قبل أن يتم تشكيل حكومة د. أحمد نظيف كان ملف توشكي ساخنا وخاصة أيام حكومة سلفه د. عاطف عبيد، ولم يتم حسم الجدل حول ذلك المشروع خلال الفترة الماضية كلها التي تلت حكومة د. كمال الجنزوري. ووفقا لأرقام الجهاز المركزي للمحاسبات حول مشروع تنمية جنوبالوادي فقد تم انفاق نحو 6 مليارات جنيه علي توشكي ولم يتم حتي الآن سوي زراعة 13 ألف فدان. وحتي لا تظل الأمور محلك سر في ذلك المشروع وتكتمل جهود وزير الري الجديد للاستفادة من المشروع نحاول رصد موقف المشروع من خلال الخبراء في هذه السطور. وكما يشير أحدث تقرير للجهاز المركزي للمحاسبات حول مشروع توشكي، فإن جملة المساحة المزروعة في توشكي حتي 30/6/2008 بلغت 13 ألفا و200 فدان بما يمثل 5% من المساحة التي تم تخصيصها للمستثمرين والبالغة نحو 240 ألف فدان وتمثل حوالي 2% من إجمالي مساحة المشروع في حين بلغت تكاليفه حتي الآن نحو 6 مليارات جنيه. وقد أكد الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري الجديد بعد أن قام بأول زيارة ميدانية للمشروع - أن نسبة التنفيذ وصلت في جميع أعمال البنية الأساسية إلي 91% وأن المستهدف منه زراعة 540 ألف فدان بالإضافة إلي 60 ألفا للتوسعات المستقبلية. هيئة مستقلة ومن جانبه، لفت علاء الدين محمد رئيس جمعية مستثمري المنيا إلي أهمية وضع خطة انقاذ عاجلة لمشروع توشكي الذي تكلف حتي الآن أكثر من 6 مليارات جنيه، ولم يعط النتائج المرجوة منه، مشيرا إلي أهمية انهاء التعاقدات مع الشركات غير الجادة، وسحب الأراضي من المستثمرين غير الجادين، مثلما يحدث حاليا في مشروع شرق العوينات الذي يقع في الزمام الغربي لمحافظة الوادي الجديد. ونبه إلي ضرورة انشاء هيئة مستقلة للإشراف علي المشروع تكون مهمتها الرئيسية متابعة أداء الشركات القائمة واسناد مهمة التنمية بشكل رئيسي للقطاع الخاص المصري. وشدد علي ضرورة وضع جدول زمني للانتهاء من جميع الأعمال المتعلقة بالبنية الأساسية للمشروع والتي وصلت نسبة التنفيذ بها - حسبما أعلن إلي 91%، مطالبا بضرورة إتاحة الفرصة الكاملة لجهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة لكي يكرر تجربته الرائدة في مشروع شرق العوينات، ويقوم بدوره في التنمية الزراعية والتصنيع الزراعي بوشكي. أين الشباب؟ رحب علاء الدين محمد بمشروع توزيع 6 آلاف فدان بتوشكي علي الشباب وعلي الخريجين الجدد بأسعار رمزية، وأيده في هذا التوجه الخاص بتوزيع الأرض علي الشباب محمد المرشدي عضو جمعية مستثمري العبور، مطالبا بضرورة إزالة جميع الصعوبات والتحديات التي تمنع جذب المستثمر الصغير والقطاع الخاص بشكل عام للمنطقة، لافتا إلي أن هذا سيسهم في جذب الشركات الجادة صاحبة رءوس الأموال الكبيرة مما يدعم عملية العمران والتعمير بهذه المنطقة. وطالب د. فخري الفقي أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بضرورة وضع خطة انقاذ عاجلة لمشروع توشكي تعتمد بشكل أساسي علي إنشاء جهاز إداري وفني مستقل يتم من خلاله إدارة جميع عناصر التنمية الزراعية والصناعية والخدمية بحيث تكون حلقة وصل رئيسية بين الحكومة والمستثمرين من جهة والأفراد المتوقع توطينهم بمناطق المشروع من جهة أخري.. ولفت إلي ضرورة الاستفادة من تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات الخاص بالمشروع مطالبا بضرورة التوسع في توزيع الأرض علي الشباب بأسعار رمزية. القطاع الخاص ومن جانبه شدد د. محمد أنور الهواري أحد المستثمرين الزراعيين ورئيس قطاع الاستثمار السابق بوزارة التنمية الاقتصادية علي ضرورة أن يضع وزير الموارد المائية والري الجديد خطة انقاذ عاجلة للنهوض بالأداء في مشروع توشكي تعتمد علي إنشاء جهاز مستقل يدير التنمية علي أسس اقتصادية سليمة ويسعي لتوطين أكبر عدد من السكان بالمنطقة بجانب سحب الأرض من الشركات غير الجادة والاسراع في إنشاء قرية كمرحلة أولي متكاملة الخدمات لتطوين العاملين وجذب السكان للمشروع.. بالإضافة إلي اسناد مهمة التنمية بشكل رئيسي للقطاع الخاص. ولفت الهواري النظر إلي أهمية دراسة تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات للاستفادة منه والتعرف علي جميع أوجه القصور الموجودة بالمشروع ومشيرا أيضا إلي أهمية الاعلان عن توزيع 6 آلاف فدان علي الشباب والخريجين الجدد بتوشكي بأسعار رمزية، وقال: إن هناك أكثر من 80 بئرا تم الانتهاء من تنفيذها في أجود أنواع الأراضي علي الترعة الرئيسية للشيخ زايد ولم تستغل حتي الآن علما بأن البئر الواحدة يمكن أن تروي اكثر من 100 فدان مطالبا بضرورة التوسع في تخصيص هذه الأراضي الجيدة لصغار المستثمرين الزراعيين.