تباينت آراء المحللين حول مدي تأثير الأسهم الدولارية بتراجع الدولار أمام الجنيه وانقسموا إلي اتجاهين متناقضين. أنكر الرأي الأول وجود تأثير علي هذه الأسهم مؤكدين ان هناك عوامل كثيرة تؤثر علي حجم التداول عليها منها موارد الشركة من العملة الأجنبية ومعدلات نموها والتوقعات المستقبلية بشأنها ومدي تأثير القطاع الذي تنتمي له بتداعيات الأزمة المالية. في حين رأي الفريق الآخر ان انخفاض الدولار أثر علي أسهم هذه الشركات ودفع المستثمرين للتخوف من ضخ سيولة جديدة فيها. وتوقع أصحاب هذا الرأي ان تشهد الأسهم الدولارية تحركا إيجابيا مع استمرار انتعاش السوق خاصة أنها لا تزال أسعارها المستهدفة أقل من القيمة العادلة لها. يري د.محمد الصهرجتي العضو المنتدب لشركة سوليدير ان انخفاض الدولار امام الجنيه يعد ضعيفا للغاية، وتؤكد هذه الحقيقة ان حركة الدولار بصفة عامة صعودا أو هبوطا امام الجنيه محدودة جدا. وأوضح ان ارتباط الجنيه بالدولار يجعل سعر صرف الأخير شبه مستقر بخلاف عملات أخري كاليورو الذي يتحرك امام الجنيه في صورة قفزات، مشيرا إلي أن العملة الأوروبية ارتفعت أمام الدولار بما يتجاوز نسبة ال10% و15%، فنجد ان اليورو صعد من 1،28 دولار ليسجل ما يزيد علي 1،4 دولار. وانخفاض الدولار امام الجنيه وان كان محدودا إلا أنه يأتي ضمن سلسلة انخفاضه امام العملات الرئيسية في الخارج والكلام علي عهدة د. الصهرجتي. وقال إن الأزمة المالية العالمية أثرت سلبا علي موارد الدولة الدولارية حيث يتراجع دخل قناة السويس والسياحة والتصدير. وعن مدي تأثر الأسهم الدولارية بتراجع الدولار وسط التوقعات باستمرار تراجع العملة الأمريكية أنكر د.الصهرجتي مسألة تراجع الدولار امام الجنيه، مشيرا إلي أنه في ظل انخفاض المعروض من العملة الأجنبية تدعم التوقعات بارتفاع العملة وليس انخفاضها. وأوضح ان المستثمرين يرون في الأسهم الدولارية مخزنا للقيمة خاصة إذا كانت موارد الشركة وأصولها بذات العملة لافتا النظر إلي أنه عندما تقوم الشركة بالتصدير إلي الخارج فإنه من المنطقي أن تتأثر إيجابيا بارتفاع الدولار، أما إذا كانت موارد الشركة بالجنيه المصري فسوف يكون التأثير محدودا إذا ما تعرض الدولار للارتفاع. وأكد د. الصهرجتي ان ما يؤثر علي الاسهم الدولارية هو معدلات النمو في الشركات التي تنتمي إليها ونتائج أعمالها وهل لديها موارد من العملة الأجنبية أم لا ومدي تأثر القطاع الذي تنتمي إليه هذه الشركة بالأزمة المالية وكيف تتأثر بتقلبات سعر العملة وما التوقعات المستقبلية لمواردها. ويتفق حسين الشربيني العضو المنتدب لشركة فاروس القابضة مع الرأس السابق، مؤكدا ان الاسهم الدولارية لم تتأثر بالانخفاض الذي شهده الدولار امام الجنيه. وقال إن الشركات المصدرة للاسهم الدولارية تتميز بأنها جيدة ونتائج أعمالها ممتازة وهو مادفع المستثمرين علي الابقاء عليها رغم انخفاض الدولار. وأكد الشربيني ان انخفاض العملة ليس له تأثير يذكر علي اقبال المستثمرين علي شراءالأسهم الدولارية حيث توجد عوامل أخري أكثر أهمية تؤثر في أسعار هذه الاسهم منها نتائج أعمال هذه الشركات ومعدلات نموها والتوقعات المستقبلية بشأنها. أما أحمد الحناوي المدير التنفيذي بشركة الاستشارات المالية فكان له رأي آخر حيث أكد أن الاسهم الدولارية تأثرت بالفعل بالتراجع الذي شهده الدولار أمام الجنيه، مشيرا إلي أن أسهم شركات العرفة للمنسوجات والقابضة الكويتية والنعيم القابضة والخدمات الملاحية والبترولية تأثرت حركة أسهمها بشكل كبير بانخفاض الدولار. وأوضح ان المستثمرين يتخوفون من استمرار انخفاض الدولار امام الجنيه خاصة مع ضعف العملة الأمريكية امام العملات الأجنبية الرئيسية علي مستوي العالم. ورأي الحناوي ان تحسن الدولار سوف يعطي دفعة للمستثمرين لإعادة ضخ سيولة للأسهم الدولارية وهو ما يعني إقبالهم علي شرائها. وأضاف أن الأسهم الدولارية لاتزال أقل من القيمة العادلة لها مشيرا إلي أن أسعارها المستهدفة أعلي من القيمة الحالية. ونوه إلي أنه رغم تحرك القطاعات في السوق بشكل كبير إلا أن هذه الأسهم لم تتحرك نتيجة خوف المستثمرين من ضخ سيولة فيها لانخفاض سعر صرف الدولار. ويتفق محمد عثمان رئيس قسم التحليل الفني بشركة الاستشارات المالية مع الرئيسي السابق مشيرا إلي أن ضعف الدولار أمام سائر العملات الرئيسية جعل من الطبيعي تراجعه أمام الجنيه. وأوضح عثمان أن الأسهم الدولارية لم تشهد تحركا رغم انتعاش السوق مؤخرا وصعود أسهم الشركات بالجنيه بنسب تتجاوز 20%، وتوقع أن تشهد الأيام القادمة استجابة من الأسهم الدولارية لتتجه إلي أعلي. ويري أن المتعاملين في السوق المصري بدأوا ينظرون إلي مؤشر داوجونز الأمريكي كمؤشر علي مدي تجاوز الاقتصاد هناك للأزمة المالية ومدي تجاوز العملة الأمريكية لها. وعن مستقبل الأسهم الدولارية أوضح عثمان أنه مرشحة للصعود متوقعا أنها تصحح من أسعارها بنسب تتجاوز 20% واستبعد تأثر هذه الأسهم بانخفاض الدولار أمام الجنيه وقال إن حركة السوق هي المحرك الأساسي وأنه من المتوقع أن يشهد السوق علي المديين القصير والمتوسط ارتفاعا.