شكك الرئيس السابق للبنك الدولي، جيمس ولفنسون، في إمكانية أن تنجح دول الخليج في الحفاظ علي نموها بالنسب الحالية خلال الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم، رغم التقارير التي تشير لذلك، وحث الدول العربية علي العناية بالتعليم لمواجهة خطر أزمة بطالة كبيرة بين الشباب الذين يشكلون 100 مليون من سكانها. وتوقع ولفنسون أن تستمر الأزمة العالمية لفترة طويلة وأن تعاني الدول الغربية من انكماش اقتصادي يستمر لسنوات، منبهاً إلي خطر وصول الركود إلي الدول النامية، وخاصة الصين والهند، بسبب حجمهما الاقتصادي والسكاني، كما استبعد أن يكون لاجتماعات مجموعة الدول العشرين تأثير في انعاش الأسواق. واضاف ان تقرير بنك التسويات الدولية اظهر أن العالم شهد تبادل أوراق وسندات مالية بقيمة 631 تريليون دولار، ما يفوق حجم الناتج العام الإجمالي الحقيقي للعالم بأسره بعشرة أضعاف. وعن الأوضاع في الخليج، قال إن الشرق الأوسط تأثر بالأزمة أقل من سواه، لكن التأثيرات تبقي واضحة علي سوق المال وأسعار النفط والعقارات، مضيفاً أن التحدي الأساسي في هذه المرحلة هو "البقاء"، وبعد ضمان البقاء يمكن محاولة مد يد المساعدة للآخرين. واستبعد ولفنسون أن يتمكن الخليج في البقاء خارج دائرة الخطر الاقتصادي قائلاً: "رأيت تقريرا عن أن نمو الخليج سيبقي علي حاله بسبب عوائد النفط ووجود احتياطيات مالية كبيرة، في الواقع أنا أتمني ذلك، لكن من النادر في الحقيقة أن يكون هناك أزمة عالمية بهذا الاتساع وتنجح منطقة في العالم بالنجاة منه". وحدد مجموعة إضافية من التأثيرات السلبية للأزمة علي المنطقة قائلاً: "تترافق الأزمة مع تراجع في تحويلات العمال الأجانب لأوطانهم وكذلك الاستثمارات الخارجية والمساعدات الدولية، ودول تعتمد علي الخدمات مثل مصر ستخسر الكثير، ليس فقط من عوائد السياحة، بل ومن انخفاض مداخيل قناة السويس". ولفت ولفنسون إلي المخاطر التي يفرضها واقع أن الإحصائيات تشير إلي أن الشباب في المنطقة "يشعرون بالتشاؤم حيال حكوماتهم وفرص العمل وشراء منزل، ويطمح معظمهم السفر للخارج". وتوجه إلي الدول العربية بالقول: "رغم أنكم تنفقون الكثير علي برامجكم التعليمية فإنني أدعوكم لإعادة النظر فيها، إلي جانب إعادة بحث قضايا الفتيات والنساء".