جاء قرار جمعية رجال الاعمال بتأسيس الشركة المصرية الافريقية للترويج للاستثمار ليفتح من جديد ملف العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول افريقيا التي شهدت تراجعا ملحوظا خلال السنوات الماضية علي خلفية شكوي رجال الاعمال المصريين من وجود مشكلات عديدة تعوق التبادل التجاري بين الطرفين واهمها مشكلات النقل والامان وهي المعوقات التي قد تبدو غير منطقية في ظل توغل الاستثمار الاجنبي فتمثل في دول كالصين وماليزيا والسعودية وفي دول افريقيا وهو ما يعني ان هذه الدول قامت بدراسة الوضع بصورة جدية ومنطقية ظهر اثرها في تحقيق نجاحات كبيرة في الاستثمار والتوغل داخل افريقيا. الشركة تعد نقلة حقيقية في سبيل توطيد العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول افريقيا كما يؤكد رجال الاعمال والخبراء خاصة انها تضم مجموعة من كبار رجال الاعمال المصريين كما ان هدف الشركات الاساسي هو البحث عن فرص الاستثمار وعمل دراسات الجدوي وعرضها علي المستثمرين وليس الهدف هو الاستثمار في حد ذاته، كما ان التوقيت يعد ملائما في ظل توتر العلاقات بين مصر ودول حوض النيل بسبب ازمة المياه حيث باتت هناك ضرورة ملحة للبحث عن وسائل متنوعة تسهم في عودة العلاقة بين الطرفين كما كانت في الماضي، هذا الي جانب وجود فرص عديدة للاستثمار والتبادل التجاري بين الطرفين حان الوقت لاستغلالها بالشكل الامثل. بداية يوضح م/ مصطفي الاحول رئيس مجلس الاعمال المصري الشرق الافريقي ان الهدف الاساسي من الشركة هو توطيد العلاقات مع دول افريقيا من خلال شركة مصرية افريقية هدفها الاساسي هو الترويج للاستثمار والبحث عن الفرص الاستثمارية في افريقيا مضيفا ان رأس المال المصرح به للشركة هو 100 مليون جنيه ورأس المال المصدر 20 مليونا. ويشير مصطفي الاحول إلي ان الشركة تضم مجموعة من رجال الاعمال المصريين في مختلف المجالات ومنها النقل والتشييد والبناء والزراعة والثروة الحيوانية والاستشارات الكهربائية وغيرها من الانشطة المختلفة والتي نسعي من خلالها الي البحث عن جميع الفرص المتاحة في دول حوض النيل خاصة حوض النيل الشرقي "السودان واثيوبيا" ثم ننتقل الي باقي الدول مثل اوغندا وكينيا وزامبيا، مضيفا ان الشركة تحاول تلافي جميع سلبيات الماضي حيث نسعي الي الاستمرارية وايجاد فرص حقيقية في هذه المناطق، مشيرا إلي ان مشكلتنا الحقيقية اننا لان نتحرك الا بعد الوقوع في مأزق. وينوه الاحول الي عدم وجود اي ربط بين انشاء هذه الشركة والمشكلة التي تواجهها مصر حاليا مع دول حوض النيل بشأن ازمة المياه، مؤكدا ان التوقيت فقط هو الذي ربط بين انشاء الشركة والازمة، كما ان الشركة لا علاقة لها بالسياسة، والفكرة تم الاتفاق عليها في سبتمبر 2009 بعد زيادة وفد رجال الاعمال لاثيوبيا وبناء عليه فنحن نهدف الي توطيد العلاقات من خلال تواجد مرحب به في افريقيا، وقال ان الامر ليس سهلا وقد تواجهنا مشكلات عديدة ولكن الخطوة ضرورية ولابد منها خاصة اذا علمنا ان مستقبل مصر حاليا في افريقيا، كما ان هناك تقصيرا من جانب الحكومة علي مدار السنوات الماضية وعلينا محاولة اصلاح الوضع. وفيما يتعلق بالمشكلات التي تعنيها دول افريقيا والتي كانت سببا في احجام رجال الاعمال المصريين عن الذهاب هناك خلال السنوات الماضية يوضح مصطفي الاحول ان مصر بها مشكلات ايضا وقد تكون المشكلات الموجودة لدينا اكبر واصعب من المشكلات الموجودة في هذه الدول، الي جانب ان افريقيا عبارة عن دول حبيسة مما يعني ان تكلفة النقل ستكون مرتفعة وسنحاول التغلب علي هذه المشكلة عن طريق اختيار البضائع غالية الشحن بحيث تتحمل نفقات النقل المرتفع. بينما يؤكد م/ حسين صبور رئيس جمعية رجال الاعمال ورئيس مجلس ادارة شركة الأهلي للاستثمار العقاري واحد المساهمين بالشركة ان مصر اهملت افريقيا منذ عام 1967 فقبلها كانت حركة الاستيراد والتصدير تسير بشكل ممتاز حيث كانت مصر وقتها الشعلة المضيئة في قارة سوداء ولكن بعد هذا التاريخ تم ايقاف الانفاق علي ان امور خارجية بما فيها افريقيا حيث حدث اضمحلال في العلاقة بين الطرفين مضيفا ان الوضع استمر علي ما هو عليه حتي بدأنا نستيقظ علي علي كارثة مشكلة مياه النيل ودول المنبع والمصب حيث اجتمع رأي الحكومة علي ضرورة عودة مصر بقوة الي كل دول افريقيا ابتداء من دول حوض النيل والبداية كانت في ديسمبر الماضي من