نأخذ تغيرات المناخ في حساباتنا وخططنا الاستراتيجية لمستقبل الغذاء بالوطن العربي وكذلك تأثير هذه المتغيرات علي حجم الطلب والإنتاج خلال السنوات العشر القادمة. وقال إن العرب هم الخاسر الأكبر في أزمة الغذاء العالمية حيث يستوردون أكثر من 50% من غذائهم من الخارج بما فيها مصر التي كانت في يوم سلة غذاء العرب جاء هذا في ندوة "ثلاثية الماء والغذاء والطاقة" التي أقيمت مؤخرا بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية التي نظمتها الجمعية العلمية للصناعات الغذائية وقسم الأراضي والمياه وأدارها الدكتور إبراهيم عطية والباحث علاء حسب الله أعضاء مجلس إدارة الجمعية وشارك فيها أكثر من 120 أستاذا وباحثا. وحذر الدكتور نادر نور الدين أن العرب سيواجهون أيضا أزمة مياه خطيرة وطاحنة بسبب ندرة المياه ودخول العرب نفق الفقر المائي بندرة مياه تقل عن 700 متر مكعب سنويا في مصر و168 مترا مكعبا بالخليج وستتأثر بالأزمة 12 دولة عربية وستصل ندرة المياه بالكويت إلي أقل من 10 أمتار مكعبة للفرد عام 2050 مما يستدعي وضع خطط طويلة الأجل خاصة أن الدول العربية تحتل 10% من مساحة العالم وتستقبل 2% من الأمطار فقط.. وأكد الباحث أن العرب يستوردون 73% من احتياجاتهم من الحبوب وأن مجلس الحبوب الأمريكي أعلن أن مصر هي أكبر دولة بالعالم استيرادا للقمح "حوالي 10 ملايين طن عام 2009" وهو الرقم الذي سيتم استيراده عام 2010 أيضا.. وأن مصر دفعت 18 مليار جنيه عام 2007 عام أزمة الغذاء من أجل استيراد القمح وهي أعلي فاتورة دفعتها موازنة مصر من أجل استيراد القمح في تاريخها!! وتأتي إيران بعد مصر بحوالي 9 ملايين طن قمح. وترجع أسباب تزايد الطلب العربي علي الغذاء إلي عدة أسباب أهمها التزايد السكاني الكبير والمخيف في الوطن العربي بنسبة 7.1% في حين أن المتوسط العالمي حوالي 1%.. كما أن الدول العربية تعاني من تدهور التربة المستمرة وكذلك أخطار التصحر.. وأشارت الندوة إلي الفجوة التكنولوجية والتقنيات المستخدمة في الزراعة في الوطن العربي مما يهدد بزيادة الفاقد من إنتاجنا الزراعي بسبب عدم استخدام التكنولوجيا الحديثة في الحصاد والنقل والتخزين وعمليات الزراعة نفسها.. وكذلك ارتفاع أسعار الأسمدة وخطط تحريرها التي أصبحنا نسمع عنها بكثرة هذه الأيام مما يهدد الفلاح المصري والعربي ويدفع أسعار المحاصيل إلي أعلي ويقلل الإنتاج.. وطالب المشاركون بضرورة استمرار سياسات دعم الفلاح العربي حتي يستمر في الإنتاج وتوفير الغذاء وتقليل الواردات. كما تناولت الندوة المخاطر التي تواجهها منطقة الدلتا الزراعية بمصر حيث زادت نسبة ملوحة التربة بنسب تتقارب من 25% وفي العراق 50% وهذا يحتاج لسياسات مائية لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يهدد الزراعة العربية. كما أشار الباحث إلي أن السودان غير مؤهلة حاليا لتكون سلة غذاء العرب حيث تستورد 30% من الحبوب ولا تستطيع تحقيق اكتفاء ذاتي إلا بعد أكثر من 50 سنة حيث تحتاج السودان إلي ضخ استثمارات ضخمة في البنية الأساسية الزراعية وضرورة الاتجاه إلي زراعة الذرة وقصب السكر والحبوب، كما أن مخاطر عدم الاستقرار وحروب الجنوب ودارفور وتقسيم السودان كلها مخاطر تهدد الاستثمار والاستقرار في هذه الدولة العربية الشقيقة. وطالبت الندوة بضرورة وضع استراتيجية عربية موحدة للاستثمار الزراعي والغذاء حتي لا يأتي يوم لا نجد فيه الغذاء، حيث تؤكد المؤشرات أن استيراد العرب من الغذاء سيزيد حوالي 64% في السنوات القليلة القادمة وكذلك في اللحوم والألبان مما يستدعي زيادة استثماراتنا في الثروات الحيوانية أيضا!! وطالبت الندوة بالحفاظ علي المياه العربية النادرة في أنهار النيل والفرات ودجلة وغيرها حيث تهدر مصر حوالي 20 مليار متر مكعب من المياه سنويا بسبب ضعف الشبكات والتبخر والسياسات المائية التي يتحكم فيها الاقتصاديون وليس خبراء الزراعة وكذلك زيادة الاستثمارات العربية في الحقل الزراعي وفتح آفاق جديدة للتعاون العربي - العربي في مجال الزراعة والري.