انعقد بدمشق وبرعاية الرئيس بشار الأسد مؤتمر "العروبة والمستقبل" في الفترة ما بين 15 19 مايو الحالي.. وقد ضم نخبة من المفكرين العرب توافدوا من الأقطار العربية.. أما الدكتورة "نجاح العطار" نائبة الرئيس بشار فلقد داومت علي حضور جلسات المؤتمر الذي بحث قضايا العروبة من خلال محاور مهمة منها العروبة واللغة، والعروبة والعولمة والهوية والقضية الفلسطينية، والعروبة والتنوع الإثني، والحداثة والعروبة والأصولية الطائفية والمذهبية ومخاطر الهيمنة. ** العروبة هوية ومشروع وحدوي تناول المؤتمر فكرة العروبة ومكوناتها علي أنها واقع موضوعي ووعي بالانتماء وهوية متطورة ومشروع وحدوي يعني إحياء للأمة وكفاحا يوفق بين الوطني والقومي، ورابطة تقوم علي اللغة والتاريخ والأرض والتعدد.. وتعد اللغة أهم عامل من حيث كونها منبعا للتعبير عن المشترك والوجدان والعقل.. ولقد أتيح لنخبة المفكرين المشاركة بآرائهم من خلال أطروحات غنية بالكثير من الأفكار وكلها تنشد دعم مصطلح العروبة وإثراء مستقبلها. ** الحلم قابل للتحقيق لقد استدعي عقد هذا المؤتمر تجربة الاتحاد الأوروبي، فرغم كل التناقضات القومية والدينية والعرقية واللغوية والطائفية والمذهبية، ورغم كل الخلافات السياسية والاقتصادية عبر التاريخ والتي مازالت امتداداتها إلي اليوم إلا أن الاتحاد أبرم بين الدول الأوروبية. وعليه كان من الأهمية بمكان تسليط الضوء علي حقيقة تقول بأنه من باب أولي أن تتحقق الوحدة العربية علي أساس كونها حلما قابلا للتطبيق لاسيما وأن تطبيقها سيعتبر بمثابة الكابوس المرعب الذي يؤرق مضاجع الأعداء ممن يعملون جاهدين علي عرقلة تحقيق الحلم.. لقد جاء المؤتمر ليحرك المياه الراكدة بالنسبة لموضوع العروبة والمستقبل والذي كان وسيظل مثار جدل ونقاش دائم، فالآمال ترنو إلي أن تحدث المعجزة وتتمكن العروبة من ترسيخ نفسها عبر دول تجمعها قواسم مشتركة تؤكد عمق اللحمة وتعذر انفصام أجزائها. ** قيمة إنسانية وليست عنصرية طُرح في المؤتمر حديث عن الدولة القومية وترسيخ قيم التسامح بها وتفعيله وممارسته في الفكر العروبي لأن إهماله من شأنه أن يولد آثارا خطيرة تنعكس بالسلب علي الهدف العروبي الجامع وهو توحيد العرب.. بل إن الخطر عندئذ لن يقتصر علي مشروع الوحدة العربية فقط وإنما سيتعداه إلي الدولة القطرية واحتمال تفتتها وتقسيمها بذريعة عدم احترام حقوق الأقليات الدينية الموجودة فيها.. ولذا وجب ترسيخ قيم التسامح الديني وتفعيلها علي أرض الواقع، فالتسامح هنا مقترن بالعروبة بوصفها قيمة إنسانية وليست عنصرية.. وفي هذا الإطار قدم المشاركون في المؤتمر أطروحات تحدثت عن العروبة كأمل وقيمة فكرية وسياسية وحضارية وإنسانية تكفل إقامة دولة عصرية ترفع راية المواطنة التي تكفل المساواة بين الجميع دون أدني إحساس بالانتقاص أو الدونية. ** إسرائيل وذريعة التفتيت لعل إحدي القضايا المهمة التي تطرق إليها مؤتمر العروبة والمستقبل هي مخاطر التفتيت التي قد تتعرض لها أي دولة في المنطقة، فاليوم تسري المخاوف من تقسيم العراق والسودان وهو ما يؤدي بالتبعية إلي استغلال الأعداء للاختلاف المذهبي والديني كذريعة لتفتيت أي دولة وتجزئتها وهي ذريعة تبحث عنها إسرائيل دوما لتحقيق بغيتها في تقسيم الدول العربية كي يؤول لها الهيمنة علي المنطقة. ولا يخفي أن إسرائيل تلعب علي إثارة غرائز الأقليات وتوظيفها في مشروع التفكيك والهيمنة وفقا لنظرية شد الأطراف ثم بترها.. ويشار هنا إلي أن شارون كان قد قدم تقريرا في الثمانينيات تحدث فيه عن استراتيجية إسرائيل في المحافظة علي الوضع الراهن في المنطقة بصيغته العربية الممزقة المفككة.. وفي عام 1982 قدمت دراسة استراتيجية لوزارتي الدفاع والخارجية الإسرائيليتين وفيها أن اتفاق كامب ديفيد مع مصر كان خطيئة ارتكبتها