أصيب الاقتصاد الفلسطيني بقطاع غزة بحالة من الشلل التام وسط حرب برية وجوية تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعب أعزل، فقد توقفت أنشطة الصيد والتجارة والبناء والزراعة وهي الأنشطة الرئيسية التي يعتمد عليها سكان القطاع، كما أصيبت المشروعات الصغيرة والمتوسطة بحالة تدمير شاملة جراء القصف الإسرائيلي، وكان أصحاب هذه المشروعات قد فشلوا في استيراد المواد وقطع الغيار بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل علي القطاع، كما توقف نشاط التصدير بالكامل. وفيما أصيب القطاع المصرفي بقطاع غزة بحالة من الذعر الشديد بسبب فشل العاملين به في تأمين أموال المودعين، أغلقت فروع البنوك المصرية العاملة بالقطاع أبوابها أمس وسط مخاوف شديدة علي حياة العاملين بها. وقال علي شاكر رئيس البنك الرئيسي للتنمية والائتمان الزراعي إن البنك أغلق فرعه بقطاع غزة لعدم توافر عنصر الأمان هناك، مشيرا إلي أن هناك 3 موظفين يعملون بالفرع لايزالون بخير حتي الآن، وأكد شاكر أن أموال المودعين بفرع غزة في أمان ولم يمسها سوء حتي الآن.. مشيرا إلي أنه بسبب الحرب الإسرائيلية فقد فشل موظفو الفرع في نقل هذه الأموال لسلطة النقد الفلسطينية "البنك المركزي الفلسطيني". ومن جانبه قال محمد سالم نائب رئيس البنك العقاري المصري العربي إن البنك واصل إغلاق فرعيه بقطاع غزة حتي أمس، مشيرا إلي أن هناك متابعة مستمرة للفرعين والعاملين بهما. ونفي كل من شاكر وسالم وجود استثمارات للبنكين المصريين داخل غزة، مؤكدين أن أعمال فروع البنوك المصرية العاملة في القطاع تقتصر علي الأنشطة المصرفية العادية من سحب وإيداع وغيرهما. وعلي مستوي القطاع المصرفي الفلسطيني بقطاع غزة فقد ثار تخوف شديد من أن تطول الحرب الإسرائيلية ودائع العملاء، وقال عاملون بالقطاع إن مخاطر شديدة باتت تهدد هذه الودائع في ظل عدم تمييز قوات الاحتلال في عمليات القصف ما بين المباني المدنية والاقتصادية أو المباني التابعة لحركة حماس، إلي جانب فشل البنوك في نقل أموال المودعين إلي مقر سلطة النقد بسبب تعرض عربات نقل الأموال للضرب. وكان البنك الدولي قد حذر في وقت سابق وقبل نحو شهر تقريبا من انهيار القطاع المصرفي بغزة بسبب أزمة نقص السيولة جراء الحصار الإسرائيلي المفروض علي القطاع. وفيما لم تعلن أي مؤسسة مالية أو مصرفية مصرية أو عربية عن منحها تبرعات لصالح أهالي قطاع غزة أعلن صندوق الأقصي أمس عن تبرعه بمبلغ 25 مليون دولار لتوفير معونات إغاثية عاجلة من الأدوية والمستلزمات الطبية والأغذية لضحايا القطاع. ودعت اللجنة كل المؤسسات والصناديق العاملة في مجالات الإغاثة والتأهيل وإعادة التعمير إلي الاستجابة السريعة للاحتياجات الإنسانية الملحة لأهل غزة.. وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أطلق حملة تبرعات للوقوف مع شعب فلسطين في هذه المحنة العصيبة.