انتهي السباق الماراثوني بوصول باراك أوباما إلي المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض ليكون الرئيس رقم 44 في الرؤساء الأمريكيين، ومن هذا التاريخ حتي العشرين من يناير القادم وهو موعد استلامه مهمة عمله، فإن علي الرئيس باراك أوباما أن يعد أجندة أولوياته ويجهز للنظر في الملفات الساخنة علي مكتبه واستلام التركة الثقيلة التي تركها له الرئيس جورج بوش، فالقضايا الداخلية متراكمة ومعقدة ومغلفة بالأزمة المالية العالمية وانهيارات البنوك والبورصة وعدد من المؤسسات المالية والشركات العقارية، مما يؤثر بشكل مباشر في الحياة اليومية للمواطن الأمريكي، والقضايا الخارجية أيضا معقدة ومليئة بالمخاطر السياسية منها الوضع العراقي والبرنامج النووي الإيراني والقضية الأكبر وهي الصراع العربي الإسرائيلي. ومهما كانت اتجاهات ورؤي الرئيس الأسود الجديد فإن عليه أن ينفذ سياسات ثابتة وأصيلة في السياسة الأمريكية الخارجية وهي الاستمرار في الحرب علي الإرهاب وضمان حماية أمن إسرائيل وضمان امدادات البترول إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية. وسيكون أمام أوباما عدة قضايا مهمة علي الصعيد الخارجي خاصة في منطقة الشرق الأوسط، ويتحدث الخبير السياسي ستيفن كوك المتخصص في شئون الشرق الأوسط في حوار خاص ل"العالم اليوم" الأسبوعي حول أولويات القضايا الخارجية أمام الرئيس الأمريكي والتحديات التي تواجهه. * ما في رأيك التحديات التي ستواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في السياسات الخارجية المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط؟ ** لقد كان الشرق الأوسط محور تركيز إدارة الرئيس بوش في السياسة الخارجية ومن المحتمل أن يكون أيضا محور الإدارة الجديدة للرئيس أوباما. وهناك سياسات مستقرة وثابتة في السياسة الأمريكية بغض النظر عن شخص الرئيس أو برنامجه أو اتجاهاته، مثل ضمان حرية تدفق البترول ومحاربة الإرهاب وحماية أمن إسرائيل، فهي سياسات لابد أن تستمر، ربما سيكون هناك اختلاف في الأسلوب في سياسة أوباما لكنها في النهاية ستتفق في الأهداف. والتحدي الكبير الذي ستواجهه الإدارة الجديدة في تناولها لقضايا الشرق الأوسط سيكون كيفية إدارة الوضع في العراق فقد صرح أوباما بأنه سيعيد القوات الأمريكية بعد عامين من الآن بعد اقرار الأمن في العراق وسيكون علي الإدارة الجديدة أيضا أن تضع خطوطا واضحة لكيفية التعامل مع إيران وبرنامجها النووي والتعامل مع قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وتفعيل ودفع دور الدولتين الكبرتين في المنطقة وهما مصر والمملكة السعودية، فمصر أصبحت منشغلة بالتطورات الداخلية وأصبحت غير قادرة علي لعب دور مؤثر في المنطقة والمملكة العربية السعودية غير ملمة بالتطورات والتغييرات في الملف العراقي والإيراني. ويواجه الرئيس أوباما بتحدي آخر يتعلق بتأثيرات الأزمة المالية علي اقتصاديات الخليج وليس سرا أن المؤسسات المالية الأمريكية لجأت إلي صناديق الثروات في الخليج، وهناك تداعيات كبيرة للأزمة تؤثر علي اقتصادات دول الخليج. * ما مدي سرعة استجابة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لبحث قضية الصراع العربي الإسرائيلي واستعداده للدخول في مفاوضات مع الأطراف المعنية ومن سيكون الأنسب في لعب دور الوسيط هل ستكون مصر أم المملكة العربية السعودية خاصة في ظل توتر العلاقات المصرية الأمريكية خلال السنوات الماضية؟ ** عندما يتولي الرئيس الامريكي مهام عمله في العشرين من يناير القادم سيكون امامه قائمة طويلة من القضايا المختلفة والمعقدة، التي تتعلق بالعراق وايران وباكستان وافغانستان اضافة إلي الازمة المالية العالمية وقضية التغيير المناخي، والقضايا الداخلية، ووسط كل هذه القضايا سيبرز سؤال يتعلق بقدر بأهمية اتجاه الولاياتالمتحدة في مفاوضات ومناقشات في ملف الصراع العربي الاسرائيلي، خاصة ان الولاياتالمتحدة كانت منشغلة بالقضية علي مدي الاربعين عاما الماضية بشكل او بأخر، ونحن نعرف الطريق لحل هذا الصراع لكننا لم نكن قادرين علي دفع الاطراف المعنية بالسير في اتجاه حل هذا الصراع، والاوضاع الحالية سيئة في الضفة الغربية وقطاع غزة فان السؤال سيكون هل ستزداد الاوضاع سوءا بالدرجة التي تستدعي اهتمام الرئيس وتدخله بشكل سريع.