تحقيق: محمود مقلد - أحمد الشربيني حصلت مصر مؤخرا علي رئاسة الاتحاد الافريقي لغرف التجارة والصناعة والزراعة كما تم اختيار القاهرة لتكون مقرا دائما للاتحاد اضافة إلي حصول عدد من الكوادر المصرية علي مناصب قيادية داخل منظمة الكوميسا والاتحاد الافريقي. هذا النشاط المصري تجاه أفريقيا اعتبره خبراء التجارة والاقتصاد خطوة متقدمة نحو إعادة تصحيح العلاقات بين القاهرة والقارة السمراء. من ناحيتهم رحب رجال الأعمال والمستثمرون بهذه الخطوات وأكدوا أن الفرصة أصبحت متاحة أمام الشركات المصرية لزيادة صادراتها للدول الافريقية، مشددين في نفس الوقت علي أن المهم هو تقديم إنتاج جيد بسعر منافس. السطور القادم تحمل تقييم ورؤي رجال الأعمال والمستثمرين للاتجاه المصري نحو أفريقيا. الدور الحقيقي يقول خالد أبو اسماعيل رئيس الاتحاد العام للغرفة التجارية أن فوز مصر برئاسة اتحاد الغرفة الأفريقية سيظهر ويبرز دور مصر الحقيقي في القارة السمراء فالعلاقات التجارية سوف تتحسن والاستثمارات ستزيد لأن مصر لديها رغبة أكيدة في غزو الأسواق الأفريقية بأكملها مشيرا إلي أن هناك خطوطاً واستراتيجيات سيتم وضعها للاستعادة الكاملة من المزايا التي توفرها الدول الأفريقية موضحا أن المرحلة القادمة ستشهد تغيرا واضحا في الخريطة الاستثمارية والتصديرية إلي أفريقيا فهناك علاقات جيدة يجب توطيدها والاستفادة منها فالسوق الافريقي سوق مهم والمنافسة علي رئاسة اتحاد الغرف الأفريقية كانت صعبة وشديدة ولم تكن سهلة وبالتالي فنحن علي دراية تامة بأهمية هذا السوق وأهمية الفوز برئاسة الاتحاد الذي سيتيح فرصاً عديدة لرجال الأعمال والمستثمرين والمصدرين من خلال عقد لقاءات وورش عمل بين مصر ودول القارة السمراء. زيادة الصادرات يري السفير جمال بيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب أن وجود مقر اتحاد الغرف الافريقية بمصر لم يغير كثيرا ولا يعتبر نصرا، المهم هو كيف نستفيد من هذا الحدث وما مدي اهتمامنا بالسوق الأفريقي فعملية التصدير لابد أن تتوازي مع عملية الاستيراد فلا يمكن أن نصدر فقط فوجود تجارة حقيقية مع أفريقيا يتطلب وجود واردات وصادرات فأفريقيا كنز حقيقي، فلماذا لا يستثمر المصريون في أفريقيا؟ ولماذا لا يستفيد اتحاد الغرف التجارية من تلك المزايا التي توفرها دول القارة السمراء أسوة بالدول الأوروبية التي استطاعت وخلال سنوات قليلة تحقيق عوائد تقدر بالمليارات فالثروات الطبيعية في أفريقيا ضخمة جدا والسوق الأفريقي هو الوحيد القادر علي تحقيق أعلي معدل تصديري لمصر خاصة في ظل العقبات والشروط التي تفعلها الدول الأوروبية أمام الصادرات المصرية فالمشكلة الحقيقية تكمن في التخطيط والرغبة والتنسيق فنحن نتكلم فقط لكن لا ننفذ نبحث ونمشي في الطريق الصعب ونترك غابات أفريقيا وأسواقها للأجانب وهذا هو السبب الحقيقي في وجود العجز في الميزان التجاري في كل الاتفاقيات التي وقعتها مصر سواء اتفاقية الشراكة الأوروبية أو منطقة التجارة الحرة العربية أو أغادير والكوميسا. خطوة مهمة يضيف طلعت القواس نائب رئيس غرفة القاهرة التجارية أن فوز مصر برئاسة اتحاد الغرف الافريقية خطوة مهمة وضرورية لاستعادة وتوطيد العلاقة بين مصر والقارة الأفريقية خاصة أن الفترة الأخيرة شهدت تباعدا كبيرا بين مصر وأفريقيا بلرغم من وجود كل المقومات المطلوبة فرئاسة اتحاد الغرف التجارية ستدعم موقف مصر في كل دول القارة وستساعد علي زيادة حجم التبادل التجاري عن طريق توطيد العلاقة بين رجال الأعمال والتجار المصريين مع نظرائهم الأفارقة، مطالبا بضرورة البدء في حل المشاكل الاقتصادية والادارية التي تواجه الطرفين بالاضافة إلي توفير وسائل النقل الآمنة ومشاكل تحويلات البنوك وخدمات ما بعد البيع لأن كل هذه المشكلات تسببت في حدوث انهيار في حجم التبادل التجاري بين الطرفين. بالرغم من توافر كل المقومات التجارية المطلوبة فالسوق الأفريقي ضخم والمنتجات المصرية متوافرة ولكن ما يحدث عكس ذلك تماما، فاتفاقية الكوميسا إلي الآن لم يتم تفعيلها أو الاستفادة منها بالرغم من مميزات هذه الاتفاقية ودورها الذي يمكن ان يقفز بمعدلات الصادرات المصرية إلي الضعف فلابد أن يتم عقد جلسات واجتماعات لمعرفة المشاكل وحصرها والعمل علي حلها.