قنديل محمد حسن، الشهير بمحمد قنديل، أحد أعزب وأجمل الأصوات في تاريخ الغناء المصري، وما أكثر روائعه البهيجة المنعشة: يا رايحين الغورية، 3 سلامات، بين شطين ومية، إن شا الله ما أعدمك، أبو سمرة السكرة، ماشي كلامك، يا حلو صبح، أحلي بلد بلدي، الحلو أبو شامة، وعشرات غيرها من الأعمال التي لا تنسي. ولد المطرب الكبير في الحادي عشر من مارس سنة 1929، والانتماء إلي أسرة فنية غنية بالمواهب، بتبرر توجهه المبكر لعالم الموسيقي والغناء، حيث اعتمد مطربا في الإذاعة المصرية، وانجذب الملايين إلي صوته الساحر الفريد، الذي يمزج بين روعة طمي النيل وصفاء زرقة السماء وشجن الغروب في قرية وديعة. الملامح الشكلية والجسدية لمحمد قنديل لا توحي بعبقريته الفنية، ولعل متانة جسده القوي هي التي دفعت كامل الشناوي إلي أن يسميه شجرة الجميز، ومثل هذا البنيان ليس بمستغرب عند من مارس رياضات عديدة عنيفة مثل المصارعة ورفع الأثقال، ولكن الفنان الفذ كان وديعا كالأطفال، ومولعا بتربية الطيور. الشهادة الإيجابية الأعظم عن محمد قنديل جاءت من سيدة الغناء العربي أم كلثوم، فعندما سٌئلت عن الصوت الذي يطربها، قالت إنه قنديل، أي فخر يفوق أن تطرب أم كلثوم بصوت من الأصوات؟! شارك محمد قنديل بالغناء والتمثيل في عدد غير قليل من الأفلام السينمائية، لكن هذه المشاركات لم ترتفع به إلي مقام البطولة، فهو ليس بالفتي الوسيم، أو صاحب الوجه الرومانسي الجذاب! مطرب شعبي أصيل، وصوت يسكن القلوب بلا عناء، وأداء متمكن ينعش الأرواح ويحلق بها إلي آفاق رحيبة، حيث الحب والمتعة ومراودة ذلك العالم الجميل الذي يحمل روائح الوطن، ويحيط به بحر مليء بالجميلات شبيهات الغزلان، أما الصباحات بصوته فتبشر بالبركة والمرح والسعادة.