دخلت محكمة مدينة نصر من أجل إثبات صحة التوقيع في عقد بيع وشراء.. وفي المحكمة أعداد كبيرة من المواطنين والمحاميين والموظفين، وقد اختلطوا معا في زحام وأصوات مرتفعة، وجلس في أحد الأركان ماسح الأحذية وهو يستمتع بالزحام وإقبال الزبائن، بينما كان بائع الشاي والقهوة يطوف المكان ليسأل من يريد الشاي ومن يبحث عن القهوة.. والمكان كله غير نظيف بالمرة، ولا توجد غرف انتظار للمواطنين الذين يضطرون للوقوف ساعات طويلة قبل أن يأتي الدور عليهم للنظر في قضاياهم وموضوعاتهم. وحدث ولا حرج عن أحوال مكاتب الموظفين حيث أكوام الورق والملفات قد تراصت هنا وهناك، والغرف في حالة مزرية لا توحي أن أحدا يهتم بها أو أن العاملين بداخلها يبالون بحالها أو بنظافتها..! والأوضاع داخل المحاكم بهذا الشكل تسيئ وتشوه وتضعف من هيبة العدالة وقوة تأثيرها، وتجعل من المحاكم متاهات ومغارات لتعطيل العدالة بدلا من الوصول إلي العدل بأبسط وأسرع الطرق. ونحن نعلم أن الكثير من المحاكم قد شهدت تطويرا وتحديثا يختلف كثيرا عن الأوضاع من قبل وأنها صارت الآن في شكل أفضل، ولكننا لا نشعر مع ذلك أن هذا هو الشكل الذي نتطلع إليه لمحاكمنا التي هي الطريق للعدل والقانون والمساواة. إن هناك رسوما كثيرة يسددها المواطن الآن من أجل إجراءات التقاضي، وهي رسوم تدخل في خزينة الدولة، وجزء منها يستخدم في تطوير المحاكم وصيانتها ولكننا نأمل في أن يكون هناك اهتمام أكبر من المسئولين بوزارة العدل بحال محاكمنا وتزويد الموظفين هناك بأجهزة كمبيوتر وأن يكون هناك زيا موحدا للسعاة وحجاب المحاكم، وأن يكون هناك أيضا تنبيهات عامة بالتأكيد علي خفض الصوت والنظام وعدم التدخين داخل مبني أي محكمة فدور العدالة يجب أن يكون لها قدسيتها واحترامها وأن يشعر من يدخلها بأنه في دار الأمان والاطمئنان. [email protected]