك المركزية ان يحافظ علي بث الثقة في نفوس الافراد، وكذا مصداقية السياسة النقدية، حيث يعتقد كثير من المحللين ان برنانكي محافظ الاحتياطي الفيدرالي قد فقد التوازن في محاولته بشأن الموازنة بين السياسة النقدية، وكذا بث الثقة في نفوس المستثمرين. وأكد الخبراء انه إذا كن بإمكان السياسة النقدية ان تعلب دورا حاسما في التأثير علي التضخم إلا انها لا تتمكن من ايقاف الانكماش الاقتصادي، خاصة إذا كانت أسعار الفائدة تكاد تصل إلي الصفر، وهو ما توقعه كثير من المحللين في أمريكا، والعديد من الاسواق المتقدمة، وأوضحوا ان تهديد الانكماش الاقتصادي خلال الفترة الراهنة أكبر من تهديد التضخم، كما ان الخطوات التي اتخذها الفيدارلي الامريكي لن يكون لها تأثير واضح علي الاقتصاد، ولكنها قد تمنح سوق السندات في أمريكا نوعا من الانتعاش. وقال بنك "جي. بي مورجان" إن الانكماش الاقتصادي هو سمة المرحلة المقبلة، وهناك احتمال كبير بأن تدخل الدول المتقدمة مع اليابان في مرحلة النمو الضعيف، وما كان يرغب برنانكي فعله مؤخرا هو بث الثقة في نفوس المستثمرين وتهدئة الاوضاع الاقتصادية العالمية. ومن جانبه، يقول أحمد زينهم مدير شركة "تي. إن. تي" للاستشارات المالية ان قرار الفيدارلي الامريكي بشراء سندات خزانة مجددا هو ضمن خطته، والتي تقضي بضخ أموال أكثر لمعالجة الاصول السامة والتي نتجت عن المشتقات، وبيع الديون، ومن ثم خطته بعودة شراء للسندات مرة أخري، كما أعلن مؤخرا عن إبقائه لأسعار الفائدة متراجعة، وانه سيبقي السياسة النقدية مرنة، موضحا ان الاعلان عن هذا الشراء يؤثر علي أسعار العملات والتي تعتمد علي أسعار الفائدة، وهذا يضع مزيدا من الضغوط علي سعر الدولار خلال المرحلة المقبلة، وفي نفس الوقت مزيدا من العلاقة العكسية الموجودة حاليا بين سعر العملة وأسواق المال، ومن ثم ايجاد مزيد من التحسن علي أسواق المال. ويضيف ان العائد علي أذون الخزانة يقاس اساسا علي العائد الذي يتناسب مع الفيدرالي الامريكي وشراء سندات خزانة يبث التطمينات في السوق، ومن ثم يشجع الشهية علي المخاطرة في أسواق المال. ويقول الدكتور أحمد جلال خبير أسواق المال ان سندات الخزانة الامريكية تعتمد عليها أمريكا كتدفق نقدي ولها عدة أنواع أهمها السندات قصيرة الاجل، حيث تتراوح مدتها بين عدة أيام وحتي 26 أسبوعا، والحد الادني لها ألف دولار والاعلي نحو 5 ملايين دولار، كما ان هناك سندات لها معدل فائدة ثابت كل 6 أشهر وتتراوح مدتها الزمنية بين عامين وحتي 10 سنوات، بالاضافة إلي السندات طويلة الاجل والتي لها معدل فائدة ثابت كل 6 أشهر، ومداها الزمني حتي 30 عاما، وهي تمكن المستثمرين من الاستفادة من التغيرات التي تحدث في أسعار الفائدة. ويشير إلي ان سندات الخزانة الامريكية كانت في حالة نشاط قبل الازمة المالية العالمية الاخيرة، ولكنها أصبحت غير محفزة بعد حدوث الازمة الاخيرة، الامر الذي سبب القلق عند عدد من المستثمرين بعدما كانت هذه السندات ملجأ وملاذا آمنا للعديد منهم، حيث أصبحت مهددا حقيقيا للولايات المتحدةالامريكية. ويضيف ان الازمة العالمية الاخيرة هددت سندات الخزانة الامريكية بقوة بعد تراجع ثقة الكثير من المستثمرين في قدرة الولاياتالمتحدةالامريكية علي سداد ديونها الضخمة، وهذا علي النقيض مما كان تشهده السوق الامريكية قبل أزمة الأئتمان العالمية الاخيرة، حيث كنا نشهدها من الرابحين في تراجع أسعار الاسهم، وكذا في ظل تراجع أسواق السندات والتي جذبت العديد من المستثمرين علي مستوي العالم وكانت توظف أموالهم في قطاعات عديدة وايضا خالية من المخاطر.