رغم حدة الأزمة المالية العالمية وتأثيرها المباشر علي قطاع العقارات عالميا، غير أن هذا القطاع وشركاته في مصر ظلت محتفظة بقوتها وأدائها المالي الجيد، باعتباره قطاعا "كلاسيكيا" يهدف إلي التطوير والرقي ويمرض ولكنه لا يموت حسب قول بعضهم. خبراء سوق المال أكدوا أن أسهم القطاع في السوق المصري بدأت تتعافي تدريجيا وظهر ذلك جليا علي أسهمها في الفترة القليلة الماضية والتي تطور فيها أداء تلك الاسهم صعودا. وأوضح الخبراء أن استراتيجية الشركات في تغيير المنتج من الاسكان الفاخر إلي المتوسط ساعدها كثيرا في الخروج قليلا في الأزمة لتتعافي تدريجيا. يري عيسي فتحي العضو المنتدب لشركة الحرية لتداول الأوراق المالية أن قطاع العقارات يعتبر من القطاعات "الكلاسيكية" التي يبتعد عنها المستثمرون بعض الوقت ولكن يتم العودة إليها مرة أخري مؤكدا أن القطاع العقاري من القطاعات الجاذبة للمستثمرين. أشار إلي أن القطاع العقاري شهد العديد من الأخبار الجوهرية خلال الفترة الماضية اضافة إلي أن القائمين علي القطاع قاموا بادارته بمهارة وكانت هناك إدارات ناجحة في معظم الشركات لإدارة الازمة وتم اللجوء إلي الاسكان المتوسط ومحدود الدخل بدلا من الاسكان الفاخر والفيلات بحيث استطاع القطاع تغيير "جلده" من الاسكان الفاخر إلي المتوسط إلي جانب استغلال انخفاض سعر الحديد خاصة الشركات التي تمتلك حجم مشروعات ضخما مثل طلعت مصطفي اضافة إلي أن نتائج أعمال الشركات للربع الأخير من عام 2008 جاءت جيدة وعكس التوقعات مما ساهم في عودة الثقة مرة أخري للقطاع العقاري اضافة إلي أنه لم يتم خفض الاسعار ولكن قامت الشركات باعطاء مميزات مثل خصم نقدي وهدايا علي شراء الوحدات السكنية. أشاد بالمهارة الادارية بالمنتج العقاري في معظم الشركات خلال الفترة الماضية والتي ساهمت في تقليل تداعيات الأزمة العقارية اضافة إلي أن كثيرا من الشركات لم تقم بتوزيع كوبونات نقدية مما ساهم في قيام الشركات بعمل توسعات ومشروعات جديدة موضحا أنه يوجد العديد من الشركات قامت بانتهاء مشروعاتها اضافة إلي انتهائها من مرحلة ودخولها لمرحلة أخري. أكد أن كل هذه الاحداث ساهمت في صعود القطاع العقاري اضافة إلي أن القطاع مهيأ لقبول أي أخبار ايجابية كمثال طلعت مصطفي واستحواذه علي فورسيزونز شرم الشيخ مشيرا إلي أن السوق استجاب فضلا عن استجابة باقي شركات القطاع. يري ناجي هندي مدير إدارة سوق المال ببنك مصر إيران للتنمية أن أسعار أسهم العقارات مازالت منخفضة للغاية مقارنة بقيمة الاصول التي تمتلكها هذه الشركات موضحا إذا تم حساب القيمة السوقية للعديد من الاسهم وعلي سبيل المثال مصر الجديدة وتم مقارنته بما تمتلكه من أراض وعقارات سيكون الفارق كبيرا جدا مؤكدا أنه علي الرغم من صعود أسهم العقارات خلال الفترة الماضية إلا أنه أسعار الاسهم مازالت منخفضة مقارنة بالقيمة السوقية للأراضي والعقارات التي تمتلكها معظم شركات العقارات. يري أن الاستثمار العقاري في مصر له طبيعة خاصة لدي المستثمر المصري ودائما ينظر للاستثمار العقاري علي أنه "يمرض" "ولا يموت" موضحا أنه في حالة انخفاض الاسعار والاراضي يتم تركها إلي أن تعاود الصعود مرة أخري. أشار إلي أن عودة الاستثمار العقاري لتوازنه وأسعاره لا يستغرق وقتا طويلا ولكن يتم إعادة هيكلته فقط مؤكدا أن المستثمرين مازالوا يثقون في الاستثمار العقاري. يري أحمد العطيفي مدير البحوث بشركة نيوبرنت لتداول الأوراق المالية أنه علي الرغم من صعود أسهم العقارات إلا أنه مازالت يتم تداولها أقل من القيمة العادلة للسهم موضحا أنه إذا تم حساب الأصول التي تمتلكها سيكون سعر السهم غير عادل. أشار إلي أن أداء القطاع العقاري خلال الفترة الماضية جاء عكس التوقعات مما أدي إلي صعود الأسهم بشكل واضح موضحا أنه يوجد العديد من الشركات لديها مشروعات في المناطق الجديدة نتيجة لانخفاض سعر الحديد مما أدي إلي قيام الشركات بانتهاز الفرصة. أشار إلي بدء تحسن نفسية المتعاملين وتقبلهم الاخبار الايجابية وصعود الأسهم العالمية ساهم في صعود قطاع العقارات موضحا أن قطاع العقارات تضامن مع صعود البورصات العالمية ويري أنه مع بداية فصل الصيف ينشط القطاع العقاري وبالتالي أسهم العقارات يتوقع أن تستمر في النشاط والأداء وخاصة بعد (خيبة) أمل المستثمرين في قطاع الاتصالات بعد الغموض في صفقة أوراسكوم مما أدي إلي توجه المحافظ إلي القطاع العقاري. يري مصطفي بدرة عضو مجلس إدارة شركة أصول لتداول الأوراق المالية أنه يتم اللجوء للاستثمار الآمن موضحا أن العقارات تعد من الاستثمارات الآمنة لدي المستثمرين أشار إلي أنه يتم ازدهار العقارات ويرتفع الطلب عليها بداية من شهر مايو نظرا لبداية موسم الصيف أوضح أنه من الأسباب التي ساهمت في صعود قطاع العقارات أن نتائج أعمال الشركات الربع الأول بدأت في الظهور وحققت أرباحا عكس المتوقع إضافة إلي الأراضي التي تمتلكها هذه الشركات يتوقع أن يستمر الصعود إلي نهاية شهور الصيف. أكد مصطفي الأشقر مدير الاستثمار بشركة جراند انفستمنت لتداول الأوراق المالية أن القطاع العقاري يعتبر من القطاعات الآمنة بالنسبة للمستثمرين موضحا أن المستثمر يبتعد عنها بعض الوقت ولكنه يعود إليها مرة أخري موضحا أنه يعتبر من القطاعات الجاذبة للمستثمرين حيث إن القطاع العقاري استطاع خلال الفترة الماضية جذب انظار المستثمرين له إضافة إلي أن شركات القطاع العقاري بعد الأزمة المالية اتجهت إلي تغيير المنتج من الاسكان الفاخر والفيلات إلي الاسكان المتوسط مما ساهم في تعويض الشركات عن العزوف عن الاسكان الفاخر إضافة إلي أن نتائج أعمال الشركات خلال الربع الأخير من عام 2008 جاءت عكس التوقعات بل بالعكس فيوجد العديد من الشركات استطاع تحقيق أرباح جيدة.