لست مصابا بمرض الحنين للماضي ولا متصورا أن الزمن الجميل هو أفضل الأزمنة ولا معتقدا أن الحاضر أسوأ، ولكني مصاب بمرض الحنين.. للتقاليد والتقاليد هي المعايير الصحيحة واختيار الحرفية والتقنية خاصة في العمل الفني وعلي رأسه التليفزيون وقد شاءت الأقدار أن أعيش فجر الحياة في تليفزيون مصر وأري الشاشة المصرية منذ نصف قرن.. ومناسبة كتابة المقال هو مرور 50 عاما علي دخول التليفزيون المصري إلي الحياة المصرية لقد رأيت مبني مسبيرو وهو علي السقالات في مرحلة البناء، ورأيت نجوم الإذاعة يدعمون الشاشة المصرية لابد من القول أن الإذاعة لها تقاليد ومن هنا جاء نجوم الإذاعة بحرصهم علي التقاليد جاء سعد لبيب وطاهر أبوزيد وهمت مصطفي وسميرة الكيلاني وعلية احسان وصلاح زكي وكان أشهر مخرجي المنوعات محمد سالم من خارج الإذاعة. وقد كنت واحدا من ثلاثة صحفيين استعان بهم التليفزيون أنا وأحمد بهجت الذي أعد برنامج "20 سؤال" ورءوف توفيق الذي أعد "تحت الشمس" وكانت المذيعة الوحيدة في اللقاءات الفنية فنانة وهي ليلي طاهر وأنا مدين لصلاح زكي الذي اختارني معدا لبرنامج "نجمك المفضل" واخترنا سويا السيدة ليلي رستم فقد كانت تقدم كقارئة نشرة بالانجليزية والفرنسية وكانت أول حلقة مع الفنانة سميرة أحمد وكانت الإذاعة علي القناة الأولي والمخرج هو سعيد ميادة ولعل هذا البرنامج كان "صحافة مرئية" مبكرة فقد تجولت العدسات في بيت النجمة وصاحب الحوار معها لقطات أذيعت في نفس اللحظة قمت بهذا الجهد كصحفي متمرس علي لقاءات الأدباء والفنانين، كانت تحكم الأمور تقاليد معينة وكان هناك "مراقب للسهرة" يتفقد التفاصيل الصغيرة وإذا قدمت قناة نجمة فظهورها مرة أخري بعد شهر كامل لأن من بين تقاليد ذلك الزمن وجود منصب "مدير عام برامج" ينسق بين المواد المختلفة في القنوات ويعطي للمشاهد الحق في التقاط انفاسه، فلا تطارده شخصية علي الشاشة في أوقات متقاربة كان مدير البرامج يناقش مع المذيعة والمعد الهدف من هذا الطرح ولم تكن هناك مصادر للمعلومات متاحة عند اطراف الأصابع مثلما هو الآن علي النت، كنت ألجأ لأرشيف الصحف وأحيانا دار الكتب وأحيانا تكون المرجعية الشخصيات التي عايشت النجم وظللت أعد هذا البرنامج "نجمك المفضل" واتقاضي أجرا أسبوعيا هو 12 جنيها و84 قرشا ثم اني لم أهمل صحيفتي "صباح الخير" وكنت مواظبا ولم اتعلل بالعمل في التليفزيون وفي 15 اكتوبر عام 64 اعتبر النظام الشمولي مقالا في "صباح الخير" خروجا علي النص وتم ايقافي من الصحافة والتليفزيون ووقعت ليلي رستم في مطب من يقدم البرنامج في غياب المعد لأسباب سياسية؟ وللحكاية بقية.. الاثنين القادم.