الإدارية العليا: الحكم الجنائي حائز لقوة ولا يجوز النظر فيه من المحكمة التأديبية    الهيئة الوطنية تعقد مؤتمرا صحفيا غدا لإعلان نتائج الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    المشرف القومي للأشخاص ذوي الإعاقة: نحرص على التواجد الميداني في القرى    تراجع طفيف بأسعار الذهب في منتصف تعاملات الأربعاء 24 ديسمبر    البورصة المصرية تختنم تعاملات اليوم بارتفاع جماعي    محافظ قنا يتابع استعدادات انطلاق الموجة ال28 لإزالة التعديات    سلطات الاحتلال تمنع نائب الرئيس الفلسطيني من المشاركة في قداس منتصف الليل ببيت لحم    الكنيست الإسرائيلي يصدق بقراءة تمهيدية على تشكيل لجنة تحقيق سياسية في أحداث 7 أكتوبر    اليمن يدعو مجلس الأمن للضغط على الحوثيين للإفراج عن موظفين أمميين    ليفربول يجتمع مع وكيل محمد صلاح لحسم مستقبله    تقرير سعودي: بنفيكا يضغط للتعاقد مع جناح النصر    بعد قليل.. مؤتمر صحفي لرئيس مجلس الوزراء بحضور وزير المالية    طقس الخميس.. أجواء شديدة البرودة والصغرى بالقاهرة 11 درجة    السكة الحديد: تسيير الرحلة ال41 لنقل الأشقاء السودانيين ضمن مشروع العودة الطوعية    وفاة المخرج الفلسطيني محمد بكري بعد صراع مع المرض    «الصحة»: تقليل ساعات الانتظار في الرعايات والحضانات والطوارئ وخدمات 137    الزراعة تحذر المواطنين من شراء اللحوم مجهولة المصدر والأسعار غير المنطقية    ڤاليو تعتمد الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة العملاء    جامعة قناة السويس تعلن أسماء الفائزين بجائزة الأبحاث العلمية الموجهة لخدمة المجتمع    وفاة الفنان والمخرج الفلسطينى محمد بكرى بعد مسيرة فنية حافلة    غدا.. استكمال محاكمة والد المتهم بقتل زميله وتقطيع جثته فى الإسماعيلية    تشكيل أمم إفريقيا - بلاتي توري يقود وسط بوركينا.. ومهاجم ريال مدريد أساسي مع غينيا الاستوائية    الاجتماع الختامي للجنة الرئيسية لتطوير الإعلام المصري بالأكاديمية الوطنية للتدريب، الإثنين    كوت ديفوار تواجه موزمبيق في الجولة الأولى من كأس أمم إفريقيا 2025.. التوقيت والتشكيل والقنوات الناقلة    تليجراف: عمر مرموش يقترب من مغادرة مانشستر سيتي في يناير    وزير التعليم العالي يعلن أسماء (50) فائزًا بقرعة الحج    ميناء دمياط يستقبل 76 ألف طن واردات متنوعة    تشييع جثمان طارق الأمير من مسجد الرحمن الرحيم بحضور أحمد سعيد عبد الغنى    هل يجوز استخدام شبكات الواى فاى بدون إذن أصحابها؟.. الإفتاء تجيب    بث مباشر.. الجزائر تبدأ مشوارها في كأس أمم إفريقيا 2025 بمواجهة نارية أمام السودان في افتتاح المجموعة الخامسة    الاتصالات: إضافة 1000 منفذ بريد جديد ونشر أكثر من 3 آلاف ماكينة صراف آلى    وفاة أصغر أبناء موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب    سبق تداوله عام 2023.. كشفت ملابسات تداول فيديو تضمن ارتكاب شخص فعل فاضح أمام مدرسة ببولاق أبو العلا    حسام بدراوي يهاجم إماما في المسجد بسبب معلومات مغلوطة عن الحمل    تأجيل محاكمة عامل بتهمة قتل صديقه طعنًا في شبرا الخيمة للفحص النفسي    محافظ الجيزة يتابع الاستعدادات النهائية لإطلاق القافلة الطبية المجانية إلى الواحات البحرية    بالأعشاب والزيوت الطبيعية، علاج التهاب الحلق وتقوية مناعتك    وزيرا التعليم العالي والرياضة يكرمان طلاب الجامعات الفائزين في البطولة العالمية ببرشلونة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    أمم إفريقيا – مدافع السنغال: اللعب في البطولة ليس سهلا.. ونحن من ضمن المرشحين بشط    إيمان العاصي تجمع بين الدراما الاجتماعية والأزمات القانونية في «قسمة العدل»    وزير الري: الدولة المصرية لن تتهاون في صون حقوقها المائية    لتشجيع الاستثمار في الذهب.. وزير البترول يشهد التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق مع آتون مايننج الكندية    كيف واجهت المدارس تحديات كثافات الفصول؟.. وزير التعليم يجيب    بدء اجتماع الحكومة الأسبوعى ويعقبه مؤتمر صحفي    الأوقاف: عناية الإسلام بالطفولة موضوع خطبة الجمعة    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    ضبط أدمن صفحة على فيسبوك نشر شائعات عن ترويج المخدرات والبلطجة    هاني رمزي: أتمنى أن يبقى صلاح في ليفربول.. ويرحل من الباب الكبير    بعد تعرضه لموقف خطر أثناء تصوير مسلسل الكينج.. محمد إمام: ربنا ستر    وزير الصحة: قوة الأمم تقاس اليوم بعقولها المبدعة وقدراتها العلمية    وكيل صحة بني سويف يفاجئ وحدة بياض العرب الصحية ويشدد على معايير الجودة    دبابات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته تطلق النار بكثافة صوب منطقة المواصي جنوب غزة    القومي للطفولة والأمومة يناقش تعزيز حماية الأطفال من العنف والتحرش    وزير الخارجية يتسلم وثائق ومستندات وخرائط تاريخية بعد ترميمها بالهيئة العامة لدار الكتب    حريق هائل بمنطقة صناعية في تولا الروسية بعد هجوم أوكراني بمسيرات (فيديو)    فنزويلا: مشروع قانون يجرم مصادرة ناقلات النفط    ويتكر: المفاوضات حول أوكرانيا تبحث أربع وثائق ختامية رئيسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روزاليوسف سألت الإعلاميين والسياسيين: قناة "التليفزيون العربي" كشفت الإعلام المصري

منذ ما يقرب من 3 أسابيع بدأ بث قناة «التليفزيون العربي» بمناسبة مرور 50 عاما علي ميلاد التليفزيون المصري، تلك القناة التي تحولت فجأة إلي ظاهرة إعلامية نظرا لحجم الإقبال علي مشاهدة المضمون الذي تقدمه رغم أنه في النهاية جزء من تراث إعلامي ضخم مازال يحتفظ به التليفزيون سواء كان برامج أو مسلسلات أو حتي أعمالاً فنية.
الإقبال المتزايد علي مشاهدة القناة كشف بشكل أو بآخر عن أزمة حقيقية يعاني منها التليفزيون المصري الآن، سواء علي مستوي الفكر الذي يحكمه أو حتي إمكانيات الإعلاميين، فالقناة ساهمت في توسيع الفجوة بين المستوي الإعلامي الذي يشاهده المصريون علي شاشة «التليفزيون العربي».. وبين ما يشاهدونه الآن.. كل هذا جعلنا نطرح تساؤلين مهمين أولهما:
لماذا نجحت القناة في خلق هذه الحالة الإعلامية المختلفة؟.. والثاني: كيف ولماذا وصلنا إلي المستوي الإعلامي الذي نراه الآن؟
«روزاليوسف» طرحت هذه الأسئلة علي الإعلاميين الذين عرضت لهم برامج علي القناة ومازالوا بيننا مثلما طرحتها علي عدد من المفكرين والسياسيين أملا في الوصول إلي إجابة.
------------------------------------------------------------------------
ليلي رستم: من الظلم مقارنة التليفزيون العربي بأداء التليفزيون المصري الآن
«التليفزيون العربي» تجربة خفيفة الظل وجديدة لها رونقها الخاص فنحن لم نعتد أن نشاهد هذه الافلام أو البرامج ولكن لا أتصور أنه يمكنها الاستمرار لبعد رمضان خاصة أن بها نوعاً من التكرار. فمثلا البرنامج الذي يذيعون لي منه حلقات كنت قد سجلت منه ما يقرب من 180 حلقة ولكن ما يذاع حتي الآن من البرنامج مجرد 4 حلقات مع «عبد الحليم حافظ - محمد عبد الوهاب - طه حسين وأحمد رمزي» وكأنها موضوعات مقررة علي الثانوية العامة سيتم امتحان الطلبة بها.
ولكن لا أستطيع أن أنكر استمتاعي بالتجربة خاصة عندما أشاهد فقرات ثلاثي أضواء المسرح وغير ذلك من البرامج والمضامين الإعلامية كل هذا يجعلني أجدها تجربة مسلية وجديدة أشجعها بشكل شخصي.
هذه القناة أشبه برجل كبير في السن يطالع اليوم صور حياته منذ ميلاده و حتي الآن.. تذهله ذكريات كان قد نسيها فيتذكرها.. أحيانا يشعر بال«كسوف» وأحيانا يبتسم وفي أحيان أخري يقهقه وهو ينظر في الصور. فهذه القناة أشبه بإنسان يفتح ألبوم صوره يتأمل ويعيد النظر في شبابه وطفولته وإنجازاته وإخفاقاته.
لا يصح أن نقارن بين ما تعرضه هذه القناة وبين الممارسات الإعلامية الآن لأنه ربما تكون قد تغيرت طريقة الأداء الإعلامي نفسها لأن المجتمع نفسه قد تغير. بالطبع لغة الخطاب الإعلامي في البرامج ستبدو أرقي بالنسبة لبعض من يشاهدون القناة ولكن هذا لأن المجتمع نفسه كان أكثر محافظة أما الآن فالمجتمع أكثر تسيبا.. التليفزيون الآن لا يجرؤ علي مجاراة هذا التسيب الاجتماعي ولكنه يحاول أن يعرض بقدر استطاعته للعنف الذي أصبح مسيطرا بأشكال مختلفة علي المجتمع.
ربما يري الناس مشاكل في البرامج الآن مثل أنها تشبه بعضها حيث مائدة مستديرة وأشخاص تتناقش في قضايا اجتماعية وكلهم يتحدثون في نفس اللحظة. أذكر أني عندما استضفت «طه حسين» كان معي في الاستديو 11 أديباً كبيراً وكنت أعرف جيدا أن دوري هو أن أدير الحديث وأتركهم يحرزون الأهداف وليس العكس، ربما لا يحدث هذا الآن ولكن لأنه لم يعد هناك «طه حسين» فمعظم البرامج إما أنها تستضيف فنانين او مطربين فيما عدا محاولات جادة أحترمها.
مرة أخري أعود لأقول إنه إذا كان لدي البعض تحفظات علي لغة الحوار الإعلامي لكونها ليست بالرقي الكافي أو لأن المشاهد أحيانا لا يفهم أي شيء مما يقال فذلك لأن هذا ما يحدث بالضرورة في الندوات والبيوت. الإعلام عموما هو لغة العصر. ولن يستطيع التليفزيون الآن أن يقدم صورة غير حقيقية ولن يستطيع أن يشوه حقائق نراها يوميا في الشارع المصري سواء كنا نتحدث عن اللغة المتردية أو الفوضي وعدم الموضوعية، ولذا أجد أنه ليس من العدل أن نقارن بين المضامين التي تعرضها قناة «التليفزيون العربي» وبين أداء التليفزيون المصري الآن.
------------------------------------------------------------------------
مفيد فوزي: أصبحنا نعتمد علي إبهار عين المشاهد وليس عقله
أعتقد أن هذه القناة كان يمكن أن يطلق عليها قناة التراث أو قناة الأصول كما أن هذه القناة تأخر ميلادها كثيرا ولذلك أعتقد أنها صرخة في وجه التليفزيون الحاضر فقد كنا أبسط ديكورا وأقل إبهاراً ولكن كنا أفضل مضمونا. هذه القناة التي شاركت أنا في فجر عمري فيها هي قناة تتميز بالعمل المحترم الذي سيراه الناس شكلا وموضوعا ورقيا خصوصا أن في ذلك الزمن لم يكن للإعلان أي سلطان فالناس يرون البرنامج أو المسلسل كاملا دون التدخل بطريقة تفسد المتعة كما يحدث الآن حيث يحكم الإعلان الإعلام ببساطة لأن الإعلان يدوس أي شيء أمامه. الإعلان هو البلدوزر الذي يقتحم أي مسلسل أو برنامج ومن أجل عيونه تتكسر القيم وربما تذوب. من أجل الإعلان تخرج البرامج الوقحة وتحت مسمي الجرأة لست ضد الاعلان ولكني ضد سيطرته علي المضامين وإلا سقط الفكر تحت أقدام الفلوس.
أيضا.. لا يزال إعلام اليوم في أغلبه دون معايير مهنية.. كل من أمسك قلما تحول إلي مذيع.. وهذا مضحك.. لأنها مهنة و لها أصول وأنا واحد من الناس قضيت عشر سنوات في ملف الاعداد حتي ظهرت علي الشاشة ولم يكن هدفي الشاشة مطلقا ولكن جهدي رشحني لهذه المسئولية.. مسئولية التقديم والإعداد التليفزيوني.
الآن دون سابق إعداد «يدخل الواحد من دول يقعد قدام ميكروفون ويتكلم يبقي مذيع» إذن المشكلة الآن تتلخص في التالي : إبهار شديد + إعلانات ياما + مسلسلات بكثافة + صورة جيدة إلي جانب مضمون أقل .
------------------------------------------------------------------------
د. حسام بدراوي: القناة أظهرت المعايير المهنية للإعلام التي افتقدناها
فتحت لنا قناة «التليفزيون العربي» آفاقاً جديدة لرؤية ريادة مصر الإعلامية في وقت مضي بعرض الكثير من أعمال كثيرين ممن كنا قد نسيناهم من عمالقة الفكر والأدب والذين أثروا علي المجتمع، وأظهرت أيضاً القناة كفاءات أصبحنا لا نستفيد منها أمثال «سمير صبري وطارق حبيب ودرية شرف الدين» وآخرين قدموا برامج قَيمة وكانوا رواد الإعلام المصري بأفكارهم وإبداعاتهم فكانوا مُتقنين في تقديم برامجهم بكفاءة مهنية عالية وأعطوا الفرصة لضيوفهم بالحديث بعكس الوضع الحالي الذي يظهر فيه اللقاء التليفزيوني وكان هدفه الأساسي تلميع مقدم البرنامج.. فلابد أن أعبر عن مدي إعجابي بفكرة القناة وبما لدي التليفزيون من نماذج يجب الاستفادة بها لتتواصل الأجيال وتكتسب الخبرة والمهنية الإعلامية. وأعتقد أن المادة المعروضة بالقناة مخصصة لفترة زمنية معينة من البث لكن أري أن هذه المواد والبرامج التليفزيونية يجب أن تعرض بشكل مستمر من خلال القنوات والبرامج العادية خاصةً اللقاءات التي أجريت مع عظماء أمثال العقاد وطه حسين والقمم المصرية، ذلك لتأكيد قيمة التليفزيون المصري في وقت كانت جميع الدول العربية تنظر للتليفزيون باعتبار أنه الكعبة الإعلامية الوحيدة.. لكني لا أعتقد أن يستمر بث القناة أكثر من المدة القصيرة المحددة لها لأن هذا غير منطقي وغير موجود بأي مكان بالعالم، لأننا لا يصح أن نعيش في الماضي لكن علينا أن نستفيد منه للمستقبل، فالقناة أظهرت ما كانت عليه مهنية الإعلام من هدوء المقابلات التليفزيونية ولغتها الراقية المستخدمة في الحديث مع الضيوف وعدم مقاطعة النقاش وأيضا تنوع المواضيع وكل ما يُعتبر دروساً فيما يتعلق بالقيم التي كانت موجودة بالمجتمع في ذلك الوقت..
لا أريد أن أتهم الإعلام المعاصر لكنه في كثير من الأحيان يكون تعبيراً عن واقع المجتمع والريادة هي أن تغير الواقع إن لم يتوافق مع القيم المرادة، فكثير من الناس يقولون إن الإعلام هو تعبير عن واقع الحياة، فان كان الواقع فيه تدنِ في النقاش وغضب وخروج عن الآداب، فالاعلام بالتالي يعبر عنه كانعكاس للواقع الذي نعيشه.
الإعلام المصري يعيش حالة من الانفتاح والحرية ويمر بمرحلة مخاض تولدت من انفتاح مطلق وحرية تعبير غير مسبوقة لكن المفترض أن يتولد من ذلك قدر أكبر من الرزانة والرصانة والمهنية التي يجب أن تعود إلي الحوار الإعلامي.
------------------------------------------------------------------------
سوزان حسن: الإعلام الآن أقوي
قديماً كُنا نقدم بعض الأعمال مثل التي تقدم حالياً علي التليفزيون العربي في برامج مختلفة لسنوات طويلة مثل برنامج «والله زمان» لكن القناة أكثر جاذبية لأنها تخصصت في الأعمال القديمة وجمعتها في شاشة واحدة وكانت هذه فرصة كبيرة لإطلاق القناة بمناسبة مرور خمسين عاما علي التليفزيون فكانت بمثابة سبق إعلامي خاصة أن هذا النوع من البرامج لم يتقدم أحد لشرائه. القناة ضمن مشروع الحفاظ علي التراث المستمر من خلال بعض اللجان منذ أن كنت رئيسة للتليفزيون، وأعتقد من قبل ذلك أيضاً، ويتم بشكل متواصل فرز الشرائط القديمة والتخلص من الشرائط التي ليس لها قيمة والاحتفاظ فقط بالمواد ذات القيمة، فالقناة الجديدة هي المعرض الذي نعرض فيه الأعمال بعد عملية الاختيار والفرز الطويلة التي رأست لجنتها «جانت فرج وعزة الإتربي ونانو حمدي» بالاشتراك مع إعلاميين آخرين ورؤساء قنوات علي مدار عشر سنوات، وطوال هذا الوقت كنا متخوفين من تعطل بعض الشرائط القديمة لعدم وجود الأجهزة التي تقوم بتشغيلها نظراً لخامتها القديمة، فكنا مع سباق مع الزمن.
رفعت قناة التليفزيون العربي شعار «كباراً بدأنا وكباراً نستمر» وهذه حقيقة لأن التليفزيون المصري له الريادة وأفرز مبدعين عظماء قدموا أعمالا من وحي خيالهم وإبداعهم الذاتي فكانت البداية تليق حقاً بمكانة مصر لكن بسبب الحروب والنكسة والتمويل الذي انتقل معظمه لأشياء أخري وتأثر الخدمات الرئيسية تأثر التليفزيون بالطبع، وازداد الأمر سوءاً مع التوسع في افتتاح القنوات وكان ذلك سبباً في ضعف مستوي التليفزيون وكنا وقتها غير قادرين مادياً علي هذا التوسع وكانت الكفاءات أقل مما يحتاجه التليفزيون.. لكن الآن الأمر اختلف تماما وأصبح الإعلام أقوي من قبل خاصة في ظل حرية التعبير التي تعتبر «روح الاعلام» فكنا قديماً نعاني من عدمها، فكان لابد من حدوث هذا التطور الذي ظهر جيداً في السنوات الأربع الأخيرة رغم تأخره لفترة طويلة.
------------------------------------------------------------------------
سلمي الشماع: ما شاهدناه أوضح الفارق بين الذوق الإعلامي والعشوائية الإعلامية
فكرة قناة التليفزيون العربي تمت دراستها من قبل وأخذت وقتاً طويلاً وجهداً كبيرا في تجميع المادة التي يتم تقديمها علي القناة حالياً خاصة أن اللجنة التي قامت بهذا العمل قامت باستعراض برامج وأعمال تليفزيونية كثيرة واختارت أهم المواد والتي لم تعرض في أي محطة أخري، وهناك الأعمال التي تعرض لأول مرة منذ سنوات طويلة، لذلك خرجت القناة بمحتوي براق يليق بقيمة التليفزيون المصري وتم بثها في موعدها احتفالا بمرور خمسين عاما علي إطلاق التليفزيون العربي لكن فكرة القناة ليست وليدة اليوم فقد كنت أحد المقترحين لهذا المشروع الكبير.
ما يتم بثه علي القناة الجديدة أوضح الفارق الكبير بين الإعلام في الماضي والإعلام حالياً فقديما كان هناك ذوق رفيع في تقديم المادة الإعلامية وأسلوب معين في التقديم وحسن اختيار الألفاظ بعكس ما يحدث الآن علي شاشات الإعلام الحديث فأصبحنا نسمع ألفاظاً مستجدة علي قاموس اللغة العربية مثل «نفض وفكك» وبعض العبارات الغريبة علي لغتنا وأسماعنا لكن هذا نتاج طبيعي للعشوائية الإعلامية التي نعيشها الآن التي أتاحت لأي شخص العمل بأي مجال دون مراعاة للكفاءة والاختيار الدقيق للعمل المناسب علي عكس الماضي الذي تميز بدقة اختيار مقدمي البرامج ومعدي ومخرجي الأعمال التليفزيونية المختلفة الذين استمروا وقدموا أعمالهم لعدة سنوات والتي مازالت خالدة حتي اليوم فكان هناك إبداع حقيقي دون تزييف للواقع والحقائق.
------------------------------------------------------------------------
صلاح عيسي: تقدمنا للخلف
قناة «التليفزيون العربي» فكرة جيدة لها أهمية كبيرة وهُناك ضرورة لاستمرارها للحفاظ علي التراث حيث إن بعض الدول مثل قطر تقوم الآن بتجهيز قناة فضائية اسمها «تراث» تعرض كل ما هو قديم وتراثي، وتهتم بالأدب وجزء كبير جداً من هذا التراث مصري الأصل، وهنا تكون أهمية قناة مصرية تعرض تراث التليفزيون لتحقيق هدفين أولهما أنها تساهم في إحياء الذاكرة الوطنية بشكل عام بالنسبة للمتفرج المصري وأيضاً العربي، والهدف الآخر هو إتاحة الفرصة لزيادة اهتمامنا بما لدينا من تراث بصري تليفزيوني بعد إعادة ترميمه بل وأعتقد أنه سيتم الإضافة إليه وبمرور الوقت ستزداد أهمية القناة خاصة بالنسبة للأجيال الشابة التي لم تعاصر هذا التراث وبالتالي فمن الممكن أن تمول القناة ذاتها في الوقت نفسه الذي يتم فيه الحفاظ علي حقوق الملكية بالنسبة للمواد البصرية التي يملكها التليفزيون..
هُناك دائما حنين للماضي، فلا نستطيع أن نقول إن كل ما كان في الماضي جميع وكل ما هو في الحاضر قبيح لانها مبالغة شديدة لكن شعورنا بهذا الفارق بين الذي كان يقدم علي الشاشات قديماً وبين ما يقدم الآن تَولد نتيجة الخلط في تقييم الأشياء فالقيم الإعلامية التي نراها في البرامج التي تذاع علي شاشة ''«التليفزيون العربي» تجعلنا نشعر وكأننا تقدمنا للخلف. مصر بشكل عام علي كل مستوياتها الإعلامية والسياسية والاجتماعية تمر بمرحلة تحول، والإعلام المصري بشكل خاص يتقدم للأمام بمساحة أوسع من الحرية والإبداع، فالحرية قادرة علي أن تنظم نفسها بنفسها.. ولكل زمن مناخه وظروفه ولا يمكن تقييم أي شيء خارج زمنه.
------------------------------------------------------------------------
يوسف شريف رزق الله: كثير من المذيعين الآن يفتقدون الكاريزما
كان من الطبيعي بمُناسبة مرور 50 عاماً علي ميلاد التليفزيون المصري أن يحدث هذا الاهتمام بتقديم التراث التليفزيوني لأن الجمهور يُريد أن يشاهد ما قدمه التليفزيون في سنواته الأولي من خلال برامج مشاهير وكبار الإعلاميين.. وأتصور أن هذا التراث الموجود في التليفزيون بعضه لايزال موجوداً، والبعض الآخر قد اختفي، لكن علي الأقل مُنذ بداية عام 2010 والتليفزيون المصري حريص علي أن يُنقب ليخرج بكل ما هو جديد وما هو صالح للعرض، فهي مسألة مُهمة للأجيال التي لا تعرف أي شيء عن هذه الفترة سواء من حيث الأخبار أو المواقف السياسية أو من حيث الإعلاميين الذين صنعوا التليفزيون.
أعتقد أن سبب نجاح البرامج القديمة مقارنة بالوضع الإعلامي الآن يرجع لافتقاد البرامج للمُذيعين الذين لديهم كاريزما، وعلي الرغم من أن بعض البرامج يوجد بها مُذيعون مُتميزون، إلا أنها ليست شبيهة بتلك التي كان يعدها كبار الصحفيين والكُتاب أمثال «أنيس منصور ومفيد فوزي»، وهولاء لهم خبرة كبيرة، وهذا ما يجعلنا نشعر بأن برامج الماضي لها مضمون وقيمة عما هو الآن.
------------------------------------------------------------------------
محمود سلطان: المذيعون يأتون الآن بالضيوف عشان يمسحوا بيهم البلاط
فكرة استخدام التراث هي فكرة موجودة وليست وليدة الصدفة أو الموقف، فكان هذا يحدث قديماً في التليفزيون المصري من خلال برنامج «كنوز»، والذي يُقدم أشهر البرامج القديمة وإعلامييها، وكان يجد صدي في نفوس الجمهور، خاصةً أن الجيل القديم من خلال قناة التليفزيون العربي يذكر الجيل الحالي بتاريخه والمُناسبات التي مرت قبل ميلاده وغيرها من الأمور التي يجب أن يعرفها الجيل الجديد.
من الطبيعي جداً أن تشعر بفارق بين البرامج القديمة والآن - والفارق لصالح القديمة - وذلك لأنه كانت تسود علاقات مودة بين الضيف والمُذيع، فيما يتعلق بالاهتمام بالضيف وكيفية التعامل معه، فهناك تقاليد تربينا عليها عند التعامل مع الضيوف.. حتي لو كان هذا اللقاء مع صديق، ففي خارج الاستديو أنتما أصدقاء، لكن في الداخل الوضع يختلف ويسود الاحترام والنظام.. أما اليوم فمُعظم المُذيعين يأتون بالضيف «عشان يمسحوا بيه البلاط»، مع أن الضيف هو نجم الحلقة، ولديه معلومات، من مصلحة الجمهور أن يعرفها بالشكل اللائق. هذا بجانب المهنية التي كانت تسود العمل الإعلامي، فهناك طُرق لكيفية طرح السؤال، وكيفية التعامل مع الضيوف، وكيفية التعامل مع فريق عمل البرنامج والجمهور، وكيف تُحقق توازناً بين الآراء، وكيف توجه الأسئلة بشكل متوازن أيضاً، وكيف تستنبط أسئلة من إجابات، وكيف تهتم بالضيف مع أن ما يقوله قد يكون كلاماً مُكرراً، لكن اهتمامك بالضيف يؤدي إلي اهتمام الضيف بخروج معلومات جديدة للإفادة، وهو ما لا يحدث الآن.
------------------------------------------------------------------------
رفعت السعيد: الإعلامي الحالي لا يقارن بما شاهدناه
إذا كنا نتحدث عن قناة «ا'لتليفزيون العربي» فدعوني أعترف بأن الإعلام في الماضي خاصة في فترة ثورة يوليو كان أحادي النظرة يمثل السلطة فقط فكان غير قادر علي الانتقاد وغير راغب فيه، فكان أقل خطأ اعلامي وقتها يؤدي بصاحبه إلي السجن أو النقل لشركة اللحوم وشركة الدواجن.
أما الإعلام في الفترة الحالية فينقسم إلي إعلام قطاع عام وآخر قطاع خاص، وأعتقد أن القسمين ليسوا بالكفاءة المطلوبة، فالاعلام الحكومي منحاز بشكل شديد ومثير للدهشة للحزب الحاكم ولرجاله، والإعلام الخاص ليس بالمستوي الذي يجب أن يكون عليه وأصبح مملوكاً لرجال أعمال يسيئون الي بعضهم البعض ويستخدمون الاعلام لتصفية حساباتهم دون النظر إلي الحقائق.
قناة التليفزيون العربي بما تعرضه من أعمال الزمن الماضي ربما تضيف بعضاً من الحسرة للمشاهد علي ما فات لأن الأعمال التليفزيونية الحالية لا ترقي إلي مستوي الإعلام المصري القديم فالإعلام الحالي فقد القدرة علي احترام الذات واحترام المشاهد وازداد سوقية وتدنياً في الأخلاق وتخلي عن كثير من القيم، فيكفي أن تشاهد فيلما أو مسلسلا أو حتي برنامجا فتكتشف أن نصف الناس لصوص والنصف الآخر تجار مخدرات والفتيات سيئات السمعة، فهذا شيء يثير القرف..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.