يسير سوق الأسهم المصرية في تلك الفترة علي وقع حالة الترقب لنتائج الشركات للربع الأول التي يستمر الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة. ويؤكد مراقبون ومحللون ماليون علي أن تلك النتائج ستحدد مصير السوق خلال مشواره لعام 2009 لما يعكسه ذلك من قدرة الشركات علي التعايش الفعلي مع الأزمة المالية ..ويأتي هذا الترقب من قبل المستثمرين ورجال الأعمال وسط توقعات بأن تحقق غالبية الشركات بما في ذلك القيادية أرباحا معقولة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها الاقتصادات العالمية متأثرة بالأزمة المالية العالمية بعدما أظهرت نتائج الربع الأخير من العام الماضي تراجعا في أرباح بعض الشركات وان سجلت معظم الشركات أرباحا فاقت التي سجلتها في عام 2007بنسبة أكثر من 33% نتيجة للأرباح العالية التي تحققت في الاشهر التسعة السابقة. محفزات داخلية من جانبه اوضح علاء عبد الحليم العضو المنتدب للشركة المتحدة للاوراق المالية أن حركة السوق باتت تعتمد إلي حد كبير علي الأخبار والمحفزات الداخلية والخارجية التي تتخذها الحكومات وتلك التي ترد من الأسواق الدولية ومازال المؤشر يحاول تكوين نقاط سعرية جديدة في موجة تصاعدية ايجابية وما زالت معظم المؤشرات ايجابية ولم تعط إشارات سلبية للخروج حتي الآن.. كما ان مؤشر مقياس حجم التداول يشير إلي اننا مازلنا في مرحلة الشراء. إلا انه يجب الانتباه إلي قيام بعض المضاربين بعمليات مضاربة والاستفادة من ارتفاع السوق الحالي في محاولة لجني الأرباح والتي قد تعمل علي إعاقة المؤشر ومنعه من مواصلة صعوده الفترة المقبلة. اضاف أنه بالرغم من أن السوق مازال يسير بخطي ثابتة نحو تحقيق ارتفاعات كبيرة في المرحلة المقبلة مدعوما بالمحفزات الاقتصادية والتطلعات لنتائج الربع الأول من هذا العام إلا انه من المتوقع كذلك أن يتعرض لبعض الانخفاض واستمرار التذبذب في الأداء خلال الأسبوعين المقبلين نتيجة محاولات جني أرباح من قبل بعض المتعاملين في السوق أصحاب الاستثمارات القصيرة والمتوسطة خاصة بين الشركات ذات الأسعار الصغيرة..وهذا يعتبر شيئا جيدا ومقبولا ومن أبجديات السوق وعليه نتوقع أن يستمر السوق في منحاه الأفقي.. كما انه يجب التنويه إلي أن التذبذب في المؤشر ليس بالضرورة ناتج عن عمليات بيع فقط بل يجب الأخذ في الاعتبار ان هناك فرصا للشراء. تراجع الأرباح من جانبه اكد عيسي فتحي العضو المنتدب لشركة الحرية لتداول الاوراق المالية انه من الواضح بعدما اعلنت اغلب الشركات الكبري عن ارباحها السنوية لابد ان يكون لذلك اثر واضح علي السوق مشيرا الي ان التراجع في نسبه الارباح اقل بكثير مما كان متوقعا بسبب الازمة العالمية. توقع ان تشهد قطاعات البنوك والعقارات والصناعات الغذائيه ارتفاعات في الفترة المقبلة مطالبا المستثمرين بالسوق بضرورة التركيز علي النظرة البعيدة وعدم الاندفاع وراء موجات البيع او الشراء والابتعاد عن سياسة المقامرة او المضاربة غير المحسوبة التي تعتمد عليه بعض القطاعات. اشار الي ان اسعار الاسهم قد تشهد ارتفاعا ملحوظا وتحقق عائدا افضل بكثير من اي وقت مضي بما سيحقق لها تحسنا نسبيا. اضاف ان النتائج الطيبة التي حققتها معظم الشركات وان كانت اقل في الارباح الا انها ستؤثر بالايجاب علي اداء السوق وتعوضه عن بعض الخسائر التي مني بها خلال الفترة الماضية. اشار فتحي الي ان قطاع البنوك يشهد اداء ثابتا وطيبا للغاية وفي طريقه لنمو اكبر خاصة ان هناك بعض البنوك تسعي لتحقيق برامج جيدة وطموحة من شأنها تعزيز اداء قطاع البنوك مضيفا ان قطاع الصناعات الغذائية ربما يحقق نتائج افضل في الربع الثاني من العام الحالي بدعم من البحث عن بدائل غذائية للحوم الخنازير والطيور. اوضح الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الاهلي لادارة صناديق الاستثمار انه من المفترض ان تكون لنتائج اعمال الشركات تأثيرها الواضح علي السوق سواء أكانت نتائج جيدة او غير ذلك، فالشركة التي تحقق اداء جيدا ونموا ملموسا من المفترض ان تشهد اندفاعا شديدا من المستثمرين علي شراء اسهمها وترتفع قيمتها ومن ثم يرتفع معها سعر السهم. اشار الي ان معظم الشركات التي قامت بنشر نتائج اعمالها ارتفعت اسعار اسهمها ومازالت متماسكة وتحقق اداء جيدا مما يعكس كفاءة وقوة السوق خاصة عند نشر معلومات ونتائج اعمال شركة ما. اكد خليفة ان هذه النتائج تؤثر بشدة علي السوق خاصة اذا ما كانت النتائج جيدة وحققت ارباحا ونموا مطردا مشيرا الي ان هذا التأثير سيتواصل لفترة طويلة علي السوق خاصة بعد محاولات السوق للخروج من تحت تأثير الازمة العالمية. استثمار طويل الاجل. دعا الي ضرورة تبني نظرية ان يكون للمستثمر نظرة استثمارية طويلة الاجل وليس المضاربات فقط حتي لا يتعرض السوق الي اهتزازات وتوتر مرة اخري توقع خليفة ان يشهد السوق نشاطا ملموسا خلال الفترة المقبلة خاصة ان التوقعات تشير الي ان نتائج اعمال الشركات افضل بكثير مما كان متوقعا اضاف ان قطاع الاسمدة والكيماويات له دور قوي في البورصة ومازال يؤدي بقوة لانه من القطاعات الاستراتيجية المهمة وسيظل من القطاعات الاساسية في البورصة اضاف ان قطاع البنوك سيكون له شأن آخر مع بدء الاعلان عن نتائج اعمال الربع الاول لانه قطاع قوي ومؤثر علي السوق ويشهد نجاحا كبيرا ومتوقع ان يزيد هذا النجاح