في أحدث التقارير وصف قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال الوضع هناك بأنه "خطير" وذلك في تقرير تقييم قدمه للمسئولين العسكريين في الحلف ونظرائهم في وزارة الدفاع الأمريكية. ربط ماكريستال امكانية تحقيق النصر علي حركة طالبان بمراجعة الاستراتيجية العسكرية المتبعة من قبل القوات الأمريكية والدولية، والاسراع بتدريب مزيد من القوات الأفغانية، وهو ما يعني أن الاستراتيجية المتبعة هناك الآن غير فعالة رغم زيادة عدد القوات الأجنبية العاملة هناك فقد وصل أكثر من ثلاثين ألف جندي أمريكي إضافي إلي أفغانستان خلال هذا العام،وهو ما رفع العدد الاجمالي للقوات الأجنبية العاملة هناك إلي أكثر من مائة ألف. يأتي هذا التقييم للوضع العسكري في أفغانستان بعد أيام من إجراء انتخابات رئاسية في البلاد يقال إن نسبة المشاركة فيها لم تتعد 35%، بسبب التهديدات التي اطلقتها طالبان بتعقب المواطنين الذين سيذهبون إلي لجان التصويت وقطع أيديهم أو قتلهم. الواقع أن معظم المحللين يميلون إلي القول بأن الحل العسكري شبه مستحيل في أفغانستان نظرا لطبيعتها الخاصة من الناحيتين الجغرافية والبشرية. هنري كيسينجر وزير الخارجية الاسبق له رأي في المشكلة الأفغانية يقول: "إن أفغانستان مشكلة دولية أصيلة تتطلب حلا متعدد الأطراف من أجل ظهور إطار عمل سياسي يبدأ في وضع الأساس لإرساء أفغانستان كدولة محايدة بشكل دائم" أفغانستان بلد فقير في الموارد معرض لخطر التعرض لتأثيرات خارجية غير مرحب بها، والجيران الطامعون كانوا حقيقة من حقائق الحياة بالنسبة للدولة الأفغانية علي امتداد معظم تاريخها، وعندما شعر جيران أفغانستان بمصلحة عامة في كونها تحظي بالسلام، كانت في سلام، وعندما لم يشعروا بمصلحة عامة في ذلك كانت في حرب. اقترح كيسنيجر أن يتم تأسيس مجموعة عاملة من جيران أفغانستان والهند والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي لبدء هذه العملية. وهذا تكتل مناسب، مع إضافة أفغانستان، ويجب أن يجتمع تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة. الهدف هو اتفاق متعدد الأطراف يرسي مبادئ وضمانات من كل الأطراف لإعلان أفغانستان بلدا محايدا بشكل دائم علي ألا تسمح بأن تصبح أراضيها ملاذا آمنا للأنشطة الإرهابية أو أن تستخدم ضد مصالح أي من جيرانها. تبقي المشكلة في تحديد الآلية المناسبة لتنفيذ تلك الاستراتيجية التي تبدو معقولة.