أكد عدد كبير من خبراء البنوك أن السوق المصرية مازالت قادرة علي جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة وذلك لأن رأس المال يبحث دائما عن الاستقرار مؤكدين أن السوق المصرية تعتبر أفضل من مثيلاتها. وقالوا إن خروج بعض الأموال من السوق يعتبر أمرا طبيعيا نظرا لما تشهده الأسواق العالمية من أزمات مالية ألقت بظلالها السلبية علي جميع الاسواق بما فيها السوق المصرية. وأضافوا أن كل الاقتصادات العالمية تعاني أزمات مختلفة ومن ثم فعند زوال تلك الأسباب فإن الأمور سوف تعود إلي معدلاتها الطبيعية. في البداية يؤكد عمرو طنطاوي رئيس قطاع الفروع والعمليات المصرفية ببنك مصر إيران للتنمية أن رءوس الاموال عادة ما تبحث عن الامان والاستقرار والمناخ الاقتصادي المستقر الذي يمكن من خلاله تحقيق الاهداف الاستثمارية. ويضيف أن رءوس الأموال الأجنبية جاءت منذ البداية إلي السوق المصرية لانها وجدت في هذه السوق المناخ المناسب للاستثمار ولكن مع حدوث الازمة المالية العالمية وآثارها السلبية علي جميع الأسواق الاقتصادية بما فيها السوق المصرية أسهم بشكل مباشرة في خروج جزء من الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة. ويقول عمرو طنطاوي إنه في فترة من الفترات تم التوجه إلي تطبيق برنامج الخصخصة الذي ترتب عليه دخول استثمارات أجنبية وعربية إلي السوق المصرية سواء كان ذلك في شكل بنوك أجنبية وعربية أو شركات اتصالات وغيرها. ويستطرد قائلا: إن كل هذه الأمور أسهمت بشكل فعال في تشجيع المستثمرين علي دخول السوق المصرية وجذب استثمارات أجنبية وعملات صعبة مشيرا إلي أنه في نفس الوقت كانت هذه المشروعات تقوم بتوريد أرباحها السنوية إلي الخارج. ويؤكد طنطاوي أن السوق المصرية مازالت مهيأة لجذب الاستثمارات الأجنبية ولكن هذا يتطلب تقديم بعض البدائل والأساليب التي من شأنها تشجيع المستثمرين علي الاستثمار في السوق المصرية مشيرا إلي ضرورة ارضاء جميع الاطراف سواء المستثمرون أو العمالة المحلية وضمان حقوقهم وفي نفس الوقت عدم تكبيد المستثمر بعمالة زائدة لأنه جاء ليحقق مكاسب وليس للخسارة. ويضيف أن خروج جزء من الأموال الأجنبية من السوق يعتبر حدثا عارضا والسبب فيه الازمة المالية العمالية التي مازالت آثارها تؤثر علي جميع الاسواق. ومن جانبه، يذكر مصطفي الصحن الممثل الاقليمي لبنك جي بي مورجان تشيس ان السوق المصرية مازالت جاذبة للمستثمرين الأجانب مقارنة بباقي الدول الأخري سواء دول الخليج أو أوروبا مؤكدا أن غالبية هذه الدول يوجد لديها مشكلات وعقبات كثيرة أمام المستثمرين. ويضيف أن البورصة المصرية رغم ما شهدته مؤخرا من انخفاضات حادة فإنها مازالت من أكثر البورصات جاذبية، مؤكدا أنه عند النظر إلي متوسط أسعار الأسهم المتداولة في السوق خلال عام تقريبا سنجد أنها من أفضل البورصات مقارنة بالأسواق الناشئة الأخري. ويقول مصطفي الصحن إن كل الاقتصادات العالمية تعاني حاليا أزمات مختلفة مطالبا بضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات المتكاملة بالاضافة إلي قيام سفراء مصر بالدول المختلفة بالتسويق للسوق المصرية. ويتفق مع الاراء السابقة مصدر مسئول بأحد البنوك الاجنبية العاملة في السوق المصرية قائلا: إن السوق مازالت جاذبة للاستثمارات الأجنبية وذلك لارتفاع العوائد علي الاستثمار سواء كانت علي الاذون والشهادات بالإضافة إلي الاستثمار في البورصة، حيث إن أسعار الأسهم بالسوق مازالت متدنية للغاية ومن ثم فهي مغرية للشراء. ويضيف أن هيئة الاستثمار شرعت خلال الآونة الاخيرة بطرح مجموعة من القوانين التي تشجع المستثمرين علي دخول السوق المصرية، مشيرا إلي أن الحكومة عندما تصدر قوانين أو تشريعات معينة تراعي فيها الصالح العام وتأثيرها علي المستثمرين الأجانب.