كشف عدد من رؤساء ومسئولي شركات الأسمنت ان أرباح شركات قطاع الأسمنت سوف تتراجع بشكل ملحوظ خلال نتائج اعمال الربع الأخير من العام الماضي والربع الأول من العام الجديد. وقالوا ان قطاع الاسمنت يمثل جزءا رئيسيا من قطاع التشييد والبناء مؤكدين ان قطاع التشييد والبناء كان ينمو بمعدل 15% طوال السنوات الأربعة الماضية. واضافوا ان الأزمة المالية ستلعب دورا رئيسيا في عدم استمرار قطاع التشييد والبناء في تحقيق معدلات النمو المعتادة وهذا بدوره سيؤثر علي قطاع الأسمنت بشكل مباشر. ورفضوا في نفس الوقت الكشف عن نسب التراجع في معدلات ارباح الشركات خلال المرحلة القادمة مطالبين الحكومة بالإسراع في ضخ ال15 مليار جنيه التي تم الإعلان عنها في مشروعات البنية التحتية لان ذلك سيسهم في تعويض قطاع الاسمنت جزءا من التراجع في قطاع التشييد والبناء. بداية أوضح عمر مهنا رئيس مجموعة السويس للأسمنت ان قطاع الاسمنت يمثل جزءا من قطاع التشييد لافتا إلي ان قطاع التشييد والبناء كان ينمو بنسبة 15% سنويا علي مدار السنوات الأربع الماضية موضحا انه نتيجة للأزمة المالية العالمية ستؤدي إلي عدم الاستمرار في تحقيق معدل نمو قطاع التشييد. ورفض الكشف عن نسبة تراجع أرباح الربع الأخير من العام المالي 2008 والربع الأول من عام 2009. يري انه إذا قامت الحكومة بضخ 15 مليار جنيه في استثمارات البنية التحتية ستسهم في تعويض قطاع الاسمنت وسد فجوة التراجع في قطاع التشييد والبناء مما سيكون له تأثير ايجابي علي القطاع ولكن إذا لم تقم الحكومة بعمل هذه الاستثمارات سيؤدي الي تأثير سلبي علي قطاع الاسمنت موضحا ان الأرباح تعد انعكاسا لتكلفة الانتاج وظروف السوق. اكد مهنا انه من الطبيعي ان تتراجع أرباح الشركات موضحا ان التراجع لا يعني ان الشركات ستحقق خسائر خاصة إذا كانت شركات كبيرة لافتا الي ان مجموعة السويس للاسمنت يمكن ان تحافظ علي معدلات ربحية معقولة. أوضح مدحت اصطفانوس رئيس القطاع التجاري بشركة بني سويف والاسكندرية للأسمنت ان أرباح الربع الأخير من العام الماضي الي جانب أرباح الربع الأول من العام الحالي شهدت تراجعا لافتا إلي أن نسبة تراجع الأرباح لم تظهر بعد موضحا ان نسبة التراجع ستظهر خلال النصف الثاني من يناير الحالي. أوضح أنه من الصعوبة التنبؤ بدقة خلال الفترة الحالية بنسبة تراجع الارباح الي جانب صعوبة التنبؤ باتجاه قطاع الاسمنت خلال الفترة القادمة نظرا للظروف التي تمر بها الاسواق مشيرا إلي انه توجد عوامل عديدة تؤثر في السوق الي جانب ان الاسواق تشهد تغييرا في كل لحظة. يتوقع مدحت عدم تأثر قطاع الاسمنت بالأزمة بنسبة كبيرة نظرا لأن السوق المصرية يحتاج كل سنة إلي 6 ملايين وحدة سكنية موضحا ان السوق لم يستطع الوفاء خلال الفترات الماضية بهذه النسبة. ويري انه إذا قامت الحكومة بضخ الاستثمارات والتي تقدر ب15 مليار جنيه في مشروعات البنية التحتية سيؤدي الي نشاط قطاع المقاولات وبالتالي قطاع الاسمنت. واضاف مدحت ان تراجع الأرباح لا يؤثر علي التوسعات المستقبلية للشركة مشيرا الي ان الشركة تقوم حاليا بعمل الخط الثاني في بني سويف ومن المتوقع ان يتم الانتهاء منه في الربع الأخير من عام 2009 وبتكلفة استثمارية 170 مليون يورو. اشار الي ان تراجع الأرباح سيحدث نتيجة لزيادة تكاليف الإنتاج ولا يقابلها زيادة في الأسعار. أوضح ان تراجع الارباح لا يؤثر علي مستثمري قطاع الاسمنت نظرا لكونهم مستثمرين طويلي الأجل ويعتمدون علي التوزيعات النقدية اضافة الي ان تأثير اسهم قطاع الاسمنت يعد أقل تأثيرا من القطاعات الأخري نظرا لعدم وجود مضاربات علي القطاع. اكد مدحت أن ارباح الشركات ستظهر تراجعا خلال الربع الأخير من العام الحالي مقارنة بأرباح الربع الأول والثاني والثالث من العام الماضي. ومن جانبه، أوضح ممدوح محمد علي حسن رئيس مجلس ادارة شركة قنا للأسمنت ان أرباح الربع الأخير من العام الماضي لن تتأثر ولم تتراجع نظرا لأن المصنع يقوم بانتاج الكمية المحددة له إلي جانب ان الاسعار كما هي لم تتغير مشيرا إلي ان هذا أدي الي عدم تراجع الأرباح. يتوقع ان تشهد اسعار الأسمنت تراجعا بنسبة 10% و15% خلال العام الحالي موضحا ان تأثيرها علي الأرباح لم يتضح بعد نظرا لعدم اتضاح الرؤية. يري ممدوح انه إذا حافظ المصنع علي انتاج الكمية المحددة وبيعها فإن ذلك سيؤدي إلي عدم تراجع الأرباح. أشار الي ان هناك محاولات لفتح اسواق خارجية مثل السودان موضحا ان المصنع له تواجد هناك ولكن خلال الفترة القادمة ستتوسع أكثر في السودان نظرا لقربها من مصر إلي جانب عدم تعرضها بشدة للأزمة المالية العالمية مثلما حدث في الأسواق الامريكية والأوروبية والعربية. أوضح ممدوح ان التوسعات وفتح اسواق خارجية سيسهم في الحفاظ علي أرباح الشركات مشيرا الي ان نتائج أعمال النصف الأول من العام المالي الماضي شهد ارتفاع صافي ارباح الشركة بمعدل 4.4% بحيث سجلت الشركة صافي ربح قدره 154.360 مليون جنيه مقارنة بنحو 147.812 مليون جنيه عن النصف الأول من عام 2007. وتوقع ان تستمر الشركة في تحقيق الأرباح كما هي خلال النصف الثاني من العام الماضي نظرا لعدم تغيير سعر طن الأسمنت اضافة إلي أن المصنع يقوم ببيع الكميات كما هي. ويري أحمد العطيفي مدير البحوث بشركة نيوبرنت لتداول الأوراق المالية ان أرباح الربع الأخير سوف تشهد تراجعا نتيجة لتراجع الطلب علي الأسمنت موضحا ان التراجع سيكون بنسبة كبيرة خلال الربع الأول من العام الحالي. اشار الي ان تراجع الطلب يحدث نتيجة ان شركات الاسكان والمقاولات متوقفة عن انشاء مشروعات مؤكدا انه لابد من الانتظار لحين وضوح الرؤية للحكم علي الارباح ونسبة تراجعها خلال الفترة القادمة موضحا انه يجب التوقف خلال هذه المرحلة عن إصدار التوقعات عن معدلات نمو الشركات أو نتائج أعمالها أو تقييم الأسهم وذلك لمعرفة تأثير الازمة علي الشركات لحين اتضاح الصورة كاملة عن الأزمة