حذر الدكتور جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات من استمرار أزمة الثقة بين المواطن والحكومة وقال للأسف إن هناك العديد من المواطنين يلجأون إلي الرئيس مبارك لحل مشاكلهم وأزماتهم.. وقال "للأسف هناك بعض المسئوليين دون المستوي المطلوب". وأكد الملط أن الإدارة في مصر تعاني من أمراض مزمنة ولديها نوع من الهشاشة وقال أمام هذه الأمراض المزمنة يتدخل الرئيس مبارك بطريقة مباشرة لمواجهة سلسلة من الأخطاء التي ترتكبها عشرات الأجهزة الحكومية مدللا علي ذلك بعبارات الرئيس مبارك التي أكد من خلالها أن مشكلة مصر إدارة ورقابة ومحاسبة. وكشف الملط عن وجود 180 تقريرا اعدها الجهاز يحمل العديد من الظواهر السلبية الخطيرة مطالبا بإجراء استفتاء محايد وليس استفتاء حكومة للتأكد من فقدان الثقة لدي المواطن في الحكومة. وانتقد الملط بشدة ما سماه كثرة التصريحات الوردية التي يطلقها بعض الوزراء والمحافظين والتي لم يتحقق منها إلا القليل كما انتقد عجز المسئولين وعدم قدرتهم بالتعامل مع وسائل الإعلام وعدم الشفافية والتحرك السريع وعدم اختيار الشخص المناسب الذي يتحدث مع وسائل الاعلام وعجز بعض أجهزة الدولة في تسويق القرارات العاجلة التي تمس المصلحة العليا للبالد خاصة فيما يخص الانشاءات الهندسية وحق مصر في الدفاع عن حدودها وأمنها القومي وقال للأسف المسئولين ظلوا صامتين حتي علم الرأي العام بالاخبار من "برة" ثم بدأ المسئولون بعد ذلك واحد يتكلم يمين واخر يتكلم شمال بعد أن تشبع الناس بالاخبار الخارجية وقال الملط في سخرية نحن نحتاج إلي مخرج عالمي لتسويق أخبارنا العاجلة وكيفية الدفاع عنها. وكشف الملط أمام اجتماع لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب أمس برئاسة أحمد عز عند استعراض الحساب الختامي للدولة للسنة المالية 2008/2009 عن زيادة الفجوة بين الاستخدامات والايرادات العامة وصلت إلي 90 مليار جنيه بعد أن كانت تلك الفجوة في سنوات سابقة 34 مليار جنيه وقال إن المديونية الخارجية وصلت إلي 31 مليار دولار مقابل 33،9 مليار دولار عن عام 2007/2008 مرجعا الفضل في انخفاض المديونية الخارجية إلي الرئيس مبارك وليس إلي الحكومة. وقال الملط إن الدين العام تخطي الحدود الآمنة بعد أن وصل إلي 761 مليار جنيه بنسبة 73،3% من الناتج المحلي الاجمالي في حين وصلت هذه النسبة في الأردن إلي 38،2% وسوريا 17% والجزائر 6،7% واليمن 6،6% وألمانيا 60% وفرنسا 57% وأمريكا 49،9% ولندن 45% وكندا 21،9%.. وأكد الملط أن نصيب متوسط الفرد من الدين الخارجي والداخلي بلغ 9526 جنيها عام 2008/2009 مقابل 8478 جنيها عام 2007/2008. أوضح الملط عند استعراضه للحساب الختامي للدولة أن نسبة الدين الخارجي والداخلي إلي الناتج المحلي الاجمالي تصل إلي 90،3% فيما أكد أن 25% من الموارد العامة تذهب لسداد الأقساط والفوائد الخارجية وقال إن عبء خدمة الدين العام الحكومي الداخلي والخارجي تصل إلي 69،6%. وأكد الملط أن نسبة التضخم وصلت إلي أعلي معدلاتها بعد أن وصلت إلي 16،2% عام 2008/2009 بعد أن كانت هذه النسبة خلال السنوات الماضية 4،2% و10،9% و11،7%. وحول ارتفاع الأسعار أكد الملط أن نسبة الارتفاع وصلت إلي 17% بالنسبة للسلع والخدمات عام 2008/2009 مشيرا إلي ارتفاع أسعار أقسام الشراب والطعام إلي 21% والفاكهة إلي 38،3% واللبن والجبن والبيض إلي 32% والزيت إلي 23،5% والخضار إلي 23،3% والسمك إلي 20،3% واللحوم إلي 17،5%.