مجلس إدارة جودة التعليم بمجلس الوزراء يعتمد 529 مدرسة و184 معهدًا أزهريًا    شوشة: كل الخدمات في رفح الجديدة بالمجان ولا يشملها سعر الوحدة السكنية    تنظيم دورة تدريبية وتوعوية عن مراقبة الجودة بجامعة أسيوط    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    أسعار الذهب في مصر بمستهل تعاملات اليوم الخميس 25-4-2024    تعليم القاهرة تكشف حقيقة تعديل مواعيد الامتحانات لطلاب صفوف النقل    القاهرة والجيزة تنضمان لحملة المقاطعة في بورسعيد.. «لا للسمك حتى نزول الأسعار»    المقاولون العرب تحصل على الجائزة الأولى في التشغيل والصيانة بمنتدى مصر لإدارة الأصول    جهاز تنمية المشروعات: ضخ نحو 2.4 مليار جنيه كقروض لأبناء سيناء ومدن القناة    تداول 10 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر    عاجل: أسعار الذهب اليوم الخميس 25-4-2024 في مصر    وزارة العمل: ختام برنامج تدريبي فى مجال التسويق الإلكتروني ببني سويف    200 يوم من الدبلوماسية والدعم.. مصر صوت الحكمة بغزة    الدفاع المدني بغزة يطالب بفتح تحقيق دولي في مجازر الاحتلال بمجمع ناصر الطبي    عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العسكرية بتل أبيب    عاجل| الدفاع المدني بغزة يطالب بفتح تحقيق دولي في إعدامات ميدانية ارتكبها الاحتلال    «القاهرة الإخبارية»: تفاؤل حذر في أوكرانيا بعد موافقة أمريكا على المساعدات    سيدات الأهلي يواجهن بترو أتلتيكو بنصف نهائي كأس الكؤوس لليد    موعد مباراة الزمالك ودريمز الغاني في نصف نهائي الكونفدرالية الإفريقية    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    طقس الفيوم.. شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا    مصرع شخصين وإصابة 8 آخرين فى حادث سير بين تريلا وميكرباص بصحراوى البحيرة    خلال 24 ساعة.. تحرير 556 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    هل يوجد تغييرفي مواعيد امتحانات الترم الثاني بعد التوقيت الصيفي؟.. التعليم توضح    المرور على 100 مخبز وتحرير محاضر بالجملة في حنلات تموينية بالدقهلية    تفاصيل سقوط فردي أمن وسائق بتهمة سرقة شركة بالسيدة زينب    «بنات ألفة» يحصد جائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان أسوان    الصحة: فحص 6.3 مليون طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر عن علاج ضعف وفقدان السمع    صباحك أوروبي.. بقاء تشافي.. كذبة أنشيلوتي.. واعتراف رانجنيك    الأهلي يصطدم بالترجي التونسي في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    رئيس الإنجيلية يشهد افتتاح مكتبة كنيسة المقطم بمشاركة قيادات السنودس    مصرع وإصابة 10 أشخاص إثر تصادم سيارتين في البحيرة    بسبب مشادة كلامية.. مزارع ينهي حياة زوجته بقطعة خشبية في المنيا    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء "الأونروا" في دعم جهود الإغاثة للفلسطينيين    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    هل يوجد فرق بين صلاتي الاستخارة والحاجة؟ أمين دار الإفتاء يوضح    الاتحاد الإفريقي لليد يعدل موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    الصحة: 3.5 مليار جنيه لإنجاز 35 مشروعا خلال 10 سنوات في سيناء    قبل مباراة مازيمبي.. مفاجأة سارة لجماهير الأهلي    علماء بريطانيون: أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    مشاجرات خلال اعتقال الشرطة الأمريكية لبعض طلاب الجامعة بتكساس الرافضين عدوان الاحتلال    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    تقسيط 30 عاما.. محافظ شمال سيناء يكشف مفاجأة عن أسعار الوحدات السكنية    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روزاليوسف سألت الإعلاميين والسياسيين: قناة "التليفزيون العربي" كشفت الإعلام المصري

منذ ما يقرب من 3 أسابيع بدأ بث قناة «التليفزيون العربي» بمناسبة مرور 50 عاما علي ميلاد التليفزيون المصري، تلك القناة التي تحولت فجأة إلي ظاهرة إعلامية نظرا لحجم الإقبال علي مشاهدة المضمون الذي تقدمه رغم أنه في النهاية جزء من تراث إعلامي ضخم مازال يحتفظ به التليفزيون سواء كان برامج أو مسلسلات أو حتي أعمالاً فنية.
الإقبال المتزايد علي مشاهدة القناة كشف بشكل أو بآخر عن أزمة حقيقية يعاني منها التليفزيون المصري الآن، سواء علي مستوي الفكر الذي يحكمه أو حتي إمكانيات الإعلاميين، فالقناة ساهمت في توسيع الفجوة بين المستوي الإعلامي الذي يشاهده المصريون علي شاشة «التليفزيون العربي».. وبين ما يشاهدونه الآن.. كل هذا جعلنا نطرح تساؤلين مهمين أولهما:
لماذا نجحت القناة في خلق هذه الحالة الإعلامية المختلفة؟.. والثاني: كيف ولماذا وصلنا إلي المستوي الإعلامي الذي نراه الآن؟
«روزاليوسف» طرحت هذه الأسئلة علي الإعلاميين الذين عرضت لهم برامج علي القناة ومازالوا بيننا مثلما طرحتها علي عدد من المفكرين والسياسيين أملا في الوصول إلي إجابة.
------------------------------------------------------------------------
ليلي رستم: من الظلم مقارنة التليفزيون العربي بأداء التليفزيون المصري الآن
«التليفزيون العربي» تجربة خفيفة الظل وجديدة لها رونقها الخاص فنحن لم نعتد أن نشاهد هذه الافلام أو البرامج ولكن لا أتصور أنه يمكنها الاستمرار لبعد رمضان خاصة أن بها نوعاً من التكرار. فمثلا البرنامج الذي يذيعون لي منه حلقات كنت قد سجلت منه ما يقرب من 180 حلقة ولكن ما يذاع حتي الآن من البرنامج مجرد 4 حلقات مع «عبد الحليم حافظ - محمد عبد الوهاب - طه حسين وأحمد رمزي» وكأنها موضوعات مقررة علي الثانوية العامة سيتم امتحان الطلبة بها.
ولكن لا أستطيع أن أنكر استمتاعي بالتجربة خاصة عندما أشاهد فقرات ثلاثي أضواء المسرح وغير ذلك من البرامج والمضامين الإعلامية كل هذا يجعلني أجدها تجربة مسلية وجديدة أشجعها بشكل شخصي.
هذه القناة أشبه برجل كبير في السن يطالع اليوم صور حياته منذ ميلاده و حتي الآن.. تذهله ذكريات كان قد نسيها فيتذكرها.. أحيانا يشعر بال«كسوف» وأحيانا يبتسم وفي أحيان أخري يقهقه وهو ينظر في الصور. فهذه القناة أشبه بإنسان يفتح ألبوم صوره يتأمل ويعيد النظر في شبابه وطفولته وإنجازاته وإخفاقاته.
لا يصح أن نقارن بين ما تعرضه هذه القناة وبين الممارسات الإعلامية الآن لأنه ربما تكون قد تغيرت طريقة الأداء الإعلامي نفسها لأن المجتمع نفسه قد تغير. بالطبع لغة الخطاب الإعلامي في البرامج ستبدو أرقي بالنسبة لبعض من يشاهدون القناة ولكن هذا لأن المجتمع نفسه كان أكثر محافظة أما الآن فالمجتمع أكثر تسيبا.. التليفزيون الآن لا يجرؤ علي مجاراة هذا التسيب الاجتماعي ولكنه يحاول أن يعرض بقدر استطاعته للعنف الذي أصبح مسيطرا بأشكال مختلفة علي المجتمع.
ربما يري الناس مشاكل في البرامج الآن مثل أنها تشبه بعضها حيث مائدة مستديرة وأشخاص تتناقش في قضايا اجتماعية وكلهم يتحدثون في نفس اللحظة. أذكر أني عندما استضفت «طه حسين» كان معي في الاستديو 11 أديباً كبيراً وكنت أعرف جيدا أن دوري هو أن أدير الحديث وأتركهم يحرزون الأهداف وليس العكس، ربما لا يحدث هذا الآن ولكن لأنه لم يعد هناك «طه حسين» فمعظم البرامج إما أنها تستضيف فنانين او مطربين فيما عدا محاولات جادة أحترمها.
مرة أخري أعود لأقول إنه إذا كان لدي البعض تحفظات علي لغة الحوار الإعلامي لكونها ليست بالرقي الكافي أو لأن المشاهد أحيانا لا يفهم أي شيء مما يقال فذلك لأن هذا ما يحدث بالضرورة في الندوات والبيوت. الإعلام عموما هو لغة العصر. ولن يستطيع التليفزيون الآن أن يقدم صورة غير حقيقية ولن يستطيع أن يشوه حقائق نراها يوميا في الشارع المصري سواء كنا نتحدث عن اللغة المتردية أو الفوضي وعدم الموضوعية، ولذا أجد أنه ليس من العدل أن نقارن بين المضامين التي تعرضها قناة «التليفزيون العربي» وبين أداء التليفزيون المصري الآن.
------------------------------------------------------------------------
مفيد فوزي: أصبحنا نعتمد علي إبهار عين المشاهد وليس عقله
أعتقد أن هذه القناة كان يمكن أن يطلق عليها قناة التراث أو قناة الأصول كما أن هذه القناة تأخر ميلادها كثيرا ولذلك أعتقد أنها صرخة في وجه التليفزيون الحاضر فقد كنا أبسط ديكورا وأقل إبهاراً ولكن كنا أفضل مضمونا. هذه القناة التي شاركت أنا في فجر عمري فيها هي قناة تتميز بالعمل المحترم الذي سيراه الناس شكلا وموضوعا ورقيا خصوصا أن في ذلك الزمن لم يكن للإعلان أي سلطان فالناس يرون البرنامج أو المسلسل كاملا دون التدخل بطريقة تفسد المتعة كما يحدث الآن حيث يحكم الإعلان الإعلام ببساطة لأن الإعلان يدوس أي شيء أمامه. الإعلان هو البلدوزر الذي يقتحم أي مسلسل أو برنامج ومن أجل عيونه تتكسر القيم وربما تذوب. من أجل الإعلان تخرج البرامج الوقحة وتحت مسمي الجرأة لست ضد الاعلان ولكني ضد سيطرته علي المضامين وإلا سقط الفكر تحت أقدام الفلوس.
أيضا.. لا يزال إعلام اليوم في أغلبه دون معايير مهنية.. كل من أمسك قلما تحول إلي مذيع.. وهذا مضحك.. لأنها مهنة و لها أصول وأنا واحد من الناس قضيت عشر سنوات في ملف الاعداد حتي ظهرت علي الشاشة ولم يكن هدفي الشاشة مطلقا ولكن جهدي رشحني لهذه المسئولية.. مسئولية التقديم والإعداد التليفزيوني.
الآن دون سابق إعداد «يدخل الواحد من دول يقعد قدام ميكروفون ويتكلم يبقي مذيع» إذن المشكلة الآن تتلخص في التالي : إبهار شديد + إعلانات ياما + مسلسلات بكثافة + صورة جيدة إلي جانب مضمون أقل .
------------------------------------------------------------------------
د. حسام بدراوي: القناة أظهرت المعايير المهنية للإعلام التي افتقدناها
فتحت لنا قناة «التليفزيون العربي» آفاقاً جديدة لرؤية ريادة مصر الإعلامية في وقت مضي بعرض الكثير من أعمال كثيرين ممن كنا قد نسيناهم من عمالقة الفكر والأدب والذين أثروا علي المجتمع، وأظهرت أيضاً القناة كفاءات أصبحنا لا نستفيد منها أمثال «سمير صبري وطارق حبيب ودرية شرف الدين» وآخرين قدموا برامج قَيمة وكانوا رواد الإعلام المصري بأفكارهم وإبداعاتهم فكانوا مُتقنين في تقديم برامجهم بكفاءة مهنية عالية وأعطوا الفرصة لضيوفهم بالحديث بعكس الوضع الحالي الذي يظهر فيه اللقاء التليفزيوني وكان هدفه الأساسي تلميع مقدم البرنامج.. فلابد أن أعبر عن مدي إعجابي بفكرة القناة وبما لدي التليفزيون من نماذج يجب الاستفادة بها لتتواصل الأجيال وتكتسب الخبرة والمهنية الإعلامية. وأعتقد أن المادة المعروضة بالقناة مخصصة لفترة زمنية معينة من البث لكن أري أن هذه المواد والبرامج التليفزيونية يجب أن تعرض بشكل مستمر من خلال القنوات والبرامج العادية خاصةً اللقاءات التي أجريت مع عظماء أمثال العقاد وطه حسين والقمم المصرية، ذلك لتأكيد قيمة التليفزيون المصري في وقت كانت جميع الدول العربية تنظر للتليفزيون باعتبار أنه الكعبة الإعلامية الوحيدة.. لكني لا أعتقد أن يستمر بث القناة أكثر من المدة القصيرة المحددة لها لأن هذا غير منطقي وغير موجود بأي مكان بالعالم، لأننا لا يصح أن نعيش في الماضي لكن علينا أن نستفيد منه للمستقبل، فالقناة أظهرت ما كانت عليه مهنية الإعلام من هدوء المقابلات التليفزيونية ولغتها الراقية المستخدمة في الحديث مع الضيوف وعدم مقاطعة النقاش وأيضا تنوع المواضيع وكل ما يُعتبر دروساً فيما يتعلق بالقيم التي كانت موجودة بالمجتمع في ذلك الوقت..
لا أريد أن أتهم الإعلام المعاصر لكنه في كثير من الأحيان يكون تعبيراً عن واقع المجتمع والريادة هي أن تغير الواقع إن لم يتوافق مع القيم المرادة، فكثير من الناس يقولون إن الإعلام هو تعبير عن واقع الحياة، فان كان الواقع فيه تدنِ في النقاش وغضب وخروج عن الآداب، فالاعلام بالتالي يعبر عنه كانعكاس للواقع الذي نعيشه.
الإعلام المصري يعيش حالة من الانفتاح والحرية ويمر بمرحلة مخاض تولدت من انفتاح مطلق وحرية تعبير غير مسبوقة لكن المفترض أن يتولد من ذلك قدر أكبر من الرزانة والرصانة والمهنية التي يجب أن تعود إلي الحوار الإعلامي.
------------------------------------------------------------------------
سوزان حسن: الإعلام الآن أقوي
قديماً كُنا نقدم بعض الأعمال مثل التي تقدم حالياً علي التليفزيون العربي في برامج مختلفة لسنوات طويلة مثل برنامج «والله زمان» لكن القناة أكثر جاذبية لأنها تخصصت في الأعمال القديمة وجمعتها في شاشة واحدة وكانت هذه فرصة كبيرة لإطلاق القناة بمناسبة مرور خمسين عاما علي التليفزيون فكانت بمثابة سبق إعلامي خاصة أن هذا النوع من البرامج لم يتقدم أحد لشرائه. القناة ضمن مشروع الحفاظ علي التراث المستمر من خلال بعض اللجان منذ أن كنت رئيسة للتليفزيون، وأعتقد من قبل ذلك أيضاً، ويتم بشكل متواصل فرز الشرائط القديمة والتخلص من الشرائط التي ليس لها قيمة والاحتفاظ فقط بالمواد ذات القيمة، فالقناة الجديدة هي المعرض الذي نعرض فيه الأعمال بعد عملية الاختيار والفرز الطويلة التي رأست لجنتها «جانت فرج وعزة الإتربي ونانو حمدي» بالاشتراك مع إعلاميين آخرين ورؤساء قنوات علي مدار عشر سنوات، وطوال هذا الوقت كنا متخوفين من تعطل بعض الشرائط القديمة لعدم وجود الأجهزة التي تقوم بتشغيلها نظراً لخامتها القديمة، فكنا مع سباق مع الزمن.
رفعت قناة التليفزيون العربي شعار «كباراً بدأنا وكباراً نستمر» وهذه حقيقة لأن التليفزيون المصري له الريادة وأفرز مبدعين عظماء قدموا أعمالا من وحي خيالهم وإبداعهم الذاتي فكانت البداية تليق حقاً بمكانة مصر لكن بسبب الحروب والنكسة والتمويل الذي انتقل معظمه لأشياء أخري وتأثر الخدمات الرئيسية تأثر التليفزيون بالطبع، وازداد الأمر سوءاً مع التوسع في افتتاح القنوات وكان ذلك سبباً في ضعف مستوي التليفزيون وكنا وقتها غير قادرين مادياً علي هذا التوسع وكانت الكفاءات أقل مما يحتاجه التليفزيون.. لكن الآن الأمر اختلف تماما وأصبح الإعلام أقوي من قبل خاصة في ظل حرية التعبير التي تعتبر «روح الاعلام» فكنا قديماً نعاني من عدمها، فكان لابد من حدوث هذا التطور الذي ظهر جيداً في السنوات الأربع الأخيرة رغم تأخره لفترة طويلة.
------------------------------------------------------------------------
سلمي الشماع: ما شاهدناه أوضح الفارق بين الذوق الإعلامي والعشوائية الإعلامية
فكرة قناة التليفزيون العربي تمت دراستها من قبل وأخذت وقتاً طويلاً وجهداً كبيرا في تجميع المادة التي يتم تقديمها علي القناة حالياً خاصة أن اللجنة التي قامت بهذا العمل قامت باستعراض برامج وأعمال تليفزيونية كثيرة واختارت أهم المواد والتي لم تعرض في أي محطة أخري، وهناك الأعمال التي تعرض لأول مرة منذ سنوات طويلة، لذلك خرجت القناة بمحتوي براق يليق بقيمة التليفزيون المصري وتم بثها في موعدها احتفالا بمرور خمسين عاما علي إطلاق التليفزيون العربي لكن فكرة القناة ليست وليدة اليوم فقد كنت أحد المقترحين لهذا المشروع الكبير.
ما يتم بثه علي القناة الجديدة أوضح الفارق الكبير بين الإعلام في الماضي والإعلام حالياً فقديما كان هناك ذوق رفيع في تقديم المادة الإعلامية وأسلوب معين في التقديم وحسن اختيار الألفاظ بعكس ما يحدث الآن علي شاشات الإعلام الحديث فأصبحنا نسمع ألفاظاً مستجدة علي قاموس اللغة العربية مثل «نفض وفكك» وبعض العبارات الغريبة علي لغتنا وأسماعنا لكن هذا نتاج طبيعي للعشوائية الإعلامية التي نعيشها الآن التي أتاحت لأي شخص العمل بأي مجال دون مراعاة للكفاءة والاختيار الدقيق للعمل المناسب علي عكس الماضي الذي تميز بدقة اختيار مقدمي البرامج ومعدي ومخرجي الأعمال التليفزيونية المختلفة الذين استمروا وقدموا أعمالهم لعدة سنوات والتي مازالت خالدة حتي اليوم فكان هناك إبداع حقيقي دون تزييف للواقع والحقائق.
------------------------------------------------------------------------
صلاح عيسي: تقدمنا للخلف
قناة «التليفزيون العربي» فكرة جيدة لها أهمية كبيرة وهُناك ضرورة لاستمرارها للحفاظ علي التراث حيث إن بعض الدول مثل قطر تقوم الآن بتجهيز قناة فضائية اسمها «تراث» تعرض كل ما هو قديم وتراثي، وتهتم بالأدب وجزء كبير جداً من هذا التراث مصري الأصل، وهنا تكون أهمية قناة مصرية تعرض تراث التليفزيون لتحقيق هدفين أولهما أنها تساهم في إحياء الذاكرة الوطنية بشكل عام بالنسبة للمتفرج المصري وأيضاً العربي، والهدف الآخر هو إتاحة الفرصة لزيادة اهتمامنا بما لدينا من تراث بصري تليفزيوني بعد إعادة ترميمه بل وأعتقد أنه سيتم الإضافة إليه وبمرور الوقت ستزداد أهمية القناة خاصة بالنسبة للأجيال الشابة التي لم تعاصر هذا التراث وبالتالي فمن الممكن أن تمول القناة ذاتها في الوقت نفسه الذي يتم فيه الحفاظ علي حقوق الملكية بالنسبة للمواد البصرية التي يملكها التليفزيون..
هُناك دائما حنين للماضي، فلا نستطيع أن نقول إن كل ما كان في الماضي جميع وكل ما هو في الحاضر قبيح لانها مبالغة شديدة لكن شعورنا بهذا الفارق بين الذي كان يقدم علي الشاشات قديماً وبين ما يقدم الآن تَولد نتيجة الخلط في تقييم الأشياء فالقيم الإعلامية التي نراها في البرامج التي تذاع علي شاشة ''«التليفزيون العربي» تجعلنا نشعر وكأننا تقدمنا للخلف. مصر بشكل عام علي كل مستوياتها الإعلامية والسياسية والاجتماعية تمر بمرحلة تحول، والإعلام المصري بشكل خاص يتقدم للأمام بمساحة أوسع من الحرية والإبداع، فالحرية قادرة علي أن تنظم نفسها بنفسها.. ولكل زمن مناخه وظروفه ولا يمكن تقييم أي شيء خارج زمنه.
------------------------------------------------------------------------
يوسف شريف رزق الله: كثير من المذيعين الآن يفتقدون الكاريزما
كان من الطبيعي بمُناسبة مرور 50 عاماً علي ميلاد التليفزيون المصري أن يحدث هذا الاهتمام بتقديم التراث التليفزيوني لأن الجمهور يُريد أن يشاهد ما قدمه التليفزيون في سنواته الأولي من خلال برامج مشاهير وكبار الإعلاميين.. وأتصور أن هذا التراث الموجود في التليفزيون بعضه لايزال موجوداً، والبعض الآخر قد اختفي، لكن علي الأقل مُنذ بداية عام 2010 والتليفزيون المصري حريص علي أن يُنقب ليخرج بكل ما هو جديد وما هو صالح للعرض، فهي مسألة مُهمة للأجيال التي لا تعرف أي شيء عن هذه الفترة سواء من حيث الأخبار أو المواقف السياسية أو من حيث الإعلاميين الذين صنعوا التليفزيون.
أعتقد أن سبب نجاح البرامج القديمة مقارنة بالوضع الإعلامي الآن يرجع لافتقاد البرامج للمُذيعين الذين لديهم كاريزما، وعلي الرغم من أن بعض البرامج يوجد بها مُذيعون مُتميزون، إلا أنها ليست شبيهة بتلك التي كان يعدها كبار الصحفيين والكُتاب أمثال «أنيس منصور ومفيد فوزي»، وهولاء لهم خبرة كبيرة، وهذا ما يجعلنا نشعر بأن برامج الماضي لها مضمون وقيمة عما هو الآن.
------------------------------------------------------------------------
محمود سلطان: المذيعون يأتون الآن بالضيوف عشان يمسحوا بيهم البلاط
فكرة استخدام التراث هي فكرة موجودة وليست وليدة الصدفة أو الموقف، فكان هذا يحدث قديماً في التليفزيون المصري من خلال برنامج «كنوز»، والذي يُقدم أشهر البرامج القديمة وإعلامييها، وكان يجد صدي في نفوس الجمهور، خاصةً أن الجيل القديم من خلال قناة التليفزيون العربي يذكر الجيل الحالي بتاريخه والمُناسبات التي مرت قبل ميلاده وغيرها من الأمور التي يجب أن يعرفها الجيل الجديد.
من الطبيعي جداً أن تشعر بفارق بين البرامج القديمة والآن - والفارق لصالح القديمة - وذلك لأنه كانت تسود علاقات مودة بين الضيف والمُذيع، فيما يتعلق بالاهتمام بالضيف وكيفية التعامل معه، فهناك تقاليد تربينا عليها عند التعامل مع الضيوف.. حتي لو كان هذا اللقاء مع صديق، ففي خارج الاستديو أنتما أصدقاء، لكن في الداخل الوضع يختلف ويسود الاحترام والنظام.. أما اليوم فمُعظم المُذيعين يأتون بالضيف «عشان يمسحوا بيه البلاط»، مع أن الضيف هو نجم الحلقة، ولديه معلومات، من مصلحة الجمهور أن يعرفها بالشكل اللائق. هذا بجانب المهنية التي كانت تسود العمل الإعلامي، فهناك طُرق لكيفية طرح السؤال، وكيفية التعامل مع الضيوف، وكيفية التعامل مع فريق عمل البرنامج والجمهور، وكيف تُحقق توازناً بين الآراء، وكيف توجه الأسئلة بشكل متوازن أيضاً، وكيف تستنبط أسئلة من إجابات، وكيف تهتم بالضيف مع أن ما يقوله قد يكون كلاماً مُكرراً، لكن اهتمامك بالضيف يؤدي إلي اهتمام الضيف بخروج معلومات جديدة للإفادة، وهو ما لا يحدث الآن.
------------------------------------------------------------------------
رفعت السعيد: الإعلامي الحالي لا يقارن بما شاهدناه
إذا كنا نتحدث عن قناة «ا'لتليفزيون العربي» فدعوني أعترف بأن الإعلام في الماضي خاصة في فترة ثورة يوليو كان أحادي النظرة يمثل السلطة فقط فكان غير قادر علي الانتقاد وغير راغب فيه، فكان أقل خطأ اعلامي وقتها يؤدي بصاحبه إلي السجن أو النقل لشركة اللحوم وشركة الدواجن.
أما الإعلام في الفترة الحالية فينقسم إلي إعلام قطاع عام وآخر قطاع خاص، وأعتقد أن القسمين ليسوا بالكفاءة المطلوبة، فالاعلام الحكومي منحاز بشكل شديد ومثير للدهشة للحزب الحاكم ولرجاله، والإعلام الخاص ليس بالمستوي الذي يجب أن يكون عليه وأصبح مملوكاً لرجال أعمال يسيئون الي بعضهم البعض ويستخدمون الاعلام لتصفية حساباتهم دون النظر إلي الحقائق.
قناة التليفزيون العربي بما تعرضه من أعمال الزمن الماضي ربما تضيف بعضاً من الحسرة للمشاهد علي ما فات لأن الأعمال التليفزيونية الحالية لا ترقي إلي مستوي الإعلام المصري القديم فالإعلام الحالي فقد القدرة علي احترام الذات واحترام المشاهد وازداد سوقية وتدنياً في الأخلاق وتخلي عن كثير من القيم، فيكفي أن تشاهد فيلما أو مسلسلا أو حتي برنامجا فتكتشف أن نصف الناس لصوص والنصف الآخر تجار مخدرات والفتيات سيئات السمعة، فهذا شيء يثير القرف..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.