أكد محمد فريد خميس رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والخدمات لمجموعة ال 15 أن العولمة تسببت في ظلم فادح لدول الجنوب وتحولت الوعود المتعلقة بآثارها الايجابية علي سكان العالم إلي مجرد أوهام.. وقال خميس في كلمته أمام المؤتمر السادس عشر لمجموعة ال 15 في طهران والتي ألقاها نيابة عنه الدكتور وجيه دكروري أمين عام الاتحاد إن أزمة منطقة اليورو ربما تفوق في آثارها أزمة الرهون العقارية مطالبا بإجراء تسوية اقتصادية وسياسية عالمية جديدة وإعادة هيكلة صندوق النقد الدوي الذي فشل فشلا ذريعا في تنسيق السياسات الاقتصادية العالمية.. وإلي نص الكلمة.. منذ مائة عامة مضت، كانت هوة الفقر الإجمالية المقاسة بنسبة متوسط الدخل في أغني دول العالم إلي متوسط الدخل في الدول الأكثر فقرا 9 : ،1 ونحن الآن في القرن الحادي والعشرين، فقد اتسعت الفجوة ووصلت إلي 70 : ،1 وهذا يعني أن التنمية في العالم النامي أصبحت أكثر تراجعا مما كانت عليه عند بداية القرن الماضي، ان العولمة لم تؤد إلي ما يسمي بالاعتماد المتبادل، بل إلي الاعتمادية وبدلا من توليد الثروة، فهناك انحسار للثروة وانتشار للفقر علي نطاق واسع، والتنمية لم تصبح عامة للجميع، وحتي لم تتقاسمها الشعوب بالتساوي، بل علي العكس من ذلك، فإن الفجوة بين الشمال والجنوب أصبحت ضخمة الآن، وتيارات الأقلام المستفيدة من هذا التناقض في الدفاع عن العولمة، وحملوا العالم النامي - بكل الصلافة وعدم الانصاف - أسباب عدم استدامة التنمية وعدم جني مغانم النظام الاقتصادي العالمي الجديد. ** معالم الصورة وتتضح معالم هذه الصورة بدرجة أكبر، عند تدارس الأوضاع المأساوية التي تلم بدول الجنوب، ففيها يعاني حوالي مليار شخص من الجوع، و800 مليون من البالغين يعانون من الأمية و654 مليونا يعيشون الآن ولن تتعدي أعمارهم الأربعين عاما. وبالنسبة للوجه القاسي للنظام الاقتصادي العالمي، يشهد الجنوب كل عام وفاة أكثر من 11 مليونا من الأطفال دون سن الخامسة بسبب الأمراض، ويجسد ذلك المعدلات المروعة التي تصل إلي 30 ألفا كل يوم، 21 كل دقيقة، 10 كل 30 ثانية، كذا، فإنه في دول عديدة من الجنوب تصل نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أكثر من 50%، وطبقا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" فإن الطفل الذي يولد في دول العالم الأول يستهلك طوال حياته ما يعادل استهلاك 50 طفلا من دول العالم النامي، أما بخصوص صورة الأوضاع التي صاحبت ثورة المعلومات، فالأمر لا يختلف كثيرا، وتشير الدراسات إلي أن دول الشمال الغني تمثل 15% فقط من تعداد سكان العالم ومع ذلك فإن 85% من إجمالي مستخدمي شبكة المعلومات العالمية "الإنترنت" من هذه الدول، 97% من براءات الاختراع تسجل لهم، وتبلغ متوسط سنوات الدراسة فيها أكثر من 10 سنوات بينما لا تتعدي هذه السنوات في دول العالم النامي 3،7 سنة، ولقد بينت دراسات البنك الدولي أن متوسط سنوات الدراسة قبل المرحلة الجامعية في الدول ذات الدخل الأعلي 11 سنة، أما الدول الفقيرة فيبلغ 4 سنوات. قد أوصي النظام التجاري العالمي الجديد دولنا بأقصي درجات التحرر المالي وحرية الصرف لتحقيق تدفق أكبر لرؤوس الأموال الأجنبية ومزيد من الاستقرار، لكن في سنوات العولمة اشتدت الأزمات المالية وتسارعت وتيرتها بصورة لم يسبق لها مثيل، والديون الإقليمية التي لم يكن لها وجود بعد انتهاء الحرب العالمي الثانية تبلغ اليوم 750 مليار دولار لدول أمريكا اللاتينية وهي الأكثر ارتفاعا في العالم مقارنة بنسبتها لعدد السكان وهي توازي في بعض البلدن أكثر من نصف الناتج الإجمالي المحلي، وبين عامي 1995 و2000 لا غير، دفعت أمريكا اللاتينية عن ديونها الخارجية ما يعادل تريليونا و528 مليار دولار، أي ضعف ديونها الحالية مما جعل معدل مدفوعاتها السنوي بقيمة 118 مليار دولار، أي أنها تسدد كامل ديونها مرة كل 6،3 سنة، ان هذا العبء مازال قائما دون تغيير ولا نهاية.