شهدت الفترة الأخيرة انخفاض الأموال المستثمرة إلي حد ما في بعض الأسواق الناشئة حيث تركزت أموال المستثمرين علي أسواق الصين والهند والبرازيل ومازالت أسواق تلك الدول تجذب المستثمرين ووصلت نسبة المستثمرين التي تستثمر في البلدان السابقة ثلاثة أرباع المستثمرين في الأسواق الأخري. وتشير "سارة الكسندر" رئيس جمعية المستثمرين في الأسواق الناشئة إلي أنه لم يحدث انكماش جماعي للمستثمرين في الظروف الراهنة مثلما حدث في عام "1990" وأيضا بورصات الأوراق المالية في الأسواق الناشئة لم تنهر بطريقة مفزعة مثلما حدث في الدول المتقدمة. واحتلت البرازيل المرتبة الأولي في جذب المستثمرين حيث إن أكثر من ربع المستمثرين يهدفون إلي بدء استثماراتهم فيها أو زيادة المعروض من استثماراتهم واحتلت الصين والهند المرتبة الثانية بعد البرازيل في جذب الاستثمارات. وقالت "الكسندر" ل "الفاينانشيال تايمز" البريطانية إن الأسهم في الأسواق الناشئة ارتفعت بمعدل "12%" لتصل إلي مستوي قياسي قدره "66،5" مليار دولار متجاهلة التباطؤ الذي يحدث في أسواق العالم الأخري. ومن المتوقع أن تفقد روسيا في الشهور القادمة معظم مستثمريها وبررت "الكسندر" ذلك بسبب ضعف السياسات الاستثمارية هناك، وتوقعت أيضا أن يفقد شرق ووسط أوروبا معظم مستثمر بها بالإضافة إلي تركيا التي فقدتهم أصلا. وأرجع الخبراء جذب البرازيل للمستثمرين بسبب تمتعها بدرجة عالية من الاستثمارات فهي تمتاز بقوة الاحتياطي النقدي وتدعم الأسواق الأسهم باستمرارية وتحتوي علي صناديق المعاشات التقاعدية بالإضافة إلي استقرار الدولة سياسيا. وعلي الرغم من ذلك يتوقع بعض المستثمرين أن تكون الشهور القادمة في الأسواق الناشئة أكثر خطورة من العام الماضي بسبب استمرار تداعيات الأزمة العالمية إلا أن نسبة كبيرة أخري توقعت أن ترتفع العائدات السنوية بنسبة تفوق "16%" وذلك علي مدي "3" إلي "5" سنوات، في حين إذا استردت أسواق المال المتقدمة عافيتها خلال الفترات المقبلة فمن المتوقع أن تحقق عائدات سنوية تصل إلي "43%". وتوضح "رئيس جمعية المستثمرين" في الأسواق الناشئة أن تداعيات الأزمة العالمية المستمرة أصابت معظم الشركات الخاصة والأنشطة الاستثمارية في الأسواق الناشئة خلال الربع الأول من عام "2009" حيث انخفضت نسبة الاستثمارات في الشركات الخاصة بمقدار "2" مليارات دولار وانخفضت أيضا معظم الأنشطة الاستثمارية بمقدار "3" مليار دولار وذلك علي عكس نهاية عام "2008" حيث لم تتكبد الشركات تلك الانخفاضات في استثماراتها. ونتيجة لوجود عنصر الأمان الذي يبحث عنه المستثمريون فإن هناك نسبة من المستثمرين في الدول المتقدمة اتجهوا إلي الأسواق الناشئة خلال الفترة الحالية، حيث كشف ذلك "ريتشارد لينج" الرئيس التنفيذي لشركة "DC".