رسالة أبو ظبي - فاطمة إحسان عزة نصر: اختتمت قمة الصلب العربية الثانية أعمالها مساء أمس والتي عقدت بالعاصمة أبو ظبي تحت رعاية الشيخ حامد بن زايد آل نهيان وبرئاسة المهندس أحمد عز وسط تباين في وجهات نظر الأعضاء حول مواجهة تداعيات الأزمة العالمية دون الوصول إلي اتفاق يقضي بفرض إجراءات حمائية لصناعة الصلب العربية. وكان موقف الاتحاد العربي للحديد والصلب الذي يضم 90% من منتجي الصلب في العالم العربي ينطلق من الثقة في قدرة هذه الصناعة علي تحقيق النمو المستمر عبر التركيز علي تعميقها وتخفيض تكلفة الإنتاج ودعم المطالبة بايجاد حزم تحفيز للقطاعات المستهلكة لمنتجات الصلب سواء الطويلة أو المسطحة. وفي الوقت ذاته.. طالب الاتحاد الجهات المسئولة بوضع الآليات اللازمة لضمان كفاءة عمل الاسواق والوقوف بحزم ضد الممارسات الضارة بالصناعة المحلية. وقد أوضح الاتحاد موقفه في المذكرة التي وجهت لوزراء الصناعة والاقتصاد العرب حول الوضع الراهن لصناعة الصلب العربية والتحديات التي تواجهها في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية.. من ناحية أخري.. علمت "العالم اليوم" أن كلاً من قطر والسعودية لم توافق علي ارسال المذكرة لوزراء الصناعة وفي سياق متصل كشف عبدالرحمن فوزي رئيس قطاعي الاتفاقيات التجارية بوزارة التجارة والصناعة المصرية عن بدء أعمال الاتحاد الجمركي العربي عام 2015 طبقا لقرار مؤتمر القمة الاقتصادية الذي عقد مؤخرا بالكويت ومن خلاله يتم ازالة جميع الحواجز الجمركية بين الدول العربية وحرية تداول السلع داخلها وتوحيد السقف الجمركي مع دول العالم، وهو ما يرفع درجة التكامل الاقتصادي العربي تمهيدا لإنشاء السوق العربية المشتركة وتوحيد التشريعات الاقتصادية فيما بينها. من جانبه كان المهندس أحمد عز رئيس الاتحاد العربي للصلب قد أكد في تصريحات صحفية علي هامش القمة.. أن صناعة الصلب العالمية واجهت مشكلات معقدة خلال ال6 أشهر الأخيرة.. اختلفت من دولة لأخري كانت أقلها تضررا المنطقة العربية مشيرا إلي أن مصر في وضع أفضل بالقياس لشقيقاتها، ورغم ذلك.. فالاتحاد العربي يري أن الظروف الحالية لا تستدعي التدخل بإجراءات حمائية مشددا علي أهمية إبقاء الأسواق العربية مفتوحة ولكن مع توخي الحذر في ضخ استثمارات جديدة مشيرا إلي تكثيف الجهود نحو تعميق الصناعة وتكاملها. وأوضح أن صناعة الصلب العربية بشكل عام والمصرية بصفة خاصة لا تحتاج لدعم صادراتها استنادا لمراكزها المالية الضخمة. فيما تقتصر هذه الحزم علي الصناعات كثيفة العمالة، وصناعة الصلب لا تنتمي لها. وطالب عز برفع صادرات الصلب العربية من القوائم السلبية التي تفرض عليها بعض الدول رسوما حمائية. وكشف عز عن اعادة تشغيل مصنع عز السويس للمسطحات والذي تبلغ طاقته الإنتاجية مليون طن خلال الشهرين القادمين بعد توقف دام عدة شهور لتراجع الطلب، خاصة وأن إنتاجه بالكامل موجه للتصدير وتوقع بيتر ماركوس خبير الصلب الدولي انخفاض الطلب العالمي علي الصلب خلال 2009 بنسبة 12% مقارنة بالعام السابق متوقعا أن تواجه صناعة الصلب خلال العامين المقبلين عرضا مفرطا لكل من منتجات الصلب والمواد المعدنية الخاصة بشركات تصنيعها لافتا إلي مؤشرات ايجابية بحلول صيف 2009 مدفوعا بخطط للانفاق الرأسمالي العالمي باتجاه نشاط البناء واستمرار تزايد الإنفاق علي البنية التحتية في أنحاء كثيرة من دول العالم. وأشارت الورقة التي قدمها جورج متي رئيس قطاع التسويق بمجموعة عز للصلب إلي تبعات الأزمة العالمية علي مصر بانخفاض عائد قناة السويس بنسبة 20% والصادرات 11% والضرائب 22% وارتفاع عجز الموازنة إلي 8.4% من الناتج القومي الإجمالي وقطاع البناء 9.4% والإنتاج الصناعي 4.5% والسياحة لأقل من 0.6% وهو ما انعكس علي معدلات النمو المتوقعة للاقتصاد المصري خلال عام 2009 ليصل إلي 4.1% مقابل 7.1% العام الماضي. وألمح إلي أن صناعة الصلب المصرية بنهاية 2008 انخفضت بنسبة 16% لنكون بذلك الأقل تضررا مما واجهته دول الشرق الأوسط التي عانت انخفاضاً في هذه الصناعة بنسبة 24%. وكشف متي عن تراجع حصة المنتجين المصريين من سوق الصلب المحلي إلي 65% نتيجة ارتفاع نسبة الواردات وخاصة من تركيا إلي 35% مقابل حصة وصلت إلي 99% العام الماضي للإنتاج المحلي. وأضاف أن مصر أصبحت بذلك من كبري الدول المستوردة لحديد التسليح بالمنطقة العربية مشكلة 22% من إجمالي واردات المنطقة.. وتوقع أن يسهم القطاع الخاص المصري في ارتفاع الطلب علي الحديد خلال المرحلة المقبلة بالاضافة إلي استعاد القطاع لانتعاشته مرة أخري بطرح عدد من المشروعات القومية التي يجري تنفيذها حاليا.