أكد عدنان يوسف رئيس اتحاد المصارف العربية ان البنوك العربية مجتمعة حققت نموا ما بين 3-4% في النصف الأول علي عكس حال مثيلاتها الأوروبية التي حققت في مجملها خسائر، كما أكد يوسف أن أيا من البنوك العربية لن تتعرض لإفلاسات بسبب تداعيات الأزمة المالية كما حدث مع بنوك غربية . وأوضح يوسف أن كل البنوك التي أعلنت نتائجها المالية للشهور الستة الأولي للعام سجلت نموا في الميزانية والأرباح والودائع. ونوه الي مبادرة المصرف المركزي الإماراتي بضخ سيولة كبيرة للقطاع المصرفي سابقا بذلك البنوك المركزية الخليجية الأخري، وهي السيولة التي عززت وضع القطاع وجعلته يتمكن من تجاوز الأزمة سريعا، كما أنها سدت الفجوة التي خلفتها عمليات انسحاب السيولة الأجنبية من الإمارات لتغطية مراكز في الخارج. ونفي يوسف تعرض مجموعة البركة لأزمة مجموعتي سعد والقصيبي، موضحا أن المصارف المركزية تحركت سريعا لمواجهة تداعيات هذه الأزمة علي بعض المصارف الخليجية، كما أوضح في الوقت ذاته أن البركة تستعد لإطلاق اكتتاب بنك البركة في سوريا يوم 4 أكتوبر المقبل برأسمال 100 مليون دولار، وتخطط لتوسع في أندونيسيا في 2010 التي تحتفظ حاليا بمكتب تمثيلي فيها. وحول تأخر تأسيس بنك الاستخلاف أو الإعمار الذي سيكون أكبر بنك إسلامي في العالم الذي سبق الإعلان عنه من قبل المجلس الأعلي للبنوك الإسلامية قال يوسف إن التأخير يرجع لسببين أولهما فني يتعلق بعدم ملاءمة النظم المصرفية الخليجية لفكرة تأسيس البنك حيث تسمح النظم القائمة بتخصيص فئة واحدة للأسهم بينما يعتمد البنك صيغة تضم 3 فئات للأسهم ، ولم يجد مكانا سوي البحرين لديه نموذج لرؤوس الأموال المتغيرة حيث حصل البنك علي موافقة الجهات الرسمية، أما السبب الثاني للتأخير فقد كان الأزمة المالية التي أخرت حركة التأسيس ما بين 4 و5 شهور، موضحا أن الأمور الآن تسير بشكل جيد حيث تم عقد اجتماع للمؤسسين الأسبوع الماضي وسيتم الإعلان عن خطوات جديدة قريبا. وقال يوسف إن البنوك الإسلامية لم تستطع أن تقدم النموذج الاقتصادي الإسلامي بصورة مؤسساتية للغرب الذي لايعرف العاطفة أو التعامل مع الأشخاص ، ولكن الاهتمام الإعلامي العالمي هو الذي ألقي الضوء علي المصارف الإسلامية التي كان تأثرها بالأزمة ضعيفا بسبب لوائحها الشرعية التي ترفض التعامل بالفوائد وترفض المتاجرة في الديون والمشتقات المالية ، موضحا أن هناك الآن انفتاحا غربيا علي الصيرفة الإسلامية حيث رحبت فرنسا بفتح فرع لمجموعة البركة في باريس إضافة إلي بنوك إسلامية في دول أخري مثل بريطانيا ، كما أن بعض الدول الأوروبية والآسيوية انفتحت علي إصدار الصكوك الإسلامية مثل ألمانياوفرنسا وبريطانيا واليابان وهونج كونج، كما أن العديد من الجامعات الأوروبية بدأت تفتح أبوابها لتدريس التمويل الإسلامي في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا ، مشيرا إلي أنه شخصيا يشرف علي عدة رسائل للماجستير والدكتوراه في دول اوروبية. وحول الخلاف بين البنوك الإسلامية في شرعية بعض المنتجات قال يوسف إن هناك اتفاقا في 93% من المسائل والخلاف يدور حول 7% فقط من الفتاوي خاصة في موضوع التورق ، وهذا الخلاف يرجع لتعدد المدارس الفقهية، لكنه أوضح أن الخلافات تضيق يوما بعد يوم مع وجود هيئة المحاسبة الإسلامية ومع تواصل ندوات "البركة" التي إحتفلت الأسبوع الماضي بعيدها الثلاثين. وحول توقعاته بشأن انتهاء الأزمة العالمية قال يوسف إن الأزمة المالية انتهت بالفعل بفضل ضخ السيولة الكبيرة من المصارف المركزية والمشاريع الضخمة في الدول الغربية ، أما الأزمة الاقتصادية فهي في طور الحل بشرط استمرار الجهود الحكومية، مشيرا إلي أن اجتماع صندوق النقد في تركيا في أكتوبر المقبل وكذا اجتماع مجموعة العشرين سيسفران عن قرارات مهمة لمصلحة الاقتصاد العالمي. وقال يوسف إن البنوك العربية كان لديها استشعار مبكر بالأزمة المالية العالمية حيث حذرت بصوت عال في مؤتمرها الذي انعقد في يونية 2008 في باريس من حدوث الأزمة وهو ما تحقق بعد 3 شهور فقط.