رحل الكاتب السعودي عبدالله الجفري ورحل معه زمن من البراءة والصفاء ولاشك أن رحيل الجفري خسارة كبيرة نخبة عريضة أحبت الجفري الإنسان والكاتب والصديق.. استطاع عبدالله الجفري أن يغزل في سنوات عمره أجمل باقة من الأصدقاء امتدت باتساع العالم العربي فقد فتح قلبه للمبدعين من كل لون.. وعندما كنت تزور الجفري في مكتبه كنت تلتقي مع كل ألوان الكتابة في العالم العربي تجد المصري والسوري والسوداني والخليجي.. وقد أخلص عبدالله الجفري لقلمه وجعله مصدر رزقه وحياته وعاش كما أحب حتي وإن خسر الكثير إلا أنه رفض أن يخسر نفسه كان الجفري أول كاتب سعودي يحقق انتشاراً واسعا في كل البلدان العربية تقريبا وكانت كتاباته تجد أبوابا مفتوحة في كل الصحف العربية قبل صدور الصحف السعودية الشهيرة مثل الشرق الأوسط والحياة.. عرفت كتابات الجفري القارئ العربي في فترات سابقة واستطاع أن يجد من يتحمس لنشر كتبه في القاهرة وبيروت وغيرهما من العواصم العربية وفي أحيان كثيرة كان الجفري يضحي من أجل مواقفه وأرائه بل إنه دفع الثمن في أحيان كثيرة.. عرفت عبدالله الجفري منذ سنوات بعيدة تجاوزت الثلاثين عاما.. وعندما رأيته لأول مرة في جدة شعرت أنني أعرفه منذ سنوات وأننا في لقائنا الأول نكمل حديثا بيننا بدأ منذ سنوات علي الورق. كان إنسانا رقيقا مخلصا صادقا لا يعرف الألوان ولا يعشق أنصاف المواقف ويعتز بنفسه وكرامته بصورة مرضية.. كان من الممكن أن يخسر إنسانا بسبب كلمة ويخسر منصبا بسبب قضية ويخسر كل شيء يتعارض مع اعتزازه بنفسه. وفي السنوات الأخيرة اعتلت صحته وزادت عليه محنة المرض.. وعندما دخلت مستشفي دار الفؤاد جاءني صوته من بعيد يقول "سلامة قلبك" قلت له هذا ما أخذنا يا عبدالله من الحزن والإحباط.. ورغم كل الظروف الصعبة التي عاشها الجفري ظل متمسكا بمواقفه وقلمه رغم أنه كان يستحق أن يحتل مكانا ومكانة تليق به وإن كان حقه قد حصل عليه من القارئ الذي أحبه. كان طفلا صغيرا حينما يحب وينضب وكان قادراً علي أن يعيش كل يوم قصة حب جديدة ولهذا أتعب قلبه.. واتعبنا برحيله.