رسالة أبوظبي فاطمة إحسان عزة نصر: تحت رعاية الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي بدأت أمس في أبوظبي أعمال قمة الصلب العربية برئاسة مصر ومشاركة 250 من أكبر منتجي الحديد والصلب في العالم العربي. أعلن المهندس سلطان المنصوري وزير الاقتصاد الاماراتي في افتتاح أعمال المؤتمر أن الدول العربية تمتلك كل المقومات لتطوير صناعة الحديد ومواجهة أزمة الآثار السلبية للأزمة التي عاني منها الاقتصاد العالمي. وقدم الوزير تجربة دولة الإمارات لبلورة استراتيجيتها في الصناعات الثقيلة حيث استثمرت الامارات أكثر من 77 مليار درهم في إطار منظومة متكاملة لتقليل الاعتماد علي النفط كمصدر رئيسي للثروة.. مشيرا إلي أن التوسعات الضخمة التي نفذتها شركة الامارات للصلب لتعميق الصناعة والتي ستقفز بها من إنتاج 650 ألف سنويا إلي 2 مليون طن حاليا ثم إلي 6 ملايين طن بحلول عام 2011. من جانبه وصف المهندس أحمد عز رئيس الاتحاد العربي للصلب ما تمر به الصناعة في العالم ومنها الحديد والصلب بأنها "أزمة موت" وأنها حالة يمر بها المجتمع الدولي كل 100 عام وليس من المتوقع الخروج منها في الأجل القريب. وأوضح أنه مع تغيير نمط الاستهلاك والاستثمار عالميا.. فينبغي علي المنتجين الحيطة والتريث ولفت إلي القسوة التي تعامل بها المجتمع العربي مع هذه الصناعة في السنوات الماضية خاصة أن الانخفاض في أسعار الصلب العربي تم بمبادرات ذاتية من المنتجين.. وهو ما لم تشهده أي سلعة أخري. وباستعراض الأسعار ومقارنتها بأسعار عام 1973 نجد أن أسعار حديد التسليح كانت تدور حول 250 دولارا للطن تعادل (950 دولارا بأسعار 2008) يتجاوز متوسط الأسعار الحالي 450 500 دولار. وأشار إلي انخفاض إنتاج دول مؤثرة في الاقتصاد العالمي مدفوعة بتداعيات الأزمة مثل دول الاتحاد السوفيتي (سابقا) التي انخفض إنتاجها بنسبة 40% وأمريكا 37% ومثلها دول الاتحاد الأوروبي.. ورغم هذه التخفيضات إلا أن هناك فائضا يدفع الأسعار للأسفل. من جانبه نادي محمد العيد الأشقر الأمين العام للاتحاد العربي للحديد والصلب ببذل كل الجهد حتي لا تتأثر هذه الصناعة الأساسية بشكل كبير من الأزمة الطاحنة باعتبارها المحرك الأساسي للنهضة العمرانية في أي دولة عربية. وطالب المنتجين بالاستمرار في برامجهم المرسومة لهذه الصانعة من قبل والانتهاء من مشروعاتها التنموية كما كان مخططا لها. ولفت الأشقر إلي ما شهدته الأسواق العربية من اغراق من إنتاج العديد من الشركات بعد تخفيض أسعار العملة في دول هذه الشركات والدعم الذي تمنحه حكوماتها لتشجيع صادراتها حتي أصبح سعر حديد التسليح المستورد من هذه الدول أقل من سعر الإنتاج المحلي، بل وصل حجم الاستيراد في بعض الدول العربية من حديد التسليح إلي ما يعادل نصف الاستهلاك المحلي بها. يواصل المؤتمر جلساته بعقد مجموعة من الجلسات عن الكفاءات المتخصصة عن تغيير انماط استهلاك الصلب علي مستوي الصناعة والاستثمارات العربية.. والدعم الحكومي وسبل مكافحة الاغراق والحماية.