ربما كانت هذه هي الفرصة الاخيرة أمام سير هوارد سترينجر لانقاذ شركة سوني من ازمتها، فالرجل الذي بلغ 67 من عمره في فبراير الماضي تولي منصبي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة سوني اليابانية العملاقة علي طريق المواجهة مع الشركات المنافسة في مجال الكترونيات المستهلك بمختلف انواعها. وتقول مجلة "فورتشن" إن سير هوارد كان يقود سوني بطريقة غريبة فهو دائما علي سفر ولا يقيم في المقر الرئيسي للشركة في اليابان إلا في ايام معدودة في الأسبوع ولكن الازمة الاقتصادية العالمية الراهنة اضطرته إلي أن يغير من هذه العادة السلبية حيث قضي 11 أسبوعا من ال 14 اسبوعا الاولي من عام 2009 في اليابان محاولا أن يعيد ترتيب اوضاع سوني من جديد.. ويقول سير هوارد إنه قد تمكن اخيرا من الالمام بكل مشاكل الشركة وانه بصدد احداث تغيير عميق فيما يشمل ثقافة سوني وقياداتها التنفيذية التالية له إلي جانب البحث عن وسائل تمكين الشركة من الاستفادة من ثورة التكنولوجيا والمحتوي التي يشهدها العالم في صناعة الكترونيات المستهلك. لكي تتصور مدي خطورة الوضع لابد أن نشير إلي ان هناك شركات بازغة استطاعت أن تنافس سوني في بعض القطاعات مثل مسجلات الفيديو ونحن نعني تحديدا شركة بيور ديجيتال التي استطاعت في غضون عامين فقط ان تستحوذ علي 17% من مبيعات هذا القطاع في الاسواق العالمية. كما يجب أن نشير ايضا إلي أن سوني واجهت في عامها المالي الاخير خسائر تناهز المليار دولار عن إيرادات بلغت قيمتها 79 مليار دولار وأن هذه أول خسائر تقع فيها سوني خلال السنوات العشر الاخيرة كما أن حجم السيولة المتدفق من عمليات الشركة الرئيسية قد انخفض من 5 مليارات دولار ليصبح 3 مليارات دولار فقط. وفي اجتماع إداري مهم عقد في اكتوبر الماضي اومأ سير هوارد إلي مسئولية طاقم القيادة عن مشاكل سوني وقام بتقسيم هذا الطاقم إلي مجموعتين واصطفي منهم افضل أربعة ممن يجيدون التحدث بالانجليزية ليوسع مسئولياتهم ويجعلهم تحت قيادته المباشرة وهم من الشباب نسبيا حيث تتراوح اعمارهم بين اواخر الاربعينيات ومنتصف الخمسينيات من العمر. وجري اختيار اكفأهم واكبرهم سنا وهو هيروش يوشيوكات 56 عاما ليتولي قيادة اكبر اقسام الشركة والبالغ حجمه 50 مليار دولار الذي يضم مجموعة الكترونيات المستهلك، وتشمل التليفزيونات واجهزة الاستريو واجهزة DVD. وقد تتضح الصورة أمامنا اكثر اذا عرفنا أن القيمة السوقية لشركة سوني لا تتجاوز 27 مليار دولار علي الرغم من أن إيرادات الاخيرة تمثل 20% فقط من إيرادات سوني وهذا معناه في حين أن القيمة السوقية لشركة نينتندو تناهز 38 مليار دولار أن الشركة لم تسترد بعد ثقة المستثمرين بشكل كامل. ومع ذلك تقول مجلة "فورتشن" إن الصورة ليست قاتمة خصوصا لو عرضنا أن انبوب الابتكارات في سوني ممتلئ بالمفاجآت وأن هذه الشركة تنفق 5 مليارات دولار سنويا علي عمليات الابحاث والتطوير وهو رقم كبير وكاف لدفع الشركة إلي آفاق المستقبل القادم في مختلف انواع الكترونيات المستهلك. ومع علينا سوي أن ننتظر لنري إلي أي مدي سينجح احساس سير هوارد بالخطر وهو احساس جاء متأخرا بعض الوقت في وضع سوني مرة أخري علي الطريق الصحيح نحو المستقبل.