لا يوجد أحد منا لم يطربه صوت صباح، فقد كان صوتها من أجمل وأرق الأصوات في تاريخ الأغنية العربية الحديثة.. وفي تاريخها الفني مجموعة جميلة من الأفلام التي ارتبطت بنجوم الغناء العربي مع عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش.. وفي الأسبوع الماضي قدمت إحدي الفضائيات العربية سهرة مع الفنانة صباح.. كلنا يعرف أن صباح الجميلة تعيش الآن أرذل سنوات العمر فقد تجاوزت الثمانين عاما من عمرها.. ولكل عمر حسابات ومواقف.. ولكن هذا الحوار الذي أجرته الفضائية العربية أساء كثيرا لتاريخ صباح الفنانة والإنسانة.. لقد اعترفت صباح بكل الوضوح والصراحة أنها خانت جميع أزواجها.. وكلنا يعرف أن صباح تزوجت كثيرا وفي حياتها نجوم كبار وكان من الخطأ الجسيم أن يجيء هذا الكلام وهذه الاعترافات علي لسان فنانة كبيرة مثل صباح.. والأغرب من ذلك أنها اعترفت أنها خانت النجم الكبير رشدي أباظة مع أمير عربي من دولة شقيقة والذين يعرفون قصة زواجها من رشدي أباظة مازالوا يذكرون أن الزواج لم يعش أكثر من أيام قليلة والسبب في ذلك هو علاقة الصداقة التي كانت تربط بين صباح والراقصة سامية جمال وكانت متزوجة من رشدي أباظة.. والغريب في الأمر أيضا أن تقول صباح إن المرأة كلما تقدمت في سنوات العمر فإنها تحب الشباب الصغير.. وكانت صباح وهي علي أبواب الثمانينيات قد تزوجت شابا في عشرينيات العمر ولم تخجل من ذلك والحديث الذي أذاعته الفضائية العربية يطرح هذا السؤال: هل كل شيء يمكن أن يذاع وهل إذا دخلت الاعترافات منطقة التخاريف يمكن أن تذاع أيضا حتي لو أساءت إلي أشخاص رحلوا.. إذا كان من حق فنانة أن تعترف أمام الناس فينبغي إلا تذكر أسماء من خانتهم من الأزواج أو من عرفتهم من العشاق، إننا نعلم أن للسن أحكاما كثيرة وأن للزمن أخطاء كثيرة تأتي في صورة اعترافات أو حكايات أو تخاريف.. وهنا ينبغي أن نتوقف عند اتخاريف خاصة أن فيها اساءات كثيرة لأشخاص أصبحوا الآن في رحاب الله. إنني في أحيان كثيرة اشفق علي الفنانين الكبار وهم يعيشون خريف العمر وهؤلاء ينبغي أن نحافظ عليهم ليس فقط من أجلهم ولكن من أجل ذكرياتنا مع فنهم الجميل.. يجب أن تبقي الصور الجميلة ولا تشوهها اعترافات تسيء للأحياء والموتي ولهذا حزنت كثيرا علي فنانة اسعدتنا وقدمت لنا فنا جميلا، أما الفضائيات فليتها ترحم شيخوخة الناس وتحافظ علي ما بقي من صورهم الجميلة.