قررت المجموعة الاقتصادية بالحكومة المصرية الاسبوع الماضي ان تصارح الشعب بحقيقة الوضع الذي يمر به الاقتصاد العالمي والتأثيرات السلبية المتوقعة علي الاقتصاد المصري . وكما كان كلام المجموعة الاقتصادية فيه مبالغات وقت الانتعاش شعرت بمبالغات كبيرة في حديثهم عن الآثار السلبية للازمة علي الاقتصاد المصري .. ففي وقت الانتعاش كان التفاؤل سيد الموقف رغم ان غالبية افراد الشعب لم يشعروا بأي تحسن في معيشتهم وكانوا في حالة ترقب لثمار النمو تتساقط عليهم منذ تولي هذه الحكومة عام 2004 وحتي العام الماضي . والاسبوع الماضي بدأ وزيرا التجارة والصناعة والمالية بث روح التشاؤم في الشعب المسكين وشعرت ان هذه الحكومة لا ترغب في فعل شيء حيال الازمة العالمية وانما قررت ان تصارحا الشعب وبكل شفافية بان الحياة ستكون سوداء وانهم يحاولون بذل اقصي جهودها للابقاء علي حياة المصريين حتي لا يموتوا بأثر هذه الازمة المفاجأة . هذه اللهجة التشاؤمية جعلتني شخصيا احمد ربنا علي وجود هذه المجموعة معنا لحمايتنا ومحاولة التخفيف علينا ولولاها لكنا في عداد الموتي .. ومحاولات الانقاذ تتركز علي المصنعين والمصدرين الذين لم تظهر آثار الازمة عليهم بعد ولكن لا يمكن ان تتركهم الحكومة فريسة لانخفاض الارباح رغم انهم لا يفكرون الا في انفسهم واولي محاولاتهم لتخفيض المصروفات هي التخلص من جزء من العمالة . حديث المهندس رشيد محمد رشيد والدكتور يوسف بطرس غالي عن الازمة واثارها بثت الرعب في قلب المواطن العادي وهذا امر غريب.. فالازمة المالية موجودة لا ننكرها وآثارها ستكون عنيفة علي اقتصادات دول العالم وخاصة الدول النامية ولكن .. هناك اجراءات عديدة يتم اتخاذها لانعاش الاقتصاد ومنها خطة زيادة الانفاق علي البنية الاساسية.. ووفقا لتصريحات الوزراء السابقة فإن الاقتصاد المصري متنوع وفي نفس الوقت ليس لدينا مسببات الازمة التي ضربت الاقتصاد الامريكي واثرت سلبا علي العالم كله .. والاهم ان لدينا مشروعات كثيرة ومناطق صناعية تم الاعلان عنها ولم تدخل حيز التنفيذ و لم يتم الاعلان عن التراجع عنها . اعتقد ان الصورة سيئة ولكن ليس علي طريقة وزير المالية ووزير التجارة والصناعة .. ارجوكم رفقا بالشعب الذي لم يشعر بثمار النمو في السنوات الماضية وفي نفس الوقت مطلوب منه تحمل كل الآثار السلبية للازمة الاقتصادية العالمية.